أبرز مدير معهد ثيرفانتيس بالرباط أناستاسيو سانشيز زامورانو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، الاهتمام المتزايد من لدن المغاربة بتعلم اللغة الإسبانية، وكذا أهمية تدريس هذه اللغة لتعزيز التبادل وتوطيد روابط التعاون بين المغرب وإسبانيا، وكذا مع بلدان أخرى ناطقة بالإسبانية. 1ـ ما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به اللغة الإسبانية في تعزيز التبادل الثقافي بين المغرب والبلدان الناطقة بالإسبانية؟
تعتبر اللغة الإسبانية أداة مهمة للنهوض بالعلاقات الثقافية بين المغرب وإسبانيا، و كذا مع البلدان الأخرى الناطقة بالإسبانية.
وبحسب آخر المعطيات الصادرة عن قسم التربية بالسفارة الإسبانية، فإن أزيد من 5 آلاف شهادة صادرة عن المؤسسات الأكاديمية المغربية حظيت بالمعادلة، مما يمهد الطريق للطلبة المغاربة من أجل الولوج إلى الجامعات الإسبانية.
إن هدفنا الأسمى يتجاوز مجرد تعليم اللغة الإسبانية. ويتعلق الأمر بنقل ثقافة وقيم الاحترام والمساواة التي يتقاسمها المغرب وإسبانيا.
وفضلا عن ذلك، سنواصل عملنا الأكاديمي لفائدة الطلبة المغاربة في إطار روابط الصداقة التي تجمع البلدين.
وعلى الصعيد الثقافي، سنواصل تسليط الضوء على مختلف عناصر التراث المشترك التي تثير الكثير من الاهتمام بين الشعبين الجارين.
إن الهدف الرئيسي هو إنجاح نهادئيات كأس العالم 2030 التي ستنظمها إسبانيا والبرتغال والمغرب بشكل مشترك. إنها ليست مجرد مسابقة رياضية، بل حدث تنخرط فيه كيانات عديدة اجتماعية وثقافية وسياسية.
ويتمثل الهدف في إنجاح هذا الموعد العالمي وتعزيز الترابط الثقافي القائم بين إسبانيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا.
وسيكون لهذا الحدث الكبير تأثير على البلدان الثلاثة على كافة المستويات، سواء الثقافية منها أو الاجتماعية، وكذا على الطريقة التي سيؤثر بها هذا الحدث الرياضي على الصغار الذين سيكونون راشدين مستقبلا.
2ـ كيف تقيمون درجة الاهتمام بتعلم اللغة الإسبانية في المغرب؟
لاحظنا في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا من لدن المغاربة بتعلم اللغة الإسبانية. وفي هذه السنة، على سبيل المثال، بلغ عدد التلاميذ المسجلين في معهد ثيرفانتيس بالرباط، الذي يستضيف أكبر عدد من الطلاب في البلاد، نحو 4500. وفي المجموع، هناك أزيد من 14 ألف شخص مسجلين في دروس تعلم اللغة الإسبانية في مختلف مدن المملكة.
يقدم معهد ثيرفانتيس لتلاميذه فرصة الحصول على دبلوم اللغة الإسبانية كلغة أجنبية (DELE). وقد ارتفع عدد المرشحين الذين يسعون للحصول على هذه الشهادة التي تظل ضرورية للولوج إلى الجامعات الإسبانية، بشكل تدريجي خلال دورة أبريل إلى حوالي 350 شخص.
3ـ ماهي دلالة وأهمية إقامة الدورة التاسعة لأسبوع اللغة الإسبانية في المغرب؟
من المهم تنظيم هذا الحدث السنوي لإبراز أهمية اللغة الإسبانية في المغرب، التي تعد ثاني أكثر اللغات المتحدث بها في العالم بما يقارب 600 مليون شخص في 21 بلدا.
اختارت ممثليات البلدان الناطقة بالإسبانية في المغرب تنظيم أسبوع اللغة الإسبانية التاسع على هامش الدورة ال30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب المنظم بالرباط من 17 إلى 27 أبريل الجاري.
ويوفر تزامن هذين الحدثين الكبيرين فرصة رائعة لتسليط الضوء على ثراء اللغة والأدب الإسبانييين في المغرب.
وبهذه المناسبة، أعددنا برمجة ثقافية غنية ليوم الكتاب واللغة الإسبانية، يوم 23 أبريل داخل معهد ثيرفانتيس، بالتزامن مع المعرض الدولي للكتاب والنشر، والذي سيتميز بمشاركة سفارات البلدان الناطقة بالإسبانية المعتمدة في الرباط.
و يتضمن برنامج هذه الدورة العديد من الأنشطة على غرار القراءة التقليدية في رواية “دون كيشوت” باللغتين الإسبانية والعربية، إلى جانب حفل للموسيقى اللاتينية.
و م ع