الحي الحسني .. تمكين المرأة في وضعية صعبة ضمن أولويات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، أهمية كبيرة لقضايا المرأة في وضعية صعبة، من خلال برمجة وإنجاز العديد من المشاريع التنموية التي تروم تمكينها والنهوض بأوضاعها.
وتواصل اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بهذه العمالة، جهودها الرامية إلى تنزيل المشاريع الممولة من قبل المبادرة والهادفة إلى تحسين الوضع الصحي للأم والطفل وتقريب الخدمات من النساء في وضعية صعبة.
ومن بين هذه المشاريع التنموية، التي تساهم فيها المبادرة، مركز إنصاف سيدي الخدير، باعتباره مؤسسة وطنية تقدم خدمات لفائدة النساء في وضعية صعبة بتراب هذه العمالة، وتضطلع بدور رئيسي في استقبال وإعادة إدماج هؤلاء النسوة وأطفالهن.
ويعمل هذا المركز، الذي تشرف على تدبيره جمعية إنصاف، على إيواء النساء في وضعية هشاشة وأطفالهن، وتوفير الدعم الاجتماعي، والنفسي والقانوني لهن، إلى جانب تقديمه تكوينات مهنية في مجالات الخياطة، والطبخ، والتجميل والحلاقة، والمتابعة الطبية والمساعدة الإدارية.
وتتمثل مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في هذا المركز من خلال شراكات تجمع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني والمؤسسة الوطنية للتضامن مع النساء في وضعية صعبة، في تهيئة وتجهيز المركز، وذلك من أجل استقبال وتوجيه الوافدين عليه، ومحاربة تشغيل الأطفال، ودعم الأمهات، وتقديم المساعدة المدرسية، فضلا عن المواكبة الإدارية والاجتماعية.
وفي هذا السياق، قال رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة، يوسف بلعباس، إنه بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة وفي إطار مواكبة المبادرة للنساء في وضعية هشاشة، تواصل اللجنة الإقليمية جهودها من أجل الدعم والمساهمة في تمويل عدد من المشاريع التنموية لفائدة النساء على مستوى هذه العمالة.
وأضاف السيد بلعباس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن من بين هذه المشاريع هناك مركز إنصاف لمواكبة النساء في وضعية صعبة، وكذا مشروعين يهمان المساهمة في بروتوكولات التكفل بالنساء في وضعية صعبة وأطفالهن بمبلغ إجمالي يقدر بمليون درهم برسم سنتي 2024 و2025 .
من جهتها، أوضحت الكاتبة العامة لجمعية إنصاف، أمينة خالد، أن مركز سيدي الخدير بالحي الحسني يستقبل العديد من النساء في وضعية هشاشة من أجل الاستفادة من الخدمات التي يوفرها خاصة توعية الأسر بأهمية تمدرس الأطفال، واستفادتهم من دعم مالي عن كل طفل من أجل تلبية احتياجاتهم، إلى جانب التحسيس بالجوانب الإدارية والقانونية، والمواكبة الصحية من قبل أطباء مختصين.
وأضافت أن المركز يعمل أيضا على مواكبة الأطفال من خلال برنامج يروم محاربة استغلالهم في العمل وإدماجهم في المدارس أو التكوين المهني، عبر تزويدهم بمستلزمات مدرسية ودعم دراسي ونفسي لمساعدتهم على النجاح في مسارهم التربوي.
من جانبه، أكد المسؤول عن مشروع محاربة الأطفال القاصرين بالجمعية، يوسف شوقي، أن مركز إنصاف بالعمالة، الذي استقبل قرابة مائة طفل، يعمل بشكل فعال على محاربة استغلال الأطفال في العمل من خلال إبعاد هؤلاء الأطفال عن العمل القسري وإدماجهم في المدارس أو التكوين المهني.
وأضاف السيد شوقي، في تصريح مماثل، أن هذا المركز يعمل على توعية الأسر بأهمية مواصلة أبنائهم للدراسة، مشيرا إلى أن المركز يقدم أيضا دعما ماليا لكل أسرة لمساعدتها على تلبية احتياجات الأطفال، وقطع الطريق عن العمل في سن مبكرة.
تجدر الإشارة إلى أن مركز إنصاف سيدي الخدير، الذي شرع في تقديم خدماته المتنوعة سنة 2006، يعمل أيضا على تقديم المساعدة في تسجيل الأطفال في الحالة المدنية، وتسهيل الحصول على الوثائق الرسمية (البطاقة الوطنية، والدفتر العائلي…)، وتيسير الولوج إلى الخدمات الاجتماعية.
وحسب وثيقة لقسم العمل الاجتماعي بالعمالة، فقد تمكن مركز إنصاف من إنقاذ 200 طفل من العمل المبكر وإدماجهم في المدارس أو التكوين المهني، فيما تم تحسيس ما بين 200 و300 أسرة بأهمية إبقاء أطفالها في المدرسة، إلى جانب توفير دعم مالي تحصل بموجبه كل أسرة على 300 درهم شهريا لكل طفل لمساعدتها على تلبية احتياجاته دون الحاجة لإرساله إلى العمل.
وفي ما يخص المستلزمات الأساسية، تم توزيع نظارات طبية للأطفال المحتاجين، ومستلزمات مدرسية (محافظ، وكتب، ودفاتر…)، وملابس، وأغراض نظافة شخصية، وتقديم دعم دراسي ونفسي لمساعدة الأطفال على النجاح في مسارهم الدراسي، إلى جانب أنشطة رياضية، وفنية وترفيهية من خلال تنظيم ورشات ترفيهية لتطوير مهارات الأطفال وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
كما يعمل المركز على تكوين الأمهات وتأهيلهن لممارسة مهن مدرة للدخل، مما يساهم في استقرار أسرهن ويمنع عودة الأطفال للعمل، كما يتم تسجيل حوالي 30 طفلا سنويا في برامج التكوين المهني.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.