20 مارس 2025

سوق الأربعاء الغرب.. أمطار الخير تعيد الحياة إلى الحقول وتنعش آمال الفلاحين في موسم فلاحي واعد

Maroc24 | جهات |  
سوق الأربعاء الغرب.. أمطار الخير تعيد الحياة إلى الحقول وتنعش آمال الفلاحين في موسم فلاحي واعد

بعد مواسم متتالية من الجفاف، الذي أثقل كاهل الفلاحين في سوق الأربعاء الغرب وقلص من محاصيلهم الموسمية، لم ينقطع رجاؤهم من أجل أن يكون شتاء هذه السنة، مختلفا، وهو ما كان، فقد عادت أمطار الخير لتروي عطش أراضيهم وتنعش الزرع حاملة معها بشائر موسم فلاحي واعد.

واستقبلت هذه المنطقة الفلاحية بامتياز كمية كبيرة من الغيث على غرار باقي مناطق الجهة، التي سجلت تساقطات مطرية بلغت 170 ملم خلال شهر مارس الحالي، بمعدل تراكمي بلغ 300 ملم منذ بداية الموسم الفلاحي، أي بزيادة قدرها 31 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من الموسم الماضي.

وبمجرد أن ارتوت التربة وامتلأت السواقي بالمياه، سارع الفلاحون إلى استئناف أنشطتهم الفلاحية بحماس متجدد، مستبشرين بموسم قد يكون الأفضل منذ سنوات، آملين في تعويض خسائرهم السابقة وتحقيق محصول وفير يعيد التوازن إلى أوضاعهم الاقتصادية.

ولم يقتصر أثر هذه التساقطات على الجانب الفلاحي فحسب، بل انعكس إيجابا على الماشية أيضا، حيث ازدهرت المراعي الطبيعية وعادت الحقول لتوفر الكلأ، ما خفف العبء عن الكسابة الذين عانوا طويلا من ندرة الأعلاف وارتفاع تكلفتها.

ووسط حقل بدأ يستعيد حيويته، كان إدريس بنزهرة، وهو فلاح بالمنطقة، يتنقل بين نباتات الحمص التي بدأت تنمو بشكل ملحوظ، قائلا “قمت بزراعة الحمص في ظروف مناخية قاسية، حيث كانت كمية الأمطار شحيحة للغاية، ما جعلني في حالة ترقب طويلة”.

وبنظرة متفحصة، يضيف ادريس، وهو يمرر يده بين الأوراق الخضراء، التي باتت أكثر نضارة، أنه “بعد التساقطات الأخيرة، تحسنت الأمور كثيرا، كما أن حصولنا على الأسمدة الآزوتية المدعمة من طرف الوزارة ساهم بشكل كبير في تحسين جودة المحاصيل وحمايتها من الآفات والأعشاب الضارة”.

من جانبه، قال عزيز الرامي، وهو كذلك فلاح من نفس المنطقة، في تصريح مماثل، إن “الأمطار أعادت الحياة إلى أراضينا، حيث أن وضع الفلاحة بالمنطقة كان صعبا للغاية، لا سيما بعد سنوات طويلة من الجفاف”، مشيرا إلى أن محاصيل القمح كانت قبل أيام قليلة من الغيث مهددة بالجفاف”.

وبعدما أعرب عن سعادته وتفاؤله، أضاف “هذه الأمطار ذكرتنا بالماضي، بفضل الله تحسنت الأمور بشكل ملحوظ، سواء في زراعة الحمص أو الشمندر أو الزرع أو نوارة الشمس”.

من جانبه أكد، المدير الجهوي للفلاحة بجهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة، محجوب لحراش، أن التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها الجهة سيكون لها تأثير إيجابي على الموسم الفلاحي، خاصة فيما يتعلق بنمو الزراعات الخريفية والشتوية، التي تمتد على مساحة تناهز 700 ألف هكتار.

وأوضح السيد لحراش أن هذه التساقطات ستساهم في تحسين وضعية الحبوب الخريفية، وإكثار الحبوب، والقطاني الخريفية، إلى جانب الزراعات السكرية، والزراعات الكلئية، والخضروات. كما ستمكن من تعزيز نمو الزراعات التي تعتمد على تقنية البذر المباشر، والتي تغطي حوالي 52 ألف هكتار.

وأبرز أن هذه الظروف الملائمة ستساهم في تعبئة عدد كبير من الفلاحين في ما يخص الزراعات الربيعية، ما من شأنه تسريع وتيرة إنجاز المساحات المبرمجة والتي تناهز 103 آلف هكتار بزيادة قدرها 12 في المائة مقارنة مع الموسم السابق، وذلك لتعويض الحبوب التي تأثرت بنقص التساقطات خلال الأشهر الماضية.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.