اقتصاد

الإقبال الكبير على المتاجر الكبرى خلال شهر رمضان.. بين الحاجة والإسراف

Published by
Maroc24

تشهد المتاجر الكبرى خلال شهر رمضان المبارك إقبالا ملحوظا، حيث يمتزج فيها التسوق الاستباقي بالعادات الراسخة، وأحيانا بنوع من التهافت على الشراء.

بالرباط، وعلى غرار باقي المدن، يتدفق المستهلكون على هذه المتاجر من أجل ملء عرباتهم بالمواد الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى العديد من المنتجات المناسباتية، ما يخلق مشهدا تجاريا صاخبا.

وتعرف ممرات المتاجر الكبرى بالعاصمة حركة دؤوبة للزبائن المثقلين بالمؤن. وبحسب أنور، وهو مسؤول بأحد المتاجر الكبرى، يمكن ملاحظة هذا الإقبال بشكل أكبر خلال فترتين من اليوم: الفترة الصباحية بين الساعة العاشرة والثانية عشرة لمن يفضلون تجنب الازدحام، ونهاية فترة ما بعد الظهيرة، قبيل ساعة الإفطار، حيث يبلغ النشاط ذروته.

وأوضح أنور أن الأيام الأولى من رمضان تميزت بموجة شراء للمواد الأساسية وغير القابلة للتلف، مشيرا إلى أن السلوك الاستهلاكي يتطور مع مرور الأيام، حيث “لاحظنا، ابتداء من الأسبوع الثاني، إقبالا أكثر انتظاما مع تركيز على المنتجات الطازجة وتنويع المقتنيات”.

ميولات استهلاكية محددة

تتصدر بعض المنتجات خلال كل سنة قوائم المبيعات، على الرغم من ظهور بعض الميولات الجديدة. وقد كشف المسؤول التجاري عن “هيمنة خمسة منتجات على المقتنيات بعربات التسوق هذه السنة”، موضحا أن التمر، باعتباره عنصرا أساسيا في وجبة الإفطار، يظل في المرتبة الأولى، تليه منتجات الألبان، والعصائر، ومكونات الحلويات التقليدية، وأخيرا الشوربات والوجبات الجاهزة.

ولاحظ أن شهر رمضان لهذه السنة تميز بتزايد الإقبال على المنتجات المحلية والحرفية، مبرزا أن “المستهلكين يبحثون عن الأصالة ونكهات الطبخ التقليدي لتحضير موائد إفطارهم”.

بالمقابل، لوحظ أيضا اهتمام متزايد بالمنتجات الصحية والمتوازنة، ما يعكس تنامي الوعي الغذائي لدى المستهلكين الحريصين على صيام صحي.

المتاجر الكبرى: تنظيم لوجستي يتماشى مع الطلب المرتفع

وأمام ارتفاع الطلب، تعمل المتاجر الكبرى على اتخاذ عدد من التدابير من اجل التكيف مع هذه الظرفية. ويقول المسؤول التجاري، في هذا الصدد، “نحن نستعد لهذا الموسم قبل عدة أشهر بتحليل بيانات السنوات السابقة”، مشددا على أهمية التعاون مع الموردين لضمان توفر مخزون كاف ، لاسيما من المنتجات الطازجة الأكثر طلبا.

وقد تم إيلاء اهتمام خاص هذه السنة لإقامة شراكات خاصة مع المنتجين المحليين من أجل ضمان طراوة المنتجات وجودتها.

وبغية تسهيل تجربة الزبناء، كشف أنور عن عدد من التدابير المتخذة لهذا الغرض، من قبيل إعادة تنظيم المساحات من خلال توسيع الممرات في الأروقة الأكثر استخداما، وتعزيز فرق العمل، خاصة في الأقسام الحيوية، مثل المخبوزات ومنتجات الألبان.

علاوة على ذلك، تشكل إدارة طوابير صناديق الأداء تحديا كبيرا، حيث يتم، حسب أنور، “فتح جميع صناديق الأداء خلال ساعات الذروة، والرفع من عدد الصناديق السريعة لعربات التسوق الصغيرة.

بين الاستهلاك والبعد الروحي: تساؤلات حول الإسراف

إذا كان رمضان هو شهر التقوى والرحمة، فإن بعض المستهلكين يستغربون إزاء حجم المشتريات التي تتم بالمتاجر الكبرى خلال هذا الشهر الفضيل.

يقول حسن، وهو موظف يبلغ 54 عاما، إن “رمضان في الأصل هو شهر الاعتدال والتعبد، لكن ما أراه في المتاجر مثير للاستغراب. فالعربات مملوءة عن آخرها بالمواد الغذائية، وأحيانا بكميات تفوق الحاجيات الحقيقية للأسر”.

وأمام هذا الإفراط، تبرز بعض المبادرات التي تروم إذكاء حس المسؤولية عند التبضع خلال شهر رمضان. حيث يتم بالعديد من أحياء الرباط تنظيم ورشات لمكافحة هدر الطعام، وتقديم حلول من أجل التسوق بذكاء لتجنب الإسراف.

من ناحية أخرى، تقترح بعض التطبيقات الإلكترونية قوائم طعام متوازنة واقتصادية تتناسب مع شهر رمضان.

ويكشف هذا الإقبال الاستثنائي على المتاجر الكبرى خلال شهر رمضان عن التحول العميق في العادات الاستهلاكية داخل المجتمع المغربي.

و م ع

Published by
Maroc24

آخر الأخبار