انطلقت، اليوم الخميس بوجدة، أشغال الدورة الثانية من المؤتمر الإفريقي حول التوحد، تحت شعار “التوحد: الفهم، العمل، والتحول”، بمشاركة عدة دول إفريقية وأوروبية.
وبعد النسخة الأولى التي ن ظمت بالكاميرون سنة 2023، يجمع هذا المؤتمر، المنظم على مدى ثلاثة أيام، خبراء ومهنيين في مجال الصحة، والأسر، والجمعيات النشيطة في المجال، وذلك لمناقشة أهمية إدماج ومواكبة وكذا الدفاع عن حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد عبر القارة الإفريقية.
ويشكل هذا الحدث، الذي يروم تعزيز الدينامية الجماعية حول اضطرابات طيف التوحد (TSA)، منصة مهمة لتبادل الخبرات والتعاون من أجل إيجاد حلول ملائمة لواقع الأشخاص التوحديين بالقارة الإفريقية.
وفي هذا السياق، يؤكد المنظمون أن هذا المؤتمر، يشكل فرصة فريدة للنهوض بالأشخاص التوحديين بإفريقيا، من خلال تعزيز الفهم السليم ووضع تدابير ملموسة تساهم في إدماجهم وحمايتهم.
ويعد أيضا هذا المؤتمر، الذي سيتم خلاله عرض ومناقشة “الميثاق الإفريقي للأشخاص المصابين بالتوحد”، مناسبة للتحسيس بواقع التوحد وتفكيك الصور النمطية المرتبطة به في القارة، عبر تغيير العقليات من خلال فهم أفضل لمختلف الاضطرابات.
وفي كلمة بالمناسبة، أوضحت سهام زروقي، رئيسة جمعية طيور الجنة بوجدة، المنظمة لهذا الحدث، أن هذه النسخة تروم تسليط الضوء على المنجزات والمكتسبات في مجال الإدماج الاجتماعي للأشخاص المصابين بالتوحد، وكذا رفع تحدي بلورة برامج للتكوين ودعم القدرات في مجالات التنمية الدامجة.
كما نوهت بالجهود الكبيرة التي يقوم بها المغرب لتعزيز حقوق هذه الفئة، مشيرة إلى إنجاز العديد من المشاريع والمراكز الاجتماعية لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، خاصة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
من جهة أخرى، أعربت السيدة زروقي عن الأمل أن يثمر هذا الملتقى القاري مجموعة من التوصيات الهامة في مجالي التربية والتكوين للأطفال التوحديين، وكذا تطوير استراتيجية مشتركة.
ومن جهتها، ذك رت ممثلة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مليكة مومن، بانخراط المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في العديد من الآليات الدولية لحقوق الإنسان، ومنها الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، والاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل.
وأضافت أن هذا الانخراط، ت رجم إلى إصلاحات متعددة، توجت بدستور 2011 الذي يكر س الحق في الصحة، والحماية الاجتماعية، والتغطية الصحية، ومحاربة كافة أشكال التمييز بسبب الإعاقة.
كما أشارت السيدة مومن إلى البرنامج الوطني للتعليم الدامج لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، الذي انطلق في يونيو 2019، والجهود المبذولة من طرف الوزارة في هذا الإطار.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز جيا سارافان، الطبيب الأخصائي في اضطرابات طيف التوحد والتكفل بالألم والأستاذ بكلية الطب بجامعة ساكلاي بباريس، أن التوحد يتمثل أساسا في اضطراب التفاعل الاجتماعي والتواصل، إلى جانب اهتمامات محدودة ومتكررة.
وأكد السيد سارافان، أن التوحد، باعتباره إعاقة، ي عد من اضطرابات النمو العصبي، وتظهر أولى علاماته منذ الطفولة المبكرة (ابتداء من 16 شهرا).
وبحسب السيد سارافان، فإن انتشار هذا الاضطراب، ي قد ر بحالة واحدة لكل 100 ولادة، وهو رقم مرتفع، مشددا على ضرورة تعاون الدول الإفريقية فيما بينها وخلق شراكات من أجل ضمان تكفل أفضل ودعم حقوق الأفراد في طيف التوحد.
وتتميز هذه الدورة، ببرنامج مكثف يضم محاضرات وموائد مستديرة وعرض ومناقشة أفلام ذات الصلة بالموضوع، وذلك بهدف الكشف المبكر، والتكفل المتكامل والمخصص لتحسين الحياة اليومية للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد وأسرهم.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.