تعززت البنية التحتية الموجهة للشباب والثقافة على صعيد إقليم شيشاوة، بتدشين، اليوم الجمعة، دارين عصريتين للشباب، تستجيبان للمعايير المطلوبة في هذا الميدان.
وهكذا، قام وزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد المهدي بنسعيد، مرفوقا، على الخصوص، بعامل الإقليم، السيد بوعبيد الكراب، وشخصيات أخرى، بدوار آيت هادي بتدشين دار الشباب آيت هادي، وبجولة في مختلف مرافقها.
ويأتي هذا المشروع، الذي أنجز بغلاف مالي قدره 2 مليون و400 ألفا و57 درهما، على مساحة إجمالية تبلغ 2726 مترا مربعا، منها 18ر557 مترا مربعا مغطاة، ثمرة شراكة بين المديرية العامة للجماعات الترابية، والمجلس الإقليمي لشيشاوة، وجماعة آيت هادي، والوزارة الوصية.
ويستهدف هذا المشروع، الذي يروم إدماج شباب المنطقة وتلقينهم العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية، فضلا عن التنشيط الاجتماعي والتربوي، الشباب والأطفال، والكبار والنساء والفتيات بهذه المنطقة القروية.
وتتكون هذه الدار من قاعة للعروض، وقاعة متعددة التخصصات، وأخرى للموسيقى، ورابعة للمعلوميات، وفضاء أخضر، فضلا عن مرافق إدارية وغيرها.
وبجماعة سيدي المختار (30 كلم عن شيشاوة)، دشن الوزير، مرفوقا بأطر من الوزارة، ومنتخبين محليين، ورؤساء المصالح الخارجية، وكذا فاعلين بالمجتمع المدني، دار الشباب بهذه الجماعة، التي رصد لها مبلغ 3 ملايين و175 ألفا و803 دراهم.
وشيدت هذه البنية السوسيو – تربوية، وهي ثمرة شراكة بين المجلس الإقليمي لشيشاوة، والمديرية العامة للجماعات الترابية، والمجلس الجماعي لسيدي المختار، والوزارة الوصية، على مساحة إجمالية تصل إلى 14ر1991 مترا مربعا، منها 47ر700 متر مربع مغطاة.
ويتكون هذا المشروع، الذي يسعى إلى المساهمة في إدماج شباب المنطقة في منظومة النشاط الرياضي الإقليمي، والجهوي والوطني، على الخصوص، من قاعة للعروض، وقاعتين متعددتي التخصصات، وأخرى للموسيقى، ومكتبة، وقاعة للمعلوميات، ومدرج، وفضاء أخضر، بالإضافة إلى مرافق إدارية.
وكان السيد بنسعيد والوفد المرافق له، قد توجه، قبل ذلك، إلى إمنتانوت (40 كلم عن شيشاوة)، حيث زار المركب الثقافي محمد الدمسيري، الذي أنجز على مساحة 990 مترا مربعا.
وبهذه المناسبة، قدمت شروحات للوزير حول مهام هذا المشروع، الموجه إلى سد الخصاص المسجل في الميدان الثقافي والمساهمة في التنشيط السوسيو – ثقافي والفني والتربوي بهذه المدينة.
وعلى بعد 4 كلم شرق مدينة شيشاوة، تفقد السيد بنسعيد “سور عبيد” وهو عبارة عن معلمة تاريخية تعود للقرن 16 خلال فترة السعديين، وتحديدا إلى عهد المنصور الذهبي.
وكان هذا الموقع، الذي يمتد على مساحة تناهز 120 ألف متر مربع، يضم وحدتين مبنيتين، تتمثلان في فضاء لإنتاج السكر، وآخر للإقامة.
وقدمت، بهذه المناسبة شروحات للسيد بنسعيد والوفد المرافق له، حول موقع هذه المعلمة، وسياقها وأهميتها التاريخية، ومكوناتها، وكذا حول حالتها الحالية، مع التركيز على التدابير المتخذة لتثمينها والحفاظ عليها.
إثر ذلك، زار الوزير المركب الثقافي لمدينة شيشاوة، الذي يعد من البنيات التحتية الثقافية الهامة بجهة مراكش- آسفي، حيث تعرف على مهامه ومختلف مكوناته.
وقال السيد بنسعيد، في تصريح للصحافة، بالمناسبة، إن هذه الزيارة إلى إقليم شيشاوة تندرج في إطار البرنامج الذي تم تقديمه، مؤخرا، أمام البرلمان والمتعلق بتجهيز دور الشباب والثقافة، مؤكدا على الأهمية التي يكتسيها العمل الميداني، الذي يتجاوب مع مطالب ساكنة الإقليم، لإعادة الحياة لهذه الدور.
وعزا نجاح هذه المبادرة إلى الشراكة القوية بين قطاع الشباب والسلطات الإقليمية، ومجلسي العمالة والجماعة، مشيدا بسهر السلطات المحلية والمنتخبين على إنجاح هذه الأوراش، مبرزا أن تنشيط دور الشباب والثقافة يتطلب التنسيق وإشراك الجماعات المحلية والجهة، والولاية والعمالات.
وشدد السيد بنسعيد على الأهمية الخاصة لهذا التنسيق، “في ظل غياب موارد بشرية خاصة بقطاع الشباب، بحيث يكون هناك تنسيق وتفعيل منطق جديد في التعامل مع الجهوية المتقدمة”، مؤكدا أن “نجاح أي ورش اليوم يتطلب إشراك الجميع، بما في ذلك المجتمع المدني، الذي يضطلع بدور مهم، لأنه هو الذي سينشط في نهاية المطاف هذه الدور”.
وبخصوص الزيارة إلى الموقع التاريخي “سور عبيد”، الذي يعود إلى أكثر من 500 سنة، أكد الوزير على ضرورة الحفاظ على هذه المعلمة ذات الإشعاع على الصعيدين الوطني والدولي، مذكرا بأنه كان مركزا لصناعة السكر آنذاك.
واعتبر، في هذا السياق، أن هناك ضرورة لتعبئة استثمارات للحفاظ على هذه المعلمة التاريخية، مسجلا أن مجموعة من الدراسات أنجزت على المستويين الوطني والدولي تجعل منها معمارا يعكس التاريخ المشرق لهذه المنطقة برمتها.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.