مهرجان باريس للكتاب..مجلس الجالية المغربية بالخارج يسلط الضوء على المساهمة الأدبية “المهمة” لمغاربة العالم

أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، المساهمة الأدبية “المهمة” لمغاربة العالم في المشهد الثقافي الدولي.
وفي حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة مهرجان باريس للكتاب 2025 الذي يحتفي بالمغرب، أكد السيد اليزمي أن المشاركة المغربية “تشكل اعترافا متجددا بالمساهمة الثقافية للمملكة”، مذكرا بأن المغرب سبق أن تم تكريمه في معرض سابق للكتاب بباريس.
وأضاف أن “المغرب هو البلد الوحيد الناطق بالفرنسية الذي توج أربعة من مؤلفيه بجائزة غونكور خلال ثلاثين عاما. مما يعكس ثراء إسهامه في الفضاء الفرنكفوني”.
وفي السياق ذاته، شدد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج على التحولات البارزة التي يعرفها الإنتاج الثقافي المغربي، والتي يساهم فيه بشكل خاص مغاربة العالم.
وقال: بعد جيل أول من الرجال المغاربة الذين كتبوا بالفرنسية، نشهد اليوم تأنيث وعولمة الكتابة المغربية”، مشيرا إلى أن عشرات الروائيات، لاسيما من الجالية المغربية، يجددن المشهد الأدبي بالعديد من اللغات (الإنجليزية، الفلامانية، الإيطالية، الألمانية والإسبانية…).
وبحسبه، فإن هذا التنوع اللغوي والإبداع المتنامي يعكس تطورا كبيرا، مبرزا المساهمة الفعالة للمغاربة المقيمين بالخارج في مجالات فنية أخرى أيضا، لا سيما السينما والفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والغناء.
وذكر بأن “هذه الدينامية تأتي في سياق خطابي صاحب الجلالة الملك محمد السادس في غشت 2022 ونونبر 2024″، اللذين أكدا على مساهمة مغاربة العالم في مختلف المجالات، بما في ذلك الثقافة.
من جهة أخرى، سلط السيد اليزمي الضوء على جهود المجلس في تعزيز ترجمة الأعمال المغربية، مشيدا بإطلاق وزارة الثقافة المغربية، بناء على توصية من المجلس، “برنامجا كبيرا للترجمة إلى اللغة العربية”.
وعند سؤاله عن التعاون الثقافي بين المغرب وفرنسا، أعرب السيد اليزمي عن ارتياحه لـ”التناغم” بين البلدين، والذي يرتكز على روابط تاريخية وثقافية عميقة، مبرزا “أفق التطور المشترك” للصناعات الثقافية والإبداعية.
من جهته، عبر محمد زكريا أبو الذهب، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط وكاتب مشارك في النسخة الحالية لمهرجان باريس للكتاب، عن سعادته باختيار المغرب ضيف شرف، مشددا على أهمية هذا الحدث الثقافي الكبير في تعزيز إشعاع الثقافة المغربية على الصعيد الدولي.
وقال إن هذا الموعد الدولي يعد فرصة للقاء الناشرين واستكشاف فرص جديدة للنشر.
وأشار الأكاديمي أيضا إلى الإقبال المتزايد على الثقافة والكتاب، مذكرا بأن “الثقافة بالنسبة لنا كمغاربة، هي وسيلة للتواصل”.
وبحسبه، فإن الكتاب يشكل واجهة أساسية للمغرب، حيث يسمح بنقل التقاليد والهوية وقيم المملكة.
ويشارك المغرب هذه السنة في مهرجان باريس للكتاب، الذي يقام في القصر الكبير، كضيف شرف بجناح يمتد على مساحة 330 مترا مربعا، ويقدم برنامجا غنيا ومتنوعا، يتضمن 28 لقاء في فضاء المؤتمرات، و16 جلسة نقاش حول مواضيع أدبية واجتماعية، و10 عروض تقديمية للكتب، وعرضين فنيين (فن الصلام والمسرح)، بالإضافة إلى مائدة مستديرة دولية حول “المصير الأطلسي بين فرنسا والمغرب”، تماشيا مع موضوع هذه السنة: “البحر”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.