31 مارس 2025

التساقطات المطرية الأخيرة تضخ حياة جديدة في أوصال محمية سيدي بوغابة

Maroc24 | جهات |  
التساقطات المطرية الأخيرة تضخ حياة جديدة في أوصال محمية سيدي بوغابة

استعادت محمية سيدي بوغابة بضواحي القنيطرة عافيتها، بفضل التساقطات المطرية الأخيرة التي كان لها أثر إيجابي في إنعاش هذا الفضاء البيئي وإعادة الروح إلى تنوعه البيولوجي بعد سنوات عديدة من الجفاف.

فهذه المحمية، الواقعة بين جماعتي المهدية وسيدي الطيبي (إقليم القنيطرة)، تحتضن تشكيلة واسعة من الطيور، التي وجدت في الغطاء النباتي الكثيف والممتد على مساحة كبيرة حول البحيرة موئلا لها. وقد أسهمت الأمطار الأخيرة في ارتفاع منسوب المياه وبالتالي توفير المزيد من المساحات المائية والخضراء الحيوية لازدهار الحياة البرية.

وتعد بحيرة سيدي بوغابة، الممتدة على مساحة حوالي 652 هكتارا، وتغذيها فرشة مائية، بحسب الخبراء، آخر مسطح طبيعي للمياه العذبة على الساحل الشمالي الغربي لا يتصل بمياه المحيط أو المياه الجوفية المالحة.

وفي هذا السياق، أكدت بشرى العسري، المسؤولة عن التنوع البيولوجي بمصلحة التنشيط الترابي والشراكة بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن التساقطات التي شهدتها المنطقة مؤخرا “بثت حياة جديدة” في مختلف الأصناف الحيوانية بهذه المنطقة الرطبة، ووفرت الظروف المثلى لدعم دوراتها البيولوجية.

وتعكس محمية سيدي بوغابة جانبا مميزا من أوجه الثراء والتنوع الذي تتسم به الحياة البرية في المغرب، والذي يشمل تشكيلة واسعة من النظم البيئية الغابوية والسهبية والصحراوية والبحرية.

غير أن فتح أبواب هذه المحمية الطبيعية أمام العموم، يؤدي إلى توافد أعداد كبيرة من الزوار عليها، ولاسيما على ضفاف البحيرة، مما ينعكس سلبا على الحياة البرية فيها.

بهذا الخصوص، أكد رئيس مركز المحافظة على الغابات بالقنيطرة، بلال اليعقوبي، أنه لمواجهة هذه الإشكالية، جعلت الوكالة الوطنية للمياه والغابات من التواصل والتوعية العامة محورا أساسيا في عملها، مشيرا إلى أنه تم في إطار الاستراتيجية الوطنية لتطوير الفضاء الغابوي “غابات المغرب 2020-2030″، خاصة الورش المتعلق بالمقاربة التشاركية، توقيع عقد تسيير مشترك بين الوكالة الوطنية للمياه والغابات والمجلس الإقليمي للقنيطرة ومجلس جهة الرباط – سلا – القنيطرة وقطاع البيئة والتنمية المستدامة.

وأوضح السيد اليعقوبي أن العقد يشمل تدبير التجهيزات والبنية التحتية، بما في ذلك مواقف السيارات ومسارات السياحة الايكولوجية بالإضافة إلى تجهيزات الاستقبال والمقاعد المخصصة للزوار.

وقد صنفت محمية سيدي بوغابة منذ عام 1951 موقعا طبيعيا وثقافيا محميا، كما سجلت عام 1980 ضمن قائمة المناطق الرطبة في العالم ذات الأهمية الكبرى، لاسيما بالنسبة للطيور المائية، طبقا لمعاهدة “رمسار” الدولية التي وقعها المغرب.

وأشارت السيدة العسري في هذا السياق إلى أن هذا التصنيف يعتمد على عدة عوامل، أهمها موقع المحمية على خط هجرة الطيور المائية بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء. ويتعلق الأمر أيضا بتنوع أصناف الطيور وكون هذه المنطقة موطنا لآخر ما تبقى من غابة العرعر الأحمر، التي تلعب دورا بيئيا هاما، خاصة في استقرار الرمال، حيث تقع البحيرة بين خطين من الكثبان الساحلية.

كما تكمن أهمية المحمية الطبيعية سيدي بوغابة في دورها الفعال كموقع للتكاثر وموئلا شتويا لأنواع طيور نادرة أو مهددة بالانقراض، مثل الشرشير المخطط والغرة المقنزعة.

والأكيد أن الأمطار الأخيرة التي تهاطلت مؤخرا على المنطقة أسهمت في ازدهار الحياة بكل أشكالها في محمية سيدي بوغابة واستعادة التوازن الإيكولوجي داخلها، فضلا عن تعزيز مكانتها كوجهة مفضلة لعشاق الطبيعة بالمنطقة.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.