ببساطة الواثق من نفسه، وبمحيا يعلوه منسوب خجل بين الفينة والأخرى، اقتعد التلميذ المخترع ،محمد يلوح الذي لم يتجاوز عمره سبعة عشر ربيعا ، بتواضع الكبار، مكانا بإحدى مقاهي أبوظبي ،يسرد في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء تجربته في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، معرجا على مختلف اختراعاته ومحطات تتويجه.
بدأ المسار الحافل لهذا النابغة المغربي ،المزداد بمدينة تطوان، والمقيم حاليا مع أسرته بالإمارات، بتأسيسه مشروعا لتطوير الأبحاث، يديره تلاميذ مدرسة الجالية الأمريكية بأبوظبي حيث يتابع دراسته الثانوية ، لطرح مقاربات جديدة لمواجهة التحديات العالمية من خلال حلول الذكاء الاصطناعي.
وفضلا عن تأسيسه وتطويره لشبكة تواصل اجتماعي متكاملة لتلاميذ هذه المدرسة، بهدف تسهيل التواصل وتعزيز حرية تبادل الأفكار حول الشؤون المدرسية، بادر محمد يلوح إلى تطوير شرائح “تقنية اتصال المدى القريب” الإلكترونية (NFC chips) التي تتيح التعرف على الأعضاء وتعزيز تفاعلهم المهني بشكل خاص .
وإيمانا منه بأن لاشيء بمقدوره الوقوف أمام طموحات العلمية، قام محمد يلوح ،من بين أمور شتى، بإنشاء منظمة بحثية، يديرها الشباب من جميع أنحاء العالم لوضع حلول للتحديات العالمية عبر القيم المستدامة للأمم المتحدة ، حيث حظيت بدعم فرع مايكروسوفت للشرق الاوسط وافريقيا. كما ساهم بوصفه شريكا مؤسسا في انشاء عدة منظمات غير ربحية من ضمنها ويند لابس (Waind Labs) – أبوظبي و ماجنيفاي الدولية (magnify international ) التي لديها فروعا في عدد من بلدان العالم.
إلى ذلك، أنجز محمد يلوح عددا من البحوث في مواضيع علمية، ضمنها ، الانعكاسات الاخلاقية لوعي انظمة الذكاء الاصطناعي في المستقبل ، تحت اشراف استاذ بجامعة كولومبيا الامريكية، وآخر حول تكامل النسب المتدرجة في مجموعات التعلم غير الخاضعة للرقابة باستخدام لغة pyton) )، فضلا عن بحق حول تحليل أداء قوة الدفع في أنظمة الدفع النفاث الكهربائي، باشتراك مع باحثين في معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الامريكية .
خزانة محمد يلوح ،الذي لم يخف شغفه بالتصميم في المجال التكنولوجي، وتأثره بشخصيات بارزة في ميدان الاختراع ،ومن ضمنها ستيف جوبز مخترع (الايفون) وإيلون ماسك رئيس شركة لتصنيع الصواريخ المعدة لغزو الفضاء، مليئة بالميداليات والجوائز القيمة التي أحرزها في عدد من المسابقات عبر العالم.
ولعل من أهم محطات تتويجه ،حصوله مؤخرا بجنيف (سويسرا 2021 )على الميدالية الذهبية في مسابقة( IFIA ) الدولية للمخترعين، عن اختراعه قطعة ميكانيكية يتم تركيبها في محركات الطائرات التي تفوق سرعتها ،سرعة الصوت، من اجل تسهيل دخول الهواء للمحرك بما يتيح له أداء افضل، كما فاز سنة 2020 بماليزيا ،بجائزة عن اختراعه محرك سيارة ومتعدد الاستعمالات ،يعمل بوقود أقل، وهو نفس الاختراع ، بعد تحسينه ،الذي مكنه في السنة نفسها من التتويج بالذهب مرة أخرى بكندا.
سجل هذا المخترع المغربي الشاب ،الذي يولي أيضا جزء هاما من وقته لأبحاث الفلسفة، والذكاء الاصطناعي، حافل بجوائز أخرى حازها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، الميدالية الذهبية في أولمبياد دافينشي للابتكار الذي نظمته جامعة جنوب يوتا بالولايات المتحدة الأمريكية 2021، وأخريين بالمعرض الأوروبي للابتكار والإبداع (رومانيا 2021)،والمسابقة الدولية للاختراع والابتكار( تايوان 2020)، وميدالية ذهبية في الدورة الثالثة عشرة للأولمبياد الدولي للاختراع والعلوم (بولندا 2020).
يقول محمد يلوح ، العضو بعدة جمعيات للمخترعين ، من بينها جمعية المخترعين الإماراتية، و الاتحاد الدولي لرابطات المخترعين، فضلا عن عضويته بخريجي برنامج جامعة ييل للعلماء الشباب،وجمعية المخترعين المغاربة (أوفيد) ان شغفه بالاختراع ينبع من إرادته في تقديم إضافة للمجتمع، مشيرا الى أنه يقوم برصد العيوب والمشاكل في الأجهزة والمعدات ،ويقوم باجراء بحث بشأنها ومن تمة يأتي الابتكار.وأضاف يلوح ،الذي جعل من ركن في منزل اسرته ورشة دائمة للبحث، ان نجاحه في اخراج الاختراع الى حيز الوجود، يشكل محفزا لمثابرته ومواصلته صقل موهبته.
الشاب محمد يلوح ،الذي لا يعرف المستحيل سبيلا لقاموسه وطموحه، والمولع بالموسيقى الراقية، والأفلام الوثائقية ، وقراءة السير الذاتية لشخصيات بصمت التاريخ باعمالها الجليلة، لم يفتأ يتوج في مدرسته بلقب ، طالب السنة في مجالات الرياضيات ،و العلوم، والدراسات الاجتماعية ،وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها. كما وقع عليه الاختيار من بين آلاف المتقدمين لبرنامج الباحث الشاب العالمي بجامعة ييل، حيث شارك في برنامج شامل لمدة أسبوعين لأوائل الطلاب المتميزين في العالم، وتلقى أيضا تدريبا بشركة (لوكهيد مارتن) خلال شهري غشت وشتنبر 2021 .
وهو أيضا مرشح لنيل العديد من الجوائز، في مجال التميز والذكاء المجتمعي، كما قدم طلبات للحصول على براءات اختراع لعدد من ابتكاراته في ميدان التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي .
تحذو محمد يلوح المتشبع بثقافته وهويته المغربية، رغم تكوينه الانجلوساكسوني، وترعرعه خارج المغرب، رغبة لا محدودة في المضي قدما على درب الإنجازات والابتكار، لتقديم إضافة قيمة لمجتمع التكنولوجيا، وترسيخ اسمه ضمن كبار المخترعين العالميين، ومن ثم خدمة وطنه والمساهمة في تطوره.
و م ع