الرياض: توصيات مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب لجائحة كوفيد-19

قبل 3 سنوات

أنهت الدورة الـ41 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، أعمالها، أمس الخميس بالرياض، بإصدار حزمة توصيات وتبني عدة قرارات لرسم مسارات التعافي من جائحة كوفيد-19 في المنطقة العربية.

وصدر عن المجلس، في ختام أعماله، عدد من القرارات المهمة التي تمثل أولوية للعمل الاجتماعي التنموي المشترك في القضايا التي تخص الفقر متعدد الأبعاد، والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، فضلاً عن الموضوعات ذات الصلة بالأسرة والطفولة. وتضمن (إعلان الرياض) حزمة من التوصيات لرسم مسارات التعافي من جائحة كوفيد19، أبرزها تعزيز السياسات الاجتماعية بقطاعاتها كافة، وضمان استدامتها وشمولها الفئات الضعيفة والهشة في المجتمع، والتأكيد على برامج الحماية الاجتماعية التي تساعد على الحدّ من البطالة ودمجها مع برامج التدريب وتطوير المهارات، لا سيما تلك الموجهة للشباب.

كما اشتملت التوصيات على تعزيز دور المجالس الوزارية العربية المتخصصة، لا سيما الشؤون الاجتماعية، والشباب والرياضة، والصحة، والسكان والتنمية، والمجالس الأخرى ومنظمات العمل العربي المشترك المعنية، ودعم تنفيذ الإطار الإستراتيجي العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، والإستراتيجية العربية لكبار السن.

وأوصى البيان بالعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير العمل اللائق، ودعم وإصلاح وإعادة هيكلة أسواق العمل، خاصة بين أوساط الشباب، وتعزيز جاهزية القطاعات الاجتماعية والشبابية والصحية والتعليمية، لمواجهة الأزمات الصحية، وتجنب تداعيات مماثلة عند مواجهة صدمات أخرى غير متوقعة.

وطالبت التوصيات بالتوسع في استخدام التكنولوجيا، وتعزيز البنية الرقمية، وتطوير رأس المال البشري، ورقمنة المزيد من الخدمات الحكومية للوصول إلى جميع الأفراد، وتعزيز دور الشباب والمرأة والأسرة من خلال السياسات الداعمة، والبرامج التدريبية، بالإضافة إلى العمل على استقرار أنظمة التعليم وجودة مخرجاته، خاصة في حالة العودة إلى التعلم عن بُعد.

كما دعا البيان إلى تعزيز التعاون الدولي بين جميع القطاعات المختلفة العاملة بما يخص جائحة كوفيد 19، بالإضافة إلى دعم سياسات وبرامج الحماية الاجتماعية للقطاعات كافة الموجهة للاجئين والنازحين والمجتمعات المستضيفة لهم.

وأفرد البيان توصية لدعم سياسات وبرامج الحماية الاجتماعية في دولة فلسطين، كونها تخضع للاحتلال، وما يترتب على ذلك من ظروف اجتماعية واقتصادية، وإنشاء صناديق لمواجهة الطوارئ على الصعيد الوطني، بدعم من قطاعات المجتمع.

وحول العمل مع اليونسكو أوصى المؤتمر بضرورة العمل مع اليونسكو بما يدعم وضع فئات المجتمع كافة في مجموعة برامج التعافي من تبعات جائحة كوفيد 19، والتعاون مع مختبر السياسات الشاملة لبرنامج (موست MOST) لتبادل الممارسات والخبرات داخل المنطقة.

وأنهى الاجتماع توصياته بدعوة الأمانات الفنية لمجالس وزراء الشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة والصحة العرب، والسكان والتنمية، بالتنسيق مع الشركاء كافة من الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني العربي، والمنظمات الإقليمية، ومؤسسات التمويل العربية، لعقد الاجتماعات وورش العمل اللازمة، لوضع الخطط والبرامج لتنفيذ هذا البيان، وبحث وضع إطار مماثل للميثاق العالمي للأمم المتحدة بحيث يكون ذراعاً داعماً لمواجهة الأزمات والطوارئ بشكل استباقي.

وأكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودي أحمد بن سليمان الراجحي، في كلمة في ختام هذه الدورة، التي شارك فيها 19 بلدا من بينها المغرب، أن العالم يمر بمرحلة عصيبة، نتيجة لتداعيات ظهور متحور فيروس كورونا الجديد المعروف باسم (أوميكرون)، والتأثيرات المحتملة لانتشاره في العالم، مضيفا أن “الأمر يتطلب تكثيف الجهود للتعامل مع هذه الأزمة والتصدي لها والحد من انتشارها في مرحلة مبكرة، ولذا يجب أن تشتمل خططنا وبرامجنا على استجابة حقيقية؛ نواجه بها مختلف التحولات التي يشهدها العالم”.

وأضاف أنه لا يخفى على الجميع تأثير الجائحة وتداعياتها على الحياة الاجتماعية في الوطن العربي، مبرزا أنه “من مبدأ الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية، نؤكد على جميع إجراءات الحماية الاجتماعية، كالقضاء على الفقر متعدد الأبعاد في الدول العربية، وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في خطة التنمية المستدامة 2030”.

من جانبه، قال وزير التنمية الاجتماعية بالمملكة الأردنية الهاشمية رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب أيمن المفلح “إن تلك الفترة كانت من أحلك وأصعب الفترات التي شهدها العالم والمنطقة العربية جراء جائحة كورونا، ونظراً للطبيعة الخاصة للمنطقة العربية، فقد كانت تداعيات هذه الجائحة أكثر ضراوة”، مضيفاً أنه تم القيام بمشاورات عاجلة مع قطاع الشؤون الاجتماعية والأمانة الفنية للمجلس في الجامعة العربية، لتنظيم دورة طارئة للمجلس عبر تقنية الاتصال المرئي، كاستجابة سريعة لبحث التداعيات الاجتماعية والإنسانية التي جاءت نتيجة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول لمواجهة فيروس كورونا، حيث صدر بيان بتوجيهات وخطوات محددة، تسعى في مجملها إلى مواجهة التداعيات الاجتماعية للجائحة، والمحافظة على الحياة الكريمة للمواطن العربي، وفي مقدمتهم الفئات الضعيفة والهشة.

أما الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية السفيرة هيفاء أبو غزالة، فأكدت أن جدول أعمال الجامعة يتضمن العديد من الأعمال التي تشمل القضايا المهمة، كالفقر متعدد الأبعاد، وتعزيز القدرات، ومبادرات الدول، وجائزة الشيخة سبيكة آل خليفة للأسر المنتجة، مضيفة أن ما سبق ذكره يؤكد على التواصل والتنسيق المستمر مع المجالس الوزارية الأخرى، وأهمية دعم صندوق العمل الاجتماعي.

يذكر أن السيد مصطفى المنصوري سفير المغرب لدى الرياض مثل المغرب في أعمال الدورة الـ41 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب .

و م ع

آخر الأخبار