اختتمت مؤسسة الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة الرباط التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء اليوم الخميس بالرباط، مبادرة “ارسم تراثي” بتسليم 400 شهادة تقديرية للتلاميذ المشاركين وحقائب الرسم ل 50 تلميذا فائزا بالمسابقة الفنية.
وتعد هذه المبادرة التي أعطيت انطلاقتها على هامش الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع الذي يصادف يوم 18 أبريل من كل سنة، عمل مواطن يهدف إلى توعية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 سنة بالقيم التاريخية للعاصمة الرباط من خلال الإبداع الفني.
وتخللت هذه التظاهرة تنظيم مسابقة فنية وورشات عمل فنية في شهر ماي الماضي لتعزيز التقنيات الفنية للتلاميذ قدم خلالها 400 من تلاميذ المدارس المشاركين إبداعات تعكس رؤيتهم للتراث الثقافي و المعماري والعمراني لمدينة الرباط.
وفي هذا الصدد، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط سلا القنيطرة محمد أضرضور في كلمة خلال الحفل الذي نظم بشراكة مع المجلس الدولي للمباني التاريخية والمواقع (ICOMOS) والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الرباط-سلا -القنيطرة إن “مؤسسة الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة الرباط شريك وازن مهتم بتاريخ وعراقة المدينة وأطلقت هذا المشروع التربوي الفني الذي يتماشى مع تطوير النموذج التعليمي والإرتقاء بالحياة المدرسية”.
وأضاف أن المشروع يحث أيضا على الإشتغال على قيم المواطنة الحقة ومكونات التراث وغنى المغرب”، مؤكدا أن “الرهان لإنجاح المدرسة يمر عبر النبوغ وحرية الإبداع وتركيب الأشكال الهندسية وتسليط الضوء على قيمة التراث”، مسجلا أن المؤسسات التربوية يجب ان تظل فضاءات للإبداع.
بدوره، أبرز رئيس اللجنة المغربية للمجلس الدولي للمباني التاريخية والمواقع عبد العاطي لحلو “أن هذه المبادرة تروم إبراز أهمية التراث والحفاظ عليه في نفوس الاطفال. و تحفيز التلاميذ على اكتشاف تنوع المغرب بتوجيه من معلميهم”. وأكد في نفس السياق أن “المغرب استطاع أن يقتحم التراث العالمي للإنسانية من خلال المواقع الكثيرة التي سجلتها منظمة اليونيسكو”، داعيا الى “تضمين حماية التراث ضمن البرامج التكوينية لتثمين المواقع والمدن كمدينة الرباط التي تعتبر عاصمة عالمية على المستويين البيئي والتراثي”.
جدير بالذكر أن مؤسسة الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة الرباط، هي مؤسسة مكرسة للتوعية والتربية والحرص على اليقظة الدائمة والتناغم بين الفاعلين المعنيين بالمحافظة على التراث. وتعمل المؤسسة كذلك على التعبئة النشيطة للخبراء والفاعلين العموميين والخواص، بهدف ضمان استدامة وانتقال القيم التاريخية والهندسية والفنية والطبيعية، سواء منها المادية أو غير المادية، الأصيلة في التراث الثقافي لمدينة الرباط.
وفي هذا الإطار تقوم المؤسسة بتشجيع المقاربات التشاركية التي تسهر على إدماج الفاعلين المؤسساتيين والخبراء الوطنين والدوليين وممثلي المجتمع المدني، في مسارات المحافظة على التراث الثقافي.
المصدر : و.م.ع