أبرمت مجموعة من الشركات الرائدة والنشيطة بالمغرب، بتنسيق من الإتحاد الدولي للطرق (IRF)، مؤخرا، شراكة لاستخدام معارفها وخبراتها المشتركة لتقليص الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث السير بالطرق المغربية. وأوضح بلاغ للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، أن هذه المبادرة تأتي في إطار اقتناع كافة الأطراف بأن حوادث الطرق يمكن تجنبها إلى حد كبير، وأن السلامة الطرقية هي مسؤولية مشتركة بين الجميع .
و أكد المصدر ذاته أن جميع الأعضاء المؤسسين للائتلاف المغربي، الذي يضم كلا من الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، وطوطال إنرجيز للتسويق المغرب، و”أما ديتيرجون” (Ama Détergent)، وشركة “دريشبورغ/ارما” (Derichebourg / ARMA)، وحافلات الكرامة، وشركة (La voie Express)، و”ماروترانس” (Marotrans)، و (Sahara Logistic Nord SLN)، وسوطراغاز، مقتنعون بأن “الحياة البشرية لا تقدر بثمن وأن ضحية واحدة لحادث سير هي ضحية إضافية كان من الممكن تجنبها” .
و إلى جانب المغرب، أطلق الاتحاد الدولي للطرق تحالف ا للقطاع الخاص في تنزانيا وباكستان خلال هذه السنة، ويعمل حاليا على توسيع المبادرة بعدة دول في إفريقيا ومناطق أخرى .
وأبرز البلاغ نقلا عن منظمة الصحة العالمية أن حوادث الطرق تتسبب في مليون و35 ألف حالة وفاة، و 50 مليون إصابة في جميع أنحاء العالم كل سنة، مضيفا أن معظم حوادث الطرق تقع في البلدان النامية ، حيث يعد النقل الطرقي أحد الأسباب الرئيسية للوفاة . وإدراكا منها لتداعيات هذه الأزمة العالمية، أعلنت الأمم المتحدة أن الفترة الممتدة من 2021 إلى 2030، تعد عقدا جديدا، حيث تم تحديد الهدف الطموح المتمثل في الحد من الوفيات والإصابات على الطرق بنسبة 50٪ على الأقل. كما حثت الأمم المتحدة جميع المتدخلين، بما في ذلك رؤساء الشركات، على دعم تنفيذ هذه المبادرة. يشار إلى أن الاتحاد الدولي للطرق، هو منظمة عالمية مستقلة غير ربحية مقرها في جنيف بسويسرا. ومنذ بدء نشاطه سنة 1948 ، يعد الاتحاد منظمة تمثل الشركات والفاعلين المؤسسيين من قطاعي الطرق والتنقل في جميع أنحاء العالم. وتتمثل مهمة الاتحاد في تعزيز تطوير الطرق وشبكات الطرق التي تتيح الوصول والتنقل المستدام للجميع. ترتكز مقاربته على ثلاثة محاور استراتيجية: نقل المعارف وتبادل المعلومات، والتواصل بين الأفراد والشركات والمنظمات، والعمل على السياسات والترافع .
والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، هي صاحب الامتياز المخول له من قبل الحكومة المغربية إنشاء واستغلال وصيانة الطرق السيارة بالبلاد. ومنذ إنشائها سنة 1989، قامت الشركة بإنجاز شبكة طرق سيارة بطول 1800 كيلومتر، وهي ثاني أكبر شبكة طرق سيارة في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا. ومنذ سنة 2016، شرعت في وضع استراتيجية تغيير شاملة، والتي ترتكز على محورين أوليين: إرضاء الزبون والأداء المالي .
و م ع