أحمد اليعقوبي
قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 9 نوفمبر إنه رغم أن كلمات جلال الدين الرومي منتشرة بشكل واسع في إنستغرام وتظهر قصائده في تسجيلات لمادونا وكولدبلاي، وكتبه هي الأعلى مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية .فإن قلة من الناس في الغرب لا يعرفون عن الرومي أكثر من أنه صوفي ملتح .
ديم نعمان المغني والممثل والكاتب البريطاني اللبناني ، ومن أجل إبراز قيمة جلال الدين الرومي، تعاون مع الملحنة القطرية دانا الفردان من أجل تأليف مسرحية تحت اسم Rumi:The Musical وذلك من أجل إخراجه من دائرة الخرافات وتقديمه على أنه إنسان، وذلك وفق ما قالته دانا الفردان . في المقابل تعود شعبية الرومي بالعصر الحديث إلى منتصف السبعينيات وترجمات كتابات الرومي على يد الأكاديمي والشاعر الأمريكي كولمان باركس، الذي حاول إبراز الجوهر العالمي الخالد في كتابات الرومي .
تقول دانا: “أفكاره بالكامل تستند إلى تنمية الجوهر في الداخل”. ويقول نعمان: “تمكّن الرومي من التطرق إلى الموضوعات والمشاعر التي تمس الجميع. وتمكن من ذلك، لأن تركيزه ينصب على التأمل الذاتي”.
يبدو توقيت هذه الأفكار مناسباً بالنظر إلى الجائحة وما نجم عنها. يقول نعمان: “جميعنا أعدنا تقييم حياتنا واكتشفنا ما يمكننا الاستغناء عنه ومكاننا في هذا العالم”. وربما تتجاوز كتابات الرومي الزمان والمكان، لكنه لم يكن صوفياً وفيلسوفاً فحسب، بل كان أيضاً مسلماً ورِعاً.
كذلك أضاف نعمان في هذه الأيام، نادراً ما يذكر الناس في الغرب الهوية المسلمة للرجل الذي يقتبسون منه بكل حرية. وتجاهُل الهوية الإسلامية للروم- ما يدعوه أحد الأكاديميين “استعمارياً روحياً”- هو أيضاً ما يجعل عملاً مثل هذه المسرحية ضرورياً. فهي تهدف إلى رد الخصوصية الدينية والجغرافية للرومي وفي هذا تحدٍّ للأفكار الشائعة عن الشرق الأوسط .
يضيف نعمان: “سئمنا الطريقة التي تصور بها الدراما منطقتنا وتركيزها على المشكلات وحدها: الإرهاب واللاجئون والحرب. القصص القادمة من الشرق الأوسط غائبة والقصص المطروحة قصص خيالية أو هوليوودية. أفلام مثل علاء الدين Aladdin وأمير مصر Prince Of Egypt ويوسف Joseph قادمة في الجزء الأكبر منها من تراث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن من قام ببطولتها ممثلون بيض ومعظمها محاكاة. ومشاعرهم حقيقية ولكن تغيب عنها الأصالة” .
على النقيض، فطاقم عمل مسرحية Rumi: The Musical من تراث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، والأغاني العشرون الواردة في هذه المسرحية مستوحاة من شعر الرومي. يقول نعمان: “إذا أردت إحضار رمز من الشرق الأوسط إلى المسرح الغربي احتفاءً بإرثه الثقافي، فمن الصائب تماماً أن يكون فريقك قادراً على أن يكون جزءاً من ذلك، وأن يشعروا بالفخر، لأنهم جزء من هذا العالم” .
يأمل الفريق المُنظم لهذه المسرحية الغنائية أن تقديم الرجل الحقيقي خلف الخرافة قد يُشعر الجمهور أيضاً بالقدرة على فصل الحقيقة عن الخرافات المنسوجة حول الإسلام والشرق الأوسط. يقول نعمان: “الشرق الأوسط أكبر بكثير مما يظن الغربيون أنهم يعرفونه عنه. كثير من الأشياء الجميلة على هذا الكوكب قادمة من هذه المنطقة- فنياً ولغوياً وموسيقيا. وكثير من الثقافة التي يستمتع بها العالم” .
المصدر : The guardian
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.