دعا المشاركون في ندوة دولية حول “حوار الأديان وتحويل النزاعات.. نحو نموذج للتغيير”، إلى تفعيل حوار الأديان في مجال حل النزاعات، وتطوير آليات ووسائل لهذا التفعيل وتقييمها بشكل مستمر.
وشدد المشاركون في هذه الندوة التي نظمها “مركز النورديك لتحويل النزاعات” بشراكة مع “مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان”، أول أمس الأربعاء عبر تقنية التناظر المرئي، على الأهمية الملحة للحوار الديني، وذلك لما للدين من مكانة في صناعة السلام، ولما للمعتقدات الدينية من أثر عميق في بناء العلاقات الشخصية والمجتمعية وكذلك الدولية، وكذا لما لعلماء الأديان وقادتها من تأثير قوي على من يتبعونهم ويثقون بهم.
وذكر بيان ل”مركز النورديك لتحويل النزاعات” توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الجمعة، أن هذا اللقاء شهد مشاركة ثلة من الباحثين والخبراء والمتخصصين الدوليين في مجالات الحوار الديني وحل النزاعات، من دول مختلفة من بينها المغرب.
ونقل البيان عن رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إبراهيم بن صالح النعيمي، تأكيده بالمناسبة على دور الأديان في حلحلة الصراعات وتسوية النزعات، منبها إلى أن التعصب الديني يؤدي أحيانا إلى التطرف وتأجيج الصراع بين الحضارات.
وشدد النعيمي، في هذا السياق، على الأهمية الملحة للحوار الديني لمواجهة الصراعات، باعتباره “أكثر ما نحتاج إليه في مواجهة أمواج الكراهية الشديدة التي تؤدي إليها”.
ودعا السيد النعيمي إلى تغيير الصورة الذهنية الشائعة بشأن حوار الأديان والتي مفادها أنها مهمة يتولاها فقط رجال وعلماء الدين، لافتا إلى أنه “قد آن الأوان لتأكيد دور الأديان في معالجة القضايا الإنسانية الكبرى، والعمل معا للتصدي للنزاعات التي تنشأ من الاختلافات الدينية”.
من جهته، أكد المدير التنفيذي لـ “مركز النورديك لتحويل النزاعات”، عبود نوفل، على أن الأديان بريئة من تهمة إذكاء الصراعات، مشددا على أن “الأديان والحضارات لا تتصارع، وإنما يتصارع الناس لأسباب شتى، ومن المهم تفعيل دور الأديان في مواجهة النزاعات”.
وتوقفت باقي المداخلات خلال هذه الندوة عند دور الأديان في الاندماج ومخاطر استخدامه في الصراعات، وكذا دور التربية والتعليم في نشر ثقافة احترام الآخر المختلف دينا وثقافة، مستعرضة سبل تطوير أطر عمل التقييم في مجال بناء السلام والحوار بين أتباع الأديان، ودور العلاقات البناءة بين الأديان في الحياة اليومية.
وتميزت الندوة بمشاركة الباحث في العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، كمال الهشومي، الذي قدم ورقة خاصة تحت عنوان “نحو مخرجات مشتركة لبناء السلام بين الأديان”.
وتوزعت أشغال الندوة على ثلاثة محاور رئيسة تهم “المشهد المتغير للنزاعات وحوار الأديان”، و”إنجازات وتحديات وفرص الحوار بين الأديان كوسيلة لتحقيق السلام المستدام”، و”توصيات علمية ومنهجيات عملية لتعزيز دور الحوار بين الأديان في الوقاية من العنف”.
المصدر: وكالة المغرب العربي للأنباء