و تشكل ذكرى المسيرة الخضراء، حدثا عظيما جسد أروع صور التلاحم بين العرش العلوي المنيف والشعب المغربي الأبي، من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة.
وأظهر إعلان جلالة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني يوم 5 نونبر 1975 عن تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، حرص جلالته على تجنيب المغرب والمنطقة حربا مدمرة وخطوة لتحرير الأقاليم الجنوبية من قبضة المستعمر الفرنسي.
وخاطب صانع هذه الملحمة، الملك الراحل الحسن الثاني، المغاربة قائلا “غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطأون أرضا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز”.
وتأتي هذه الذكرى المجيدة لتذكير جيل المستقبل بأكبر تجمع شعبي سلمي بمشاركة أزيد من 350 ألف متطوع من كافة أنحاء المملكة، مسلحين بالإيمان والعلم الوطني على تراب هذه الأرض التي كانت دائما جزءا لا يتجزأ من الوطن الحبيب.
ويشهد هذا الحدث الفريد من نوعه، الذي دون بأحرف من ذهب في تاريخ المغرب، على إرادة أمة بأكملها لبدء مسيرتها نحو تنمية شاملة ومستدامة، ومدى تشبث المغاربة بكل فئاتهم وشرائحهم بمغربية الصحراء وبالعرش العلوي المجيد، ومدى التلاحم وأسمى درجات الإخلاص للوطن.
وبذلك، باتت الأقاليم الجنوبية تستجمع كافة المتطلبات الكفيلة بتجسيد نظام الجهوية التي يريدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن تكون نقلة نوعية في مسار الديمقراطية المحلية، في أفق جعل الأقاليم الجنوبية نموذجا للجهوية المتقدمة، بما يعزز تدبيرها الديمقراطي لشؤونها المحلية، ويؤهلها لممارسة صلاحيات أوسع.
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.