20 مارس 2025

الصيام في رمضان.. علاج للروح وفوائد جمة للجسد

Maroc24 | صحة |  
الصيام في رمضان.. علاج للروح وفوائد جمة للجسد

الصيام، ليس مجرد إمساك عن الطعام، فهو محرك حقيقي لعلاج الروح وتجديد الجسم، حيث تعود هذه الممارسة الروحية، خلال شهر رمضان الفضيل، بفوائد جمة على الصحة الجسدية والنفسية للصائم.

غالبا ما ي نظر إلى الصيام على أنه ممارسة إيمانية وروحانية، غير أن هذا الامساك عن الطعام يحمل أيضا فوائد كبيرة للصحة الجسدية والنفسية، إذ يمثل الصيام آلية بيولوجية طبيعية تسمح للجسم، عند ممارستها بشكل صحيح، بالتجدد مع تعزيز الراحة النفسية.

وفي هذا السياق، أكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجسم البشري م عد بشكل مثالي للتعامل مع فترات الإمساك عن الطعام، معتبرا أنه “إذا كانت الوفرة الغذائية الحديثة تسبب أمراضا مثل السمنة أو السكري، فإن الصيام يسمح للجسم بالعودة إلى حالة تنظيم مثالية”.

وأوضح أنه خلال الأيام الأولى من الصيام، يواجه الجسم انخفاضا في نسبة السكر في الدم، مما يسبب التعب والصداع، لكن هذه المرحلة الانتقالية يتبعها بسرعة عملية أيضية مفيدة، مضيفا أنه بمجرد استنفاد احتياطيات الجلوكوز، يبدأ الجسم في تحليل الدهون، مما يؤدي إلى فقدان الوزن، وتنظيم الكوليسترول، وتحسين إدارة التمثيل الغذائي.

وتكمن إحدى فوائد الصيام الرئيسية، حسب السيد حمضي، في قدرته على منح الجهاز الهضمي استراحة يستحقها. وفي الواقع، يتيح الصيام للجسم تنقية نفسه، من خلال التخلص من السموم المتراكمة في دهون الجسم.

بالإضافة إلى فوائده الجسدية، فإن للصيام تأثيرا كبيرا على الصحة النفسية. وأوضح الباحث في هذا السياق، أنه من خلال تقليل إنتاج الأنسولين، يحفز الصيام إنتاج الأسيتون، مما يعزز الصفاء الذهني والقدرات المعرفية، مشيرا إلى أن هذا التحفيز له تأثيرات إيجابية على إدارة العواطف، حيث يساعد في تقليل التوتر، القلق، وحتى أعراض الاكتئاب.

كما أضاف أن الصيام يعلم الانضباط وضبط النفس، وهما عنصران يساهمان في تنظيم أفضل للعواطف، مما يجعل الصيام فرصة للتأمل الداخلي والتركيز على الأهداف الروحية والشخصية.

وأبرز الدكتور حمضي أيضا أهمية الصيام في الوقاية من الأمراض الأيضية، مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، موضحا أنه “من خلال تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل الكوليسترول الضار، يحمي الصيام القلب والأوعية الدموية”.

وأضاف: “يقلل الصيام من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهي أمراض شائعة في مجتمعاتنا الحديثة. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من هذه الأمراض، يمكن أن يكون للصيام، إلى جانب المتابعة الطبية، تأثيرات علاجية ويساهم في إدارة أفضل للأعراض”.

في هذا الصدد، يوصي الطبيب باستعادة مستويات الترطيب والطاقة بسرعة، وذلك ببدء وجبة الإفطار بثلاث تمرات مع الماء. كما يوصي بتناول وجبات خفيفة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، والتركيز على البروتينات الخالية من الدهون، والخضروات، والنشويات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، مثل الأرز الكينوا. أما وجبة السحور، التي يتم تناولها قبل بدء الصيام، فيجب أن تكون غنية بالمغذيات لإعطاء الطاقة طوال اليوم.

في المقابل، ذكر الدكتور حمضي أن بعض الفئات يجب أن تتجنب الصيام، بما في ذلك الأطفال، كبار السن، النساء الحوامل المعرضات للخطر، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل السكري غير المنضبط أو أمراض القلب والأوعية الدموية الشديدة.

وشدد على ضرورة القيام باستشارة طبية قبل الشروع في صيام طويل، موضحا أن التدبير السيئ للصيام يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية مثل الجفاف، التعب المفرط، واضطرابات الجهاز الهضمي، مما يبرز أهمية الترطيب الجيد والتغذية المتوازنة خلال هذه الفترة.

في الختام، فإن الصيام ليس مجرد ممارسة روحانية، بل هو مكسب حقيقي للصحة الجسدية والنفسية. عند ممارسته بشكل صحيح، يقدم الصيام فوائد متعددة، بما في ذلك تجديد الجسم، تنظيم التمثيل الغذائي، تحسين الصحة النفسية، والوقاية من الأمراض الأيضية. وبذلك، تصبح فترة الإمساك عن الطعام فرصة مثالية لاستعادة التوازن الجسدي والنفسي.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.