مشاركون في ندوة بالداخلة يقاربون مداخل التفعيل القانوني والترابي للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية
شكل موضوع “الجامعة الموسمية للحكم الذاتي: مداخل التفعيل القانوني والترابي”، محور ندوة نظمتها، مساء أمس الجمعة بالداخلة، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال-الرباط ومجموعة البحث والدراسات الاستراتيجية حول الصحراء المغربية.
ويأتي هذا اللقاء العلمي، المنظم بتعاون مع مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب والمجلس الإقليمي لأوسرد وجمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة – وادي الذهب، في سياق الاحتفاء بالذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، وفي إطار الجامعة الموسمية للسياسات العمومية الترابية.
وتهدف هذه الجامعة الموسمية، في دورتها الثانية، إلى فتح نقاش علمي حول مداخل تفعيل الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية في ضوء الجهوية المتقدمة في بعدها الترابي، وكذا المتغيرات الجيوسياسية الإقليمية والدولية، خاصة تداعيات القرار الأخير الصادر عن محكمة العدل الأوروبية، والقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد ولاية بعثة “المينورسو” في الصحراء المغربية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال، فريد الباشا، أهمية الدور الذي تضطلع به المؤسسة الجامعية في مواكبة المجهودات التي تقوم بها الدولة من أجل دعم مبادرة الحكم الذاتي وتثمينها على نحو متزايد.
وأشار إلى أن المغرب يعمل، في إطار القانون والتاريخ، على مقاربة خاصة تتمثل في مبادرة الحكم الذاتي، التي تجسد النية الصادقة للمملكة في جعل الأقاليم الجنوبية تنعم بالاستقرار والأمن والازدهار.
من جهته، قال عبد العزيز لعروسي، نائب عميد الكلية، إنه تم تكريس مبادرة الحكم الذاتي على ضوء قرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار الأخير الذي يؤكد على مصداقية وجدية هذه المبادرة، سواء من حيث تحقيق الإقلاع الاقتصادي أو دعم أسس التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأضاف أن استراتيجية الترافع عن الحكم الذاتي تستلزم ضبط تقنية الاشتغال على الملفات (الملف التنموي، والترابي، والدبلوماسي)، والعمل مع جمعيات المجتمع المدني من أجل الترافع على القضايا الوطنية في المحافل الدولية، لاسيما في العواصم الأوروبية، من أجل تفعيل هذه المبادرة الوطنية على مستويات متعددة.
من جانبه، أكد محمد زكرياء أبو الذهب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن موضوع الحكم الذاتي ينبغي تناوله في سياق جيو-سياسي جديد وبمتغيرات جديدة شهدت عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، وافتتاح عدد من القنصليات في العيون والداخلة، ثم تطور علاقات المملكة مع بلدان الاتحاد الأوروبي.
وأشار السيد أبو الذهب، وهو أيضا منسق مجموعة البحث والدراسات الاستراتيجية حول الصحراء المغربية، إلى أن هذه الهيئة، التي تجمع ثلة من الأساتذة، عملت على بلورة دليل للترافع عن قضية الوحدة الترابية بلغات مختلفة، مضيفا أن هذا الدليل يضم مجموعة من العناصر المهمة، لاسيما في الشق القانوني والدبلوماسي والسياسي والتاريخي.
وأكد باقي المتدخلين على أهمية تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية لمبادرة الحكم الذاتي في أبعادها الترابية والتنموية والحقوقية والدبلوماسية والجيو-سياسية، داعين إلى إدماج الشباب والمجتمع المدني عموما ضمن آلية الترافع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة.
كما تمت الدعوة، خلال هذا اللقاء الذي حضرته فعاليات أكاديمية وتربوية وجمعوية، إلى الاستثمار بقوة في العنصر البشري، لاسيما فئة الشباب، من أجل رفع التحديات في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
المصدر : وكالة المغرب العربي للأنباء
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.