تضارب مواقف القوى الدولية بخصوص مقاطعة أولمبياد بكين

قبل 3 سنوات

تباينت مواقف القوى الدولية بشأن “المقاطعة الدبلوماسية” لأولمبياد بكين بين المدافعين عن المقاطعة وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، والرافضين لهذا القرار تتصدرهم روسيا فيما لا تزال دول أخرى مترددة في حسم موقفها كاليابان.

ويعكس هذا المشهد تشابك خيوط الرياضة بقضايا حقوق الانسان والأبعاد السياسية والدبلوماسية إزاء هذا الحدث الدولي للأولمبياد، والذي يتميز بتاريخ حافل بالمقاطعة وخاصة إبان فترة الحرب الباردة والتقاطب الشديد بين المعسكرين الشرقي والغربي. وفي سياق مطبوع بالتوتر بين بكين وواشنطن على أكثر من واجهة، اتخذت الولايات المتحدة قرار “المقاطعة الدبلوماسية” لأولمبياد بكين بدعوى “انتهاكات الصين لحقوق الانسان”، لتلحق بها أستراليا وبريطانيا وكندا، وهو ما وصفته بكين بأنه “اتباع أعمى” لواشنطن. فيما كانت روسيا من أقوى الرافضين لهذا القرار وأكدت حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فعاليات افتتاح هذا الحدث الأولمبي.

وبدورها، أعلنت فرنسا، التي كانت تعرضت لما وصفته بـ”طعنة في الظهر” من قبل حلفائها في قضية الغواصات النووية، رفضها للمقاطعة الدبلوماسية لأولمبياد بكين.

وأكد وزير التعليم والشباب والرياضة الفرنسي جان ميشيل بلانكير، الخميس، أن فرنسا لن تشارك في “المقاطعة الدبلوماسية”، مضيفا “يجب الحفاظ على الرياضة من التدخل السياسي قدر الإمكان، وإلا سينتهي الأمر بالقضاء على المسابقات”.

كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن قرار مقاطعة الألعاب الأولمبية دبلوماسيا وليس على المستوى الرياضي أيضا، سيكون تدبيرا “تافها ورمزيا جدا”.

وقللت الصين من تأثير المقاطعة الدبلوماسية لهذه الدول على نجاح الأولمبياد. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ وينبين، خلال لقاء صحفي، إن “الصين في الواقع لم ترسل دعوات إلى الدول المعنية، وبغض النظهر عن حضورهم من عدمه، سيشهد الجميع نجاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين” .

وأضاف “نحن لسنا قلقين بشأن ذلك (المقاطعة)، بل على العكس، ما نراه هو أن الغالبية العظمى من دول المجتمع الدولي تدعم نجاح دورة بكين للألعاب الاولمبياد الشتوية”، مشددا على أن “الألعاب الأولمبية هي تجمع كبير للرياضيين وعشاق الرياضة، وليست مسرحا لعروض السياسيين”.

وتصدرت روسيا جبهة الرافضين لمقاطعة أولمبياد بكين منذ بداية بروز هذا النقاش في أروقة الدبلوماسية الدولية.

وعقب توالي سلسلة إعلانات المقاطعة من قبل حلفاء واشنطن (أستراليا، وكندا، وبريطانيا)، جددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تأكيد موقف روسيا الرافض لـ”تسييس” أولمبياد بكين. وقالت “نعتقد أن الرياضة يجب أن تبقى منفصلة عن السياسة. ليس لدينا شك في قدرة الصين على تنظيم أولمبياد بكين الشتوي 2022 على أعلى مستوى في سياق القيود الحالية لمكافحة الوباء”.

وبخصوص الدول الآسيوية المجاورة للصين، أكد مسؤول رفيع بكوريا الجنوبية، الأربعاء، أن بلاده لا تفكر في المقاطعة الدبلوماسية، ولم تقرر الانضمام إلى القرار الأمريكي.

وبالمقابل، لم تحسم اليابان بعد موقفها النهائي. وصرح كبير المتحدثين باسم الحكومة أن إدارة رئيس الوزراء كيشيدا فوميو تحاول تقرير ما إذا كانت سترسل مسؤولين إلى أولمبياد من خلال دراسة وجهات نظر مختلفة.

وقال وزير شؤون مجلس الوزراء، ماتسونو هيروكازو، للصحفيين الأربعاء، أن الحكومة ستتخذ قرارها في الوقت المناسب في المستقبل.

وحول تردد اليابان، قال المتحدث الصيني ، إن “هناك توافق هام بين الصين واليابان حول الدعم المتبادل لاستضافة الألعاب الأولمبية. وقد دعمت الصين اليابان بالكامل في استضافة أولمبياد طوكيو، والآن حان دور اليابان لإظهارحسن نواياها”. وفي خضم هذا الجدل، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن أنطونيو غوتيريس سيحضر مراسم افتتاح أولمبياد بكين.

وقال دوجاريك، في لقاء صحفي، الخميس، إن “الأمين العام تلقى دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية لحضور افتتاح دورة الألعاب الشتوية في بكين وقد وافق على تلبيتها”. وذكر أن سلفي غوتيريس المباشرين حضرا تقريبا كل دورة ألعاب أولمبية منذ عام 2002 على الأقل، عندما حضر كوفي عنان دورة الألعاب التي أقيمت في سولت لايك سيتي بالولايات المتحدة.

وكان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، أكد أن اللجنة تبقى على “الحياد سياسيا” في هذه المسألة مع التشديد على النقطة المهمة وهي “مشاركة الرياضيين في الألعاب الأولمبية”.

المصدر: و م ع

آخر الأخبار