أكد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، اليوم الثلاثاء بوجدة، أن جهة الشرق تتوفر على مقومات جعلتها تحظى بفرص اقتصاد حديث ومتنوع.
وقال الوزير، خلال لقاء خصص لتشجيع الاستثمار بجهة الشرق، نظم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ22 للمبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، إن هذه الجهة تحرز تقدما ملحوظا في تطوير قطاعات رائدة كصناعة السيارات وغيرها من الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، على غرار قطاعات أخرى كالفلاحة والصناعات الغذائية وترحيل الخدمات.
وأضاف الوزير أن جهة الشرق، تعد من بين الجهات التي تتوفر على بنية تحتية بمعايير عالمية (شبكة طرقية، مطارات، ميناء الناظور غرب المتوسط،…)، بالإضافة إلى الطاقات الشابة والكفاءات البشرية العالية التي تزخر بها بفضل استفادتها من العرض التكويني المتميز الذي توفره مؤسسات التعليم العالي المتنوعة، فضلا عن ريادة الجهة في مجال الطاقات المتجددة.
وأشار إلى أن جهة الشرق، حققت قفزة نوعية في جذب استثمارات وطنية وأجنبية ذات قيمة مضافة عالية، بفضل جهود مختلف الفاعلين والمتدخلين بالجهة، مذكرا في هذا السياق بأنه منذ دخول ميثاق الاستثمار الجديد حيز التنفيذ، صادقت اللجنة الوطنية للاستثمار على ست اتفاقيات لمشاريع استثمارية مهمة على مستوى هذه الجهة من المملكة، ستمكن من خلق حوالي 12 ألف منصب شغل.
وأضاف أن حصيلة اللجنة الجهوية الموحدة للاستثمار للجهة، شهدت دينامية إيجابية، بمصادقتها على استثمارات عمومية وخاصة لا تقل أهمية، الشيء الذي يؤكد المكانة الاقتصادية المهمة للجهة، معربا عن يقينه أن كل أقاليم وعمالات الجهة، ستشهد توطين مشاريع استثمارية مهيكلة في السنوات القادمة، ما سيمكن مستقبلا من تنويع الاقتصاد المحلي وتوجيهه نحو الأنشطة الواعدة.
من جانبه، اعتبر كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، عمر حجيرة، أن لقاء وجدة، يشكل فرصة هامة لتسليط الضوء على الإمكانيات الاستثمارية الهائلة التي تزخر بها جهة الشرق، واستقطاب المستثمرين الوطنيين والدوليين للمساهمة في ازدهارها.
وأكد أن الخطاب الملكي التاريخي ليوم 18 مارس 2003 بوجدة، شكل نقطة تحول رئيسية من خلال إطلاق المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، التي ساهمت في إحداث نقلة نوعية عبر مشاريع كبرى عززت البنية التحتية ووفرت بيئة استثمارية جذابة وتنافسية.
وكشف السيد حجيرة في ذات السياق، أنه تجري حاليا دراسة ميدانية لضمان توزيع عقلاني للمناطق الصناعية عبر أقاليم الجهة، بهدف إنشاء مناطق صناعية مستغلة ومثم نة تقوم بدورها في تحريك عجلة الاقتصاد وتوفير فرص الشغل، مبرزا أن الجهة تتطلع اليوم إلى إلى الانتقال من الاقتصاد غير المهيكل إلى اقتصاد مرن وحديث، يعتمد على تطوير القطاعات الحديثة ومهن المستقبل.
من جانبه، أشار وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، إلى أن الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في 18 مارس 2003 بمدينة وجدة، شكل منعطفا حاسما في تاريخ جهة الشرق، بإعلانه عن مبادرة ملكية لتنميتها.
وأكد أن هذه الجهة، التي تحظى باهتمام ملكي خاص، تتميز بمؤهلاتها الطبيعية والبشرية الهامة، وببنية تحتية تنافسية (طرق سيارة، ميناء الناظور غرب المتوسط، وغيرها)، وتزخر بشباب مؤهل، مشيرا إلى أن هذه الإمكانات تجعل من هذه الجهة وجهة جذابة للمستثمرين الباحثين عن بيئة ملائمة.
وبحسب الوزير، فقد تم استثمار أكثر من 150 مليار درهم خلال العقدين الماضيين، مما جعل الجهة نموذجا للتنمية، حيث أصبحت جهة الشرق اليوم مستعدة لاستقبال الاستثمارات، بفضل، على الخصوص، مشاريع صناعية رئيسية، مثل المناطق الصناعية المهيكلة، وقرب افتتاح ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي من شأنه أن يعزز دور الجهة كمحرك للتنمية على المستوى الوطني.
وأضاف أن الجهود المبذولة حاليا تركز أيضا على تلبية احتياجات الموارد البشرية من خلال التكوين المهني الذي توفره مدينة المهن والكفاءات بالناظور، والتي تقدم برامج متقدمة في عشرة قطاعات، وتستقبل حوالي 45 ألف متدرب، مشيرا إلى أنه بالموازاة مع ذلك، يتم تقديم الدعم للمقاولات الصغرى والمتوسطة لتعزيز خلق فرص الشغل وكذا التنمية.
وجرى تنظيم لقاء وجدة لتشجيع الاستثمار بجهة الشرق، بمركز المعرفة، من قبل ولاية جهة الشرق، ومجلس الجهة، بشراكة مع شركة ميدز (MEDZ) التابعة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير للتنمية، والمركز الجهوي للاستثمار بجهة الشرق.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.