انخرط أعضاء جمعيتين صويريتين هما “موغا جون” و”موغا موجاسورف” في المبادرة ذات الحمولة الرمزية الكبيرة، والتي تم إطلاقها بمختلف مدن المملكة، من خلال التوجه يوم الأحد لزيارة أفراد الطائفة المسيحية المستقرة بمدينة الصويرة، من أجل تقاسم “حلوى أعياد الميلاد”.
وانخرط هؤلاء الفاعلون الجمعويون الشباب في هذه المبادرة الحميدة، التي نظمتها جمعية “مغاربة بصيغة الجمع”، بمعية مختلف الجمعيات المتواجدة بعدد من المدن (الصويرة، مراكش، الرباط، أكادير، وجدة والدار البيضاء)، مكرسين بالملموس التزامهم من أجل الإسهام، كلما سنحت بذلك الفرصة، في تجسيد قيم الإخاء والعيش المشترك.
وتمثل هذه المبادرة لحظة تآخ ووئام قوية، تترجم التعلق الأكيد لهؤلاء الفاعلين بالقيم العريقة للعيش المشترك الذي تتبناه المملكة.
فعل نبيل قابله أفراد الطائفة المسيحية الحاضرين بالكنيسة بإعجاب كبير، وعلى رأسهم الأب جون-كلود غونس، ولم يخفوا فرحتهم باستقبال هؤلاء الشباب الصويريين المتشبعين بقيم العيش المشترك، والتقاسم، والانفتاح على مختلف الثقافات والديانات التوحيدية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبدى الأب جون-كلود غونس، ارتياحه لهذه المبادرة “التي تثلج الصدر”، مبرزا أهمية التحاور المستمر، على غرار هذا الفعل، بين المسلمين والمسيحيين من “أجل التعارف والتعريف أكثر”.
وأضاف أن “هذا الفعل يعكس حضور المسيح عليه السلام في قلوب المسلمين”.
من جانبه، أكد رئيس جمعية “موغا جون”، عثمان مزين، أن الفاعلين الجمعويين الشباب بالمدينة تعبأوا من جديد في إطار هذه المبادرة من أجل “النهوض وإشاعة القيم التي تشكل هويتنا، وهي الأخوة، والتقاسم، والاحترام المتبادل”.
وأشار مزين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى “أجواء الأخوة والوئام التي جرى فيها هذا الفعل الذي التأم حوله مسلمون ومسيحيون”، وذلك “من أجل إحياء قيم العيش المشترك التي تعد واقعا ملموسا ومعيشا يوميا بالمغرب”.
وقال “نحن فرحون للغاية بمثل هذا العمل بالصويرة بغية مشاركة المسيحيين الاحتفالات بأعياد الميلاد”، مبرزا أن “بلادنا تظل مرفأ سلام وتعايش وعيش مشترك، ونموذجا يحتذى به في العالم”.
وأضاف “إننا ننظم، على غرار السنوات الماضية، أنشطة من هذا القبيل تطبعها الأخوة والسلم والوفاق المتبادل بين الديانات التوحيدية”.
من جهته، قال رئيس جمعية مغاربة بصيغة الجمع، أحمد غيات، إن “عددا من الشباب المنحدرين من دول جنوب الصحراء، والطلبة، والعاملين، والمهاجرين المسيحيين المستقرين بالمغرب، يرون في هذا التاريخ مرادفا للوحدة والحنين، أو حتى بعدا عن الأحبة”، مضيفا أن “عددا من الأوروبيين الذين يعيشون بالمغرب، يحتفلون، هذه السنة، بأعياد الميلاد، على أرضنا كما اقتضته الجائحة”.
وتابع “من أجل ترجمة صداقتنا وتضامننا، خلال هذه المرحلة الصعبة، ساورتنا فكرة تخليد هذا العيد معهم، بطريقتنا، عبر تقاسم هذه الحلوى التي ترمز إلى أعياد الميلاد، مع منحها ألوان المغرب والأخوة”.
وخلص السيد غيات إلى أن الهدف الأسمى يكمن في “جعل بلدنا خير وريث لتراثنا، حتى يحمل كل مغربي، أينما كان، قيمنا ومثلنا”.
المصدر : و م ع