01 أبريل 2025

اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة.. تجديد التأكيد على الالتزام بضمان الحقوق والإدماج

Maroc24 | صحة |  
اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة.. تجديد التأكيد على الالتزام بضمان الحقوق والإدماج

يخلد المغرب، اليوم الأحد، اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة، وهي مناسبة لتجديد التأكيد على أهمية الجهود والمبادرات الهادفة إلى ضمان حقوق فئة تمثل أكثر من مليار شخص عبر العالم، أي حوالي 15 في المائة من ساكنة المعمور.

وليس من السهل تحديد مفهوم الإعاقة، نظرا لتعدد أشكالها وتنوع مظاهرها، فهي تتمثل في خلل مؤقت أو دائم يصيب واحدة أو أكثر من وظائف الجسم البشري، ويمكن أن يحدث في أي مرحلة من العمر، منذ الولادة. وقد تؤثر هذه الإعاقة على القدرات الحركية أو الذهنية أو الإدراكية أو الحسية، مما يؤدي إلى فقدان الاستقلالية وصعوبات في إنجاز الأنشطة اليومية.

وتتمثل الإعاقة الحركية في محدودية الحركة وصعوبة تنفيذ بعض الحركات، بينما تشمل الإعاقة الذهنية الاضطرابات الإدراكية التي تؤثر على القدرة على التعلم. أما الإعاقة الإدراكية، فتمس الوظائف العليا مثل الذاكرة واللغة والانتباه، في حين ترتبط الإعاقة النفسية باضطرابات مثل الاكتئاب أو الفصام.

وعلى الصعيد الاجتماعي، يؤدي غياب أو عدم كفاية الوسائل اللازمة للإدماج وتيسير الولوج إلى تفاقم الشعور بالإعاقة. وفي هذا السياق، يرى عمر، شاب يبلغ من العمر 29 عاما تعرض لبتر أحد أطرافه إثر تعرضه لحادث، أن “الإدماج لا يقتصر فقط على توفير تجهيزات ملائمة، بل يتطلب أيضا تغيير النظرة والعقلية تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة”.

ويعد إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في مختلف مناحي الحياة، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو التعليمية أو المهنية أو الثقافية، هدفا أساسيا، حيث تم في هذا الإطار، إعداد مخطط “الصحة والإعاقة 2022-2026” من قبل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، يروم تحسين ولوج هذه الفئة إلى الخدمات الصحية وضمان رعاية ملائمة لاحتياجاتها.

ووفقا للأرقام الصادرة عن الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، فقد انخفض معدل انتشار الإعاقة بشكل طفيف، من 5.1 بالمائة في سنة 2014 إلى 4.8 بالمائة خلال 2024، مع تزايد ملحوظ في صفوف كبار السن. ويعني ارتفاع أمد الحياة والأمراض المزمنة أن هناك حاجة إلى بذل جهود أكبر، من أجل تجنب وفحص وتشخيص الأمراض في مرحلة مبكرة، والتي يمكنها أن تتطور إلى إعاقة.

وقد أتاحت التطورات التكنولوجية، إحراز تقدم ملحوظ في مواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة. ومن جهته يرى أخصائي الأطراف الاصطناعية في الدار البيضاء، أحمد بوشامة، أن “الأطراف الاصطناعية الحديثة، مثل الأطراف التي تعمل بالطاقة الكهربائية العضلية، توفر دقة واستقلالية فريدة”، مضيفا أن “هذا التطور يغير حياة المرضى عبر تمكينهم من استعادة الحركات شبه الطبيعية”. من جهتها، يبقى التحدي بالنسبة لسميرة التي تعاني من اضطراب إدراكي، هو عودتها إلى العمل، وبفضل المواكبة السليمة، تمكنت من العثور على وظيفة في مركز اتصال، و في حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء، تقول سميرة: “اليوم، أنا فخورة بكوني قادرة على إعالة نفسي، فيما لا تزال هناك تحديات اجتماعية يجب القيام بها لجعل المجتمع أكثر وعيا بواقعنا”.

ويتيح اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة فرصة لتعزيز المبادرات الرامية إلى ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والحد من أوجه عدم المساواة وتحسين فرص حصولهم على الرعاية والخدمات، وتعكس الجهود المبذولة لفائدة هذه الفئة من السكان، من خلال الاستراتيجيات الوطنية والتعاون الدولي، التزام المملكة من أجل مجتمع يشمل الجميع.

ومن خلال زيادة الوعي بواقع الإعاقة وتسليط الضوء على إنجازات الأشخاص المنتمين لهذه الفئة، فإن هذا اليوم يشكل فرصة لإعادة التفكير في النهج المتبع، وتعزيز أدوات الإدماج وبناء مستقبل يمكن الجميع من المشاركة الكاملة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للبلاد.

ز


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.