12 أبريل 2025

الدارالبيضاء.. تسليط الضوء على الثورة في التعليم الطبي من خلال الابتكار والمحاكاة

Maroc24 | جهات |  
الدارالبيضاء.. تسليط الضوء على الثورة في التعليم الطبي من خلال الابتكار والمحاكاة

انطلقت، أمس الجمعة بالدار البيضاء، أشغال الدورة الثانية من المؤتمر الأفريقي للمحاكاة في العلوم والصحة (SIM Africa 2025)، والدورة الأولى من المؤتمر الأفريقي حول البيداغوجيا في العلوم الصحية، تحت شعار “بيداغوجيا مبتكرة في العلوم والصحة: إفريقيا في عصر المحاكاة والروبوتيك والذكاء الاصطناعي”.

ويجمع هذان الحدثان العلميان، المنظمان على مدى ثلاثة أيام من قبل مركز محمد السادس الدولي للمحاكاة في علوم الصحة، وجامعة محمد السادس للعلوم والصحة بشراكة مع مركز محمد السادس للبيداغوجيا التطبيقية في علوم الصحة، ثلة من الباحثين والخبراء من عالم التربية وعلوم الصحة، من أجل تسليط الضوء على الابتكارات البيداغوجية ومقاربات التعلم الجديدة من خلال إدماج آليات متقدمة مثل المحاكاة السريرية، والروبوت الطبي، والذكاء الاصطناعي.

وفي كلمة بالمناسبة، قال المدير المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، يونس بجيجو، أن المغرب أضحى فاعلا رئيسيا في مجال الصحة، مشيرا إلى أن الجامعات والمستشفيات في المملكة لم تعد مجرد أماكن لنقل المعرفة، بل أصبحت مختبرات حقيقية للابتكار تدمج المحاكاة الطبية والذكاء الاصطناعي والمقاربات البيمهنية، على اعتبار أن هذه الآليات تشكل جسورا بين ماهو نظري وتطبيقي في خدمة المريض.

وأضاف أن “هذا المؤتمر يشكل منظومة خصبة، ملائمة لبروز أفكار قادرة على إنقاذ الأرواح، ومن خلاله سنسلط الضوء على ابتكارات مثل الواقع الافتراضي للتكوين الطبي، واستخدام البيانات القوية لتحسين التشخيص، وتثمين الخطأ كرافعة للتعلم”، داعيا إلى الحفاظ على التوازن بين التكنولوجيا والعاطفة، وبناء طب شامل ومستدام مرتبط بالواقع المحلي، مع الانفتاح على أفريقيا وأوروبا والعالم.

من جانبه، أشار رئيس جامعة محمد السادس للعلوم والصحة، محمد العدناوي، إلى أن أفريقيا تقف عند مفترق طرق، وأنه في مواجهة التحديات الصحية التي يشهدها القرن الحادي والعشرين، فإنه بات من الضروري تطوير نماذج التكوين، مؤكدا أن البيداغوجية في العلوم الصحية لم تعد من الممكن أن تقتصر على المقاربات الكلاسيكية، بل يجب أن تكون متعددة التخصصات ومعتمدة على التكنولوجيا.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن مؤتمر SIM Africa 2025 يمثل فضاء للتفكير والتبادل والابتكار البيداغوجي، لأنه بفضل الروبوتيك والواقع الغامر والذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، “فإننا نكون من أجل تقديم رعاية أفضل”.

وتابع أنه من خلال جمع مشاركين من القارة الأفريقية وخارجها، “نراهن من خلال هذا المؤتمر على أفريقيا مبتكرة ومتعاونة وملهمة. وبهذا، يمثل هذا المؤتمر دعوة حقيقية للعمل”.

من جانبه، أكد المدير العام لمركز محمد السادس الدولي للمحاكاة في علوم الصحة، محمد الشهبوني، على أهمية المحاكاة في المجال الصحي كأداة أساسية لتجويد تكوين المهنيين وضمان رعاية طبية آمنة، مبرزا التزام المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، ببيداغوجية مبتكرة وشاملة وتكنولوجية.

وأضاف أن المؤتمر يجمع حدثين أفريقيين مهمين حول المحاكاة والروبوتيك والذكاء الاصطناعي، بمشاركة أزيد من 800 مشارك و30 ورشة عملية وأكثر من 200 عمل علمي، مؤكدا أن المؤتمر الإفريقي حول المحاكاة في العلوم والصحة ليس مجرد مؤتمر علمي فحسب، بل هو التزام قوي بمستقبل التكوين الصحي في أفريقيا.

وتميز حفل الافتتاح بحضور أمين التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، وعز الدين الميداوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. وبهذه المناسبة تم الإعلان عن الفائزين بجائزتي “Meilleures Communications Orales” و “Meilleures Communications Affichées”.

يتضمن برنامج SIM Africa 2025، ندوات وماستر كلاس وورشات عملية تتناول مواضيع متعددة، منها على الخصوص، التداريب الاستشفائية وإطارها التوجيهي، والتقييم في المجال الصحي، وإدماج المحاكاة في التعليم، والإصلاحات البيداغوجية في العلوم الطبية.

ويشمل المؤتمر أيضا جلسات غامرة تغطي العديد من التخصصات، بما في ذلك الجراحة الروبوتية، والأشعة والتنظير، والمحاكاة الغامرة في طب الطوارئ، وطب الأسنان والصيدلة، والهندسة الصحية والذكاء الاصطناعي.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.