تعتمد الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، أحدث الأساليب العلمية وآليات تكنولوجية متطورة لصيانة أكثر نجاعة، تهم سنويا ما يفوق 150 كيلومتر من قارعة الطرق السيارة في مختلف أنحاء البلاد.
وبالفعل، تمتلك الشركة أداة متقدمة لـ”إدارة الأصول Asset Management” تتكون من نظام معلوماتي يمكن من تقسيم وتشفير شبكة الطرق السيارة على شكل خرائط رقمية، بالإضافة إلى جمع البيانات بشكل دوري عن حالة قارعة الطريق السيارة، وتقييم حالتها وتحديد أولويات المقاطع المراد صيانتها.
ويتم تزويد النظام المعلوماتي، بشكل دوري، عن طريق قياسات من أجهزة الفحص المختلفة تعتمد على معدات متطورة (أجهزة إلكترونية، وحدات ليزر، كاميرات فيديو، نظام تحديد المواقع العالمي…). ليتم بعد ذلك تحليل هذه البيانات من قبل فريق من المهندسين والخبراء لتقييم تدهور الطبقات المختلفة لقارعة الطريق السيار، وتحديد أولويات الصيانة وفق ا للمؤشرات التي تم قياسها على مقاطع مختلفة.
++ خبرة متميزة في تصميم الحلول المستدامة ++
بمجرد تحديد مقاطع الطريق السيار ذات الأولوية، بعد تحليل المؤشرات التي تم قياسها وحسابها على مستوى النظام المعلوماتي، يتم البدء في مرحلة الدراسات المعمقة، من طرف خبراء محليين ودوليين، وكذا المختبرات المتخصصة في هذا المجال.
ويلي مرحلة الدراسات المعمقة القيام بجولة ميدانية من أجل تشخيص جيد لحالة قارعة الطريق السيار وتفسير الأسباب التي أدت إلى تدهورها. ليقوم المختبر الوطني المختص، عقب ذلك، بأخذ عينات من مختلف طبقات القارعة لقياس الخصائص المتبقية لهذه الطبقات.
وتزود هذه التحقيقات الإضافية فريق المهندسين والخبراء ببيانات مفيدة، تستند إلى معايير علمية. وعلى أساس كل هذه العناصر، تقوم الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، بتطوير برنامج مندمج لصيانة قارعة الطرق السيارة.
ويشتمل هذا البرنامج المندمج على برنامج الصيانة الروتينية، الذي يتألف من إصلاحات موضعية (سد الشقوق، ردم الحفر..) بهدف الحفاظ مؤقت ا على الخصائص التشغيلية لقارعة الطريق في انتظار الصيانة الدورية. وبدره يتكون برنامج الصيانة الدورية من معالجات عامة (تقوية، إعادة تأهيل …)، تهدف إلى استعادة الخصائص التشغيلية والهيكلية لقارعة الطريق. وهو ما يعرف بالإصلاحات الكبرى.
وتعمل أطر الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، أيض ا، على التدبير الأمثل للميزانيات المرصودة للصيانة بشكل مستمر من خلال إدخال تكنولوجيات جديدة لتحديد الأولويات وتقنيات الصيانة، من أجل تحسين متانة قارعة الطريق وتوفير أفضل ظروف الراحة والأمان للزبناء-مستعملي الطرق السيارة.
-أوراش الإصلاحات الكبرى قيد الإنجاز .
يتكون برنامج 2021-2023 الخاص بالإصلاحات الكبرى لقارعة الطرق من تسعة أوراش، موزعة على مناطق مختلفة تغطيها شبكة الطرق السيارة، ويبلغ إجمالي طولها 226 كلم بتكلفة إجمالية تبلغ 1.1 مليار درهم.
في هذا الإطار، ومن أجل توزيع أمثل لمختلف مقاطع الأشغال بين مكونات المنظومة المغربية، تم اعتماد استراتيجية تصنيف جديدة في هذا البرنامج.
وستهم المقاطع التي ستخضع لإصلاحات كبرى خلال هذه الفترة، كلا من “الرباط – مولاي بوسلهام” على مسافة 24 كلم، و”القنيطرة – سيدي اليمني” على 31 كلم، و”سيدي اليمني – أصيلة” على 16.7 كلم، إضافة إلى “طنجة – ميناء طنجة المتوسط” بطول 20.3 كلم و”الرباط – مكناس” على 35.5 كلم و”مكناس فاس” (32 كلم) و”فاس – وجدة” (17.4 كلم) ثم “الأوداية – شيشاوة” 33 كلم، و”شيشاوة – أكادير” على مسافة 16.6 كلم.
منظومة مغربية متخصصة في صيانة وإصلاح الطرق السيارة.
تستند الإصلاحات الكبرى في مجال الطرق السيارة، بطبيعتها وإكراهاتها وتقنياتها، على منهجية مختلفة عن تلك الخاصة بأشغال إنجاز البنية التحتية. فإذا كانت هذه الأخيرة موزعة على عدة كيلومترات، فإن الإصلاحات الكبرى تتطلب مقاربة محددة، وتنظيم ا أكثر دقة للعمل في مقاطع صغيرة، وفي وقت وجيز جدا، وذلك للتقليل من إزعاج مستعملي الطرق السيارة وتقليص الانحرافات.
لهذا، جعلت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب من الإصلاحات الكبرى مهنة في حد ذاتها، إذ نجحت في بناء وتكوين منظومة مغربية متخصصة في مجال صيانة وإصلاح قارعة الطرق السيارة، مستندة في ذلك على خبرات دولية.
تعد الخبرة التي تتميز بها الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، ثمرة التجارب التي طورتها فرقها المتخصصة بشراكة مع مؤسسات وطنية (المختبر العمومي للتجارب والدراسات، والمركز الوطني للدراسات والأبحاث الطرقية) و مؤسسات دولية (مركز الدراسات والخبرات حول المخاطر والبيئة والتهيئة والمعهد الفرنسي للعلوم و تكنولوجيا النقل والتنمية والشبكات).
كما تعمل الشركة أيض ا على استدامة ومشاركة خبرتها في تدبير مشاريع البنية التحتية من خلال فرع الخبرة التقنية التابع لها، سواء في المغرب أو مع الشركاء الأفارقة.
المصدر : وكالة المغرب العربي للأنباء
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.