كمنارة أدبية تحت قبة القصر الكبير المهيبة، ينتصب الجناح المغربي بكل فخر في مهرجان باريس للكتاب 2025 (11-13 أبريل).
ويدعو المغرب، ضيف شرف هذا الحدث الثقافي الدولي البارز، المنظم هذا العام تحت شعار “البحر”، إلى استكشاف “غير مسبوق” لتراثه الأدبي والثقافي، فضلا عن إرثه البحري الاستثنائي.
وقالت لطيفة مفتكر، المندوبة العامة للجناح المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن اختيار المغرب كضيف شرف في هذا المهرجان الكبير يعكس “علاقات التعاون الثقافي الاستثنائية التي تربطنا بفرنسا منذ سنوات عديدة”.
وأشارت إلى أن المغرب، الذي يوقع أيضا على”العودة الكبرى” لهذا الحدث إلى القصر الكبير، يبصم على حضور “وازن” من خلال وفد هام من المؤلفين المغاربة.
ويقع الجناح المغربي في قلب المعرض على مساحة 330 مترا مربعا،و ويمكن التعرف عليه من المدخل بفضل هويته البصرية الجذابة، مما يجعله نقطة التقاء لا غنى عنها للزوار. ويقدم برنامجا غنيا ومتنوعا يتمحور حول خمسة فضاءات موضوعاتية: فضاء “التاريخ البحري”، وفضاء “حوار”، وفضاء “التوقيعات”، وفضاء “الأطفال”، وفضاء “دور النشر والمكتبة”، مما يعكس حيوية المشهد الأدبي والثقافي المغربي.
في هذا الصدد، أوضح عبد الله صادق، رئيس قسم المعارض بوزارة الشباب والثقافة والتوصل، أنه ” تم تجهيز العديد من الفضاءات لتقديم لمحة عامة عن مختلف مكونات الثقافة المغربية، من خلال عروض وثائقية أو مؤسساتية أو تلك المخصصة للمبيعات”، مشيرا إلى أن هذا المهرجان يشكل فرصة مثالية للجمهور الفرنسي لاكتشاف الإنتاج الأدبي المغربي.
ويقد م الجناح المغربي “مأدبة فكرية دسمة” من خلال ما لا يقل عن 28 لقاء في فضاء المؤتمرات، و16 جلسة نقاش تستكشف موضوعات أدبية واجتماعية، بالإضافة إلى 10 عروض تقديمية لإصدارات جديدة.
وأضافت السيدة مفتكر أن “34 دار نشر حاضرة أيضا لعرض غنى النشر المغربي بجميع اللغات”.
ومن خلال الوثائق والخرائط القديمة وسير الرحالة، فإن فضاء “التاريخ البحري”، بحسب المندوبة العامة للجناح المغربي، يهدف إلى الغوص في الماضي البحري للمغرب وإرثه المتوسطي والأطلسي.
وإلى جانب “المعرض الاستثنائي” لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، الذي سلط الضوء على جهود المملكة في الحفاظ على المحيطات وحمايتها، أشارت السيدة مفتكر أيضا إلى المعرض التراثي بعنوان “البحر والمغرب”، الذي يرصد كيف شكل البحر هوية المملكة وتاريخها.
بدوره، أوضح خالد عايش، رئيس قسم التواصل والنشر في أرشيف المغرب، أن “هذا المعرض يسلط الضوء على أهمية البحر في تاريخ المغرب”، مضيفا أنه يبرز أيضا الأدوار العديدة التي لعبتها المملكة في استغلال الموارد الطبيعية، ولاسيما بفضل موقعها الاستراتيجي.
وتابع السيد عايش أن المعرض “ي برز أيضا الدور المركزي لهذا الموقع الجغرافي في تنشيط التبادلات الاقتصادية والتجارية”، مشيرا إلى أن الوثائق المعروضة تكشف أيضا عن “عدة اتفاقيات أبرمتها المملكة مع القوى العظمى في تلك الحقبة”.
وتتضمن البرمجة الكثيفة للجناح المغربي عروض فنية (الصلام والمسرح)، وعرض شريط وثائقي بعنوان “القفطان المغربي: رحلة عبر أنامل الصناع التقليديين”، وعرض موسيقي قصصي بعنوان (Le voyage de Pois Chiche)، إلى جانب أنشطة موجهة للأطفال تضم 15 ورشة (في الزليج والنسيج والاختبارات الثقافية)، مما يضفي بعدا حيويا يحاور بين الفنون والآداب.
وقال إلياس سيف الإسلام، وهو منشط ثقافي ومسؤول عن ورشات الشباب بالجناح المغربي، لوكالة المغرب العربي للأنباء: “هذه الورشات المصممة كتجارب غامرة، تهدف إلى تعريف الأطفال والشباب بهذه الحرف اليدوية التقليدية المغربية، مع تعزيز فهمهم للثقافة والإرث الحضاري المغربيين”.
وأشار إلى أن الشباب يتعرفون على تاريخ وأصول هذه التقاليد الحرفية، بينما يقومون بإبداع لوحاتهم الجدارية بأيديهم في عين المكان.
ومن بين الفعاليات، أيضا، ثلاث لقاءات تكريمية لأعلام الأدب المغربي: إدريس الشرايبي، إدمون عمران المالح، ومحمد خير الدين. وتم تسليط الضوء، كذلك، على الحضور النسوي في الساحة الأدبية المغربية، من خلال عدة لقاءات مع كاتبات بارزات.
و م ع