شهدت رحاب دار الثقافة الأمير مولاي الحسن بالحسيمة، مساء الجمعة، أجواء مفعمة بالنفحات الإيمانية والأنغام الروحية الراقية ضمن انطلاقة النسخة الثانية من الأمسيات الرمضانية في فن المديح والسماع وتجويد القرآن الكريم.
ونظمت هذه التظاهرة، تحت إشراف عمالة إقليم الحسيمة بمبادرة من المديرية الإقليمية للثقافة وبشراكة مع المجلس العلمي المحلي والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية وجماعة الحسيمة والجمعية الإقليمية لدعم أنشطة القرب، انسجاما مع الأجواء الروحية لشهر رمضان المبارك.
وقد تضمنت الأمسية الافتتاحية التي حضرها ثلة من المسؤولين المحليين والمنتخبين والمهتمين بالشأن الثقافي وفعاليات المجتمع المدني، فقرات متنوعة من بينها توزيع الجوائز على الفائزات والفائزين في النسخة الخامسة من مسابقة تجويد القرآن الكريم، التي نظمها المجلس العلمي بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية.
في هذا السياق، أبرز رئيس المجلس العلمي المحلي بالحسيمة، محمد أورياغل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الأمسيات هي مناسبة لإبراز المواهب وتشجيعها وتكريمها، خاصة ما يتعلق بحفظ القرآن الكريم أو ما يتعلق بالإنشاد والسماع والمديح أو مسابقات ثقافية أخرى.
وأضاف، أنها أمسيات بطعم روحي تستثمر القيم الجامعة والتراث كذاكرة لتعزيز الهوية الحضارية للأمة وصيانة تماسكها والحفاظ على أعرافها وتقاليدها المرعية في تآلف وانسجام لتظل موصولة الحلقات ـ كما هي دائما ـ تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل.
وأتحف الجمهور خلال حفل الافتتاح بموشحات ومواويل تعكس مشاعر الحب والاعتزاز بأشرف الخلق، واستحضار القيم النبيلة ومعاني الصفاء والتأمل، حيث استمتع الحضور مع المنشد إسماعيل بلعوش، الذي منح بصوته سفرا روحيا للصغار والكبار، كما تألقت فرقة طائفة الأزهر العيساوية القادمة من فاس في عروضها المتميزة، مبرزة بأدائها الجمالي وتناسقها الشكلي دفء التقاليد الفنية الروحية والتراثية الأصيلة للمملكة.
في هذا الشأن، عبر المنشد إسماعيل بلعوش عن سعادته بحضوره في الأمسيات الرمضانية، مشيرا إلى أن إقامة مثل هذه التظاهرات في هذا الشهر الكريم تضيف متعة للروح وجوا من التلاحم واستحضار القيم الإنسانية والإسلامية، كما أنها تعبر عن موروث ثقافي مغربي أصيل.
من جانبه، قال مقدم فرقة طائفة الأزهر العيساوية، محمد السملالي، إن “هذه الأمسيات التي تقدم تجربة ثقافية فريدة خلال هذا الشهر، أتاحت لنا فرصة المشاركة في مدينة الحسيمة، وهي مناسبة لإيصال الطريقة العيساوية لأهل الحسيمة الذين بدورهم يحبون الأمداح والطرق الصوفية”.
وأكد المدير الإقليمي للثقافة بالحسيمة، أحمد أشرقي، على أهمية هذه التظاهرات التي تعيد للواجهة التقاليد الروحية والتراثية وتبصم على مكانة هذا النوع من الفن في الثقافة المغربية، موضحا أنها تروم نشر الثقافة الروحية الهادفة وسط أجواء اجتماعية تسعى إلى تعزيز الترابط والتلاحم بين أفراد المجتمع.
وذكر أن هذه الفعالية هي مناسبة للتعريف بالعمق الحضاري لجوهرة المتوسط، الحسيمة، والتنوع الفني الذي تزخر به، وإدماج العناصر الثقافية ضمن استراتيجيات وبرامج تسويق المنطقة، كما أنها وقفة كذلك للتنويه بالمسار الحافل والمتميز لثلة من الفنانين في الإنشاد والسماع والمديح.
وجدير بالذكر أن الفعالية، التي ستتواصل إلى غاية 22 مارس الجاري، ستعرف مجموعة من العروض الفنية لمجموعات وفرق مغربية للمديح والسماع والإنشاد من مدن مغربية مختلفة.
و م ع