أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم سيدي قاسم ، منذ انطلاقتها سنة 2005 ، عناية خاصة لدعم التمدرس وفق نظرة شمولية ومستدامة.
ويشكل دعم التعليم الأولي في العالم القروي محورا أساسيا في البرنامج الرابع من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في أفق تعميمه، حيث يدخل ضمن القانون الإطار للتربية والتكوين.
وتم خلال الفترة الممتدة من 2019-2022 إنجاز ما مجموعه 234 وحدة للتعليم الأولي، بمعدل سبع وحدات لكل جماعة بالإقليم، بشراكة بين المبادرة ووزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة وجمعيات المجتمع المدني.
ويتركز المخطط الشمولي في جعل التعليم الأولي كدعامة أساسية ومحاربة الهدر المدرسي من خلال توفير السكن وتهيئة دور الطالبات وتشجيع النقل المدرسي عبر ربط الدواوير بحافلات لنقل التلاميذ إلى مؤسساتهم التعليمية.
ويشكل قطاع التربية والتعليم بإقليم سيدي قاسم رافعة حقيقية للتنمية البشرية، حسب المكلفة بالدعم المدرسي وانفتاح الشباب بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم سيدي قاسم لمياء الگنوني التي قالت في تصريح لوكالة المغرب العربي إن اهتمام المبادرة بالتمدرس في العالم القروي يتجلى من خلال المواكبة منذ الطفولة المبكرة، وتعزيز التعليم الأولي لفائدة التلاميذ الذين يعانون من عسر التعلم ومحاربة الهدر في العالم القروي.
وأكدت أن من شأن تعزيز اسطول النقل المدرسي والاهتمام بدور الطالب والطالبات تشجيع الأسر على تعليم أبنائهم.
وفيما يتعلق بدور الطالبات، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تهيئة قاعة للمعلوميات والمطالعة ب”دار الفتاة” بجماعة حد كورت بشراكة مع (مؤسسة حد كورت للثقافة والتنمية)، فضلا عن تجهيز مطبخ وترميم وإصلاح البناية.
وبهذا الخصوص، أوضحت مديرة “دار الفتاة” بثينة بايبن أن هذه المؤسسة تضم 357 فتاة بمنحة كاملة و145 فتاة تستفدن من وجبة غداء فقط، “ونعمل من اجل تحسين المستوى الدراسي لجميع الفتيات المستفيدات بشراكة مع المبادرة”.
وحول الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة، سجلت السيدة بايبن أنها توفر حصص لدعم الفتيات في جميع المواد كاللغات والتخصصات العلمية، بالإضافة الى أنشطة أخرى كالمسرح والسينما وحملات توعوية في مجال صحة المرأة.
في نفس السياق، تدير (جمعية المستقبل للنقل المدرسي) بجماعة سيدي عزوز التابعة لإقليم سيدي قاسم 11 حافلة وفرتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث أبرز رئيس الجمعية عبد المجيد الزهري أن هذا الأسطول يتكون من حافلتين من الحجم الكبير وتسع حافلات من الحجم المتوسط، يستفيد منه 500 تلميذ وتلميذة من الدواوير التابعة للجماعة.
وأضاف أن الجمعية تشتغل في إطار تشاركي من خلال دعم تتحصل عليه من الجماعة لدفع رواتب السائقين وواجبات التأمين، وكذلك من خلال مساهمة رمزية من طرف أوليات التلاميذ.
و م ع