عرض الفيلم الوثائقي المغربي لمعلقات ضمن المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا
تم، مساء اليوم الأربعاء، بالفضاء الثقافي والسينمائي “فضاء الملكي” بسلا المدينة، عرض الفيلم الوثائقي المغربي “لمعلقات” “Femmes Suspendues”، لمخرجته مريم عدو، في إطار المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي، ضمن فعاليات الدورة 14 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا.
ويحكي هذا العمل السينمائي قصة ثلاث نساء من مدينة بني ملال، تخلى عنهن أزواجهن، قبل أن يلجأن إلى القضاء لطلب الطلاق، لكنهن اكتشفن أن المسطرة القضائية جد معقدة، حيث واجهن صعوبات عديدة، أهمها إثبات غياب الزوج.
وتعيش النساء الثلاث حالة “تيهان” شديدة حيث ترفض المحكمة رفع دعوى الطلاق، أمام غياب عنوان محدد لإبلاغ الزوج بالدعوى، ما يدفع بهن لخوض “مسيرة ماراتونية” للعثور على عنوان للزوج. وكذا العثور على شهود لإثبات أن الزوجة كانت تعيش مع الزوج قبل أن يختفي، وغيرها من العقبات.
وفي خضم هذا الوضع، تعاني النساء الثلاث مشاكل اجتماعية مرتبطة بوضعهن كنساء “معلقات”، سواء عند البحث عن محل للكراء، أو النزاعات التي تجدها مع أزواج بناتهن. وهي مشاكل متعلقة كثيرا بطبيعة المجتمع الذي “لا يعطي قيمة للمرأة دون زوج”، كما جاء على لسان إحداهن.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت مخرجة الفيلم الوثائقي “لمعلقات”، مريم عدو، أن فكرة الفيلم تتعلق بتلك الفئة من النساء اللاتي لسن بمتزوجات ولا بمطلقات، ما يجعلهن يعشن في وضع اجتماعي معقد للغاية.
وذكرت بأن هذا الفيلم الوثائقي، الذي تم تصويره في مدينة سلا، هو من إنتاج مغربي وفرنسي وقطري، وأن إعداده وتصويره تطلب خمس سنوات من العمل.
من جهته، قال الحبيب ناصري، أستاذ باحث وناقد سينمائي، في تصريح مماثل، أن الفيلم يقفز إلى طينة الأفلام الوثائقية، نظرا لطبيعة المشاهد واللغة التي استعملتها المخرجة.
وأضاف أن “طبيعة الرؤيا التي تمررها المخرجة، أحيانا بلغة الصمت وأحيانا عن طريق صور الأيادي ونظرات النساء تكشف لنا التمزق النفسي الذي تعيشه تلك النساء من جراء تلك الوضعية”.
كما أوضح الناقد السينمائي أنه ينبغي تشجيع هذا النوع من الأفلام الوثائقية، ولا يجب أن يقتصر على المهرجانات السينمائية، “بل يجب عرضها على شاشات التلفاز، لأنه يمرر رسالة بطبيعة معروفة لدى المجتمع المغربي، وبالتالي يرصد كيفية تخطي هذا الوضع لدى هذه الفئة من المجتمع”.
ويتنافس فيلم “لمعلقات” على جائزة الفيلم الوثائقي، إلى جانب أربعة أفلام أخرى؛ هي “كما أريد” لسماهير القاض (إنتاج مشترك بين مصر والنرويج وفرنسا وفلسطين وألمانيا)، و”ناشينا” لماري فوينير (انتاج مشترك بين فرنسا والصين والكامرون)، و”العثور على سالي”، لتمرا مريم داويت، (انتاج مشترك بين كندا واثيوبيا)، و”لم أعد أخاف من الليل” لليلى بور شير وسارة كيلومي من فرنسا.
وتتواصل فعاليات الدورة 14 من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، التي تستضيف السينما السويسرية كضيف شرف، إلى غاية 13 نونبر، وتتخللها ندوات وورشات تكوينية حول تحليل الفيلم والكتابة السينمائية والسينما الوثائقية وحوارات سينمائية وتقديم مؤلفات عن السينما.
المصدر : وكالة المغرب العربي للأنباء
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.