25 مارس 2025

برنامج كفاءة.. مبادرة متميزة لثمين مواهب السياحة المغربية

Maroc24 | فن وثقافة |  
برنامج كفاءة.. مبادرة متميزة لثمين مواهب السياحة المغربية

يحتل برنامج كفاءة، الذي أطلقته وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بشراكة مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة، مكانة متميزة بجهة فاس – مكناس التي تعتبر إحدى قاطرات السياحة الوطنية. ومن شأن هذه المبادرة الهامة تثمين المكتسبات الهامة التي تم تحقيقها في السنوات الأخيرة في ما يتعلق بعدد ليالي المبيت السياحية على مستوى الجهة، وبفاس على وجه الخصوص. وتعتبر مدينة فاس، مركز الجهة، وجهة متميزة تمزج بين التاريخ الإمبراطوري والروحانية والصناعة التقليدية الاستثنائية، حيث أضحت بفضل إشعاعها الدولي وديناميتها رافعة للسياحة الوطنية. وتجسدت هذه الدينامية السياحية للعاصمة الروحية من خلال ارتفاع ليالي المبيت المسجلة بمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة في يناير 2025 بنسبة 35 في المائة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وفي هذا الإطار، يتميز برنامج “كفاءة” بكونه آلية مبتكرة تهدف إلى تثمين والاعتراف بمهارات مهنيي قطاع السياحة الذين لم يتابعوا مسارا تقليديا للتكوين، والمصادقة على تجربتهم المهنية. ويمثل هذا الاعتراف فرصة ثمينة لهؤلاء المهنيين للمضي قدما في مسارهم، والاعتراف المهني بكفاءاتهم، فيما يمثل بالنسبة للجهة بوابة مفتوحة نحو آفاق جديدة للتنمية السياحية. وخلال حفل تسليم الشهادات لخريجي برنامج “كفاءة”، الذي نظم مؤخرا بفاس، تم من أصل 1231 ملفا جرى تقديمها اختيار 207 مرشحين لمتابعة تكوين متخصص. ومن ضمنهم، حصل 154 مهنيا على شهاداتهم، التي تعترف بخبراتهم في مختلف مهن القطاع السياحي.

ويتعلق الأمر، على الخصوص، ب 34 طباخا، و15 طاهيا، و20 مكلفا بالاستقبال، و10 من مسيري الفنادق، إضافة موظفي الاستقبال السياحي ونوادل وطهاة مكلفين بإعداد الحلويات والشوكولاته. ويقترح البرنامج تكوينات تغطي سبع تخصصات أساسية في مجالي الفندقة والسياحة. وتمكن المستفيدون من تطوير مهاراتهم في مجالات متنوعة، تتوزع بين المطبخ والاستقبال، وصيانة الغرف والتدبير الفندقي. ومن خلال مواكبتهم على يد مهنيين متمرسين، استفاد المرشحون من مواكبة مكنتهم من تثمين خبراتهم وتحسين آفاقهم المهنية. ومن ضمن المستفيدين، إلهام أومريم التي أشادت ببرنامج “كفاءة” الذي يشكل قيمة مضافة كبيرة لمهنيي القطاع السياحي. وأضافت أن البرنامج يعد “ثمرة تجربة تمت مراكمتها على مدى سنين، تعززت بتأطير وتكوين على يد مهنيين في القطاع”، معربة عن الأمل في أن تواصل هذه المبادرة التي يتم تنزيلها على المستوى الوطني، الاعتراف بجهود ومواهب الفاعلين في هذا القطاع. من جهته، أكدت الطباخة نجاة جناتي، على أهمية هذا البرنامج في الاعتراف بالعاملين غير الحاصلين على شهادات، موضحة أن البرنامج واكبنا في تثمين تجاربنا ويفسح لنا المجال من أجل المضي قدما، على اعتبار أنه يتيح الاعتراف بالمهنيين الذين راكموا خبرة ميدانية.

من جانبها، أكدت الطاهية وئام وزاني على الأثر الهام لهذا الاعتراف على مستقبل الخريجين، مضيفة أنه “يتيح للعاملين في القطاع الذين لم يسبق لهم الحصول على دبلوم إمكانية الحصول على فرص شغل”. وأشارت إلى أن التجربة “تعد عنصرا أساسيا، على اعتبار أنه لا يمكن الحصول عليها في المدارس، بل تكتسب من خلال العمل والمثابرة”. بدوره، أكد محمد التازي، مسؤول عن مكتب مكلف بتكوين المرشحين، أن هذه المبادرة تكتسي أهمية كبيرة للقطاع السياحي برمته، من خلال الاعتراف بالجهود التي يبذلها رجال ونساء لم يسبق لهم أن تلقوا تكوينا أكاديميا.

وأضاف أن الأمر يتعلق “باعتراف مستحق بالنظر إلى مساهمتهم الأساسية في تحسين جودة الخدمات”. وأضحى برنامج “كفاءة” الذي يستهدف الاعتراف بمهارة 7550 مهنيا في القطاع السياحي في أفق سنة 2026، رافعة أساسية للنهوض بكفاءات القطاع السياحي. ويساهم هذا البرنامج في تعزيز معايير الجودة ومنح العاملين اعترافا رسميا بخبراتهم.

وفي الوقت الذي يستعد المغرب لاحتضان تظاهرات عالمية كبرى، تسهم هذه الآلية في تعزيز تنافسية البلاد وإشعاع القطاع السياحي المغربي على الساحة الدولية.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.