27 نوفمبر 2024

استخراج سم العقارب .. موضوع اختراع مغربي و فكرة ثورة علمية

استخراج سم العقارب .. موضوع اختراع مغربي و فكرة ثورة علمية

أكد البروفيسور أنس الكتاني، نائب رئيس جامعة الحسن الثاني، المكلف بالإدماج وريادة الأعمال والشراكة، أن سم العقارب سيشهد ثورة علمية في شقه العملي بفضل نظام روبوتي لاستخراج سم العقارب، تم اختراعه من قبل فريق بحث تابع لمختبر البيولوجيا والصحة بكلية العلوم بن مسيك.

وأوضح البروفيسور الكتاني، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، أن هذا النظام الروبوتي غير المسبوق يسمح، من جهة، بتقييم سمك الطبقة السطحية للعقرب لإرسال تصريفات كهربائية تتكيف مع كل نوع من أنواع العقارب، ومن جهة أخرى، بوضع عدة عقارب من النوع نفسه في آن واحد في ناقل لاستخلاص دفعة من السم من نوع العقارب ذاته.

وأشار البروفيسور الكتاني، وهو مدير الأطروحة التي حملت هذا الاختراع، إلى أن فريق البحث الذي ينتمي إليه، والمكون من معاذ مكمل، باحث في سلك الدكتوراه، والبروفيسور عمر طنان، المدير المشارك للأطروحة، والبروفيسور رشيد صايل، مدير مختبر البيولوجيا والصحة بكلية العلوم بن مسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني، “كان يجري في البداية اختبارات يدوية بالذهاب للبحث عن العقارب في جميع أنحاء المغرب لاستخراج قطرة صغيرة من السم عبر تصريف كهربائي”، مسجلا أنه “في كثير من الأحيان عندما لا يتم إتقان هذه العملية يموت العقرب عند استخراج السم، مثلما يموت النحل عندما يلدغ”.

وأضاف أن “هذا الأمر يسبب أضرارا بحيث أن هناك أنواعا نادرة من العقارب يجب الذهاب للبحث عنها في أعماق الصحراء المغربية”، مبرزا أن هذا الروبوت سيسهل في مقام أول استخراج سم من نوعية جيدة بفضل آليته التي ترسل تصريفات كهربائية ملائمة دون خطر موت العقرب.

وفي مقام ثان، يتابع المتحدث، سيمكن الروبوت من استخراج السم من عدة عقارب من النوع ذاته وفي الوقت نفسه، مضيفا أن هذا الجزء الثاني هو الذي كان موضوع براءة الاختراع الصادرة عن المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية.

وأكد أن هذا النظام يتمتع بالقدرة على وضع 32 عقربا من النوع نفسه في ناقل واحد للحصول على دفعة من السم من نوع العقارب ذاته في ظل ظروف بيولوجية يمكن استغلالها من قبل صناعة الأدوية وصناعة مستحضرات التجميل، مسجلا أن من شأن هذا الاختراع رفع كمية وجودة هذا النوع من السموم.

وبخصوص معاذ مكمل، طالب الدكتوراه الذي كان وراء الأطروحة التي أدت إلى هذا الاختراع، قال البروفيسور الكتاني إن الطالب رأى النور وسط العقارب الذي أل ف التعامل معها، كما أن لديه شغفا كبيرا بها.

ودفعه هذا الشغف إلى المثابرة في دراساته العليا، حيث حصل بعد إجازته من كلية ابن مسيك، على درجتي الماستر والدكتوراه من أجل الذهاب إلى أقصى حد ممكن في هذا المجال.

من جهة أخرى، أبرز الأكاديمي أنه على غرار أي موضوع بحثي، “فإن النجاح ليس أبدا من قبيل الصدفة، فعلاوة على اختيار مختبر يتمتع بالمصداقية مثل مختبر البيولوجيا والصحة التابع لكلية العلوم بن مسيك، يجب أن يكون طالب الدكتوراه متحمسا لموضوع موحد، فهذا عنصر أساسي للنجاح وهذا هو حال الطالب معاذ مكمل”.

وبخصوص الهدف المراد تحقيقه بعد هذا الاختراع، أشار إلى أن فريق البحث “يريد أن يذهب إلى أبعد ما يمكن تحقيقه في المجال”، مشيرا إلى أنه بعد وضع هذا الروبوت ونشر “دليل العقارب في المغرب” الذي يرسم خارطة هذا النوع الحيواني المملكة، يطمح الفريق التموقع في مجال السم عالي الجودة ذي الصيت الدولي، ويتطلع إلى تطوير هذا الروبوت من نظام استخراج السموم (VES 4) إلى نظام (VES-Pro).

وأضاف “بعدما حصلنا على براءة الاختراع التي تشهد على جودة وجدية العمل الذي أنجزه الفريق، تلقينا العديد من الطلبات من الشركات الصناعية الدولية، لاسيما من أمريكا اللاتينية وأوروبا”.

وأوضح المتحدث أن هؤلاء المصنعين يركزون على نقطتين، وهما كيفية تقديم طلبات شراء السم بعد التحقق من جودته، وكيفية الحصول على هذا الروبوت المخترع، معتبرا أن المستقبل واعد، ويمكن للجامعة أن تفخر بوقوفها وراء هذا الاختراع الذي يدخل في إطار نقل التكنولوجيا.

وقال إنه غالبا ما يتم لوم المختبرات على إجراء أبحاث لا تصل أبدا إلى مرحلة التصنيع، مضيفا أن المستقبل اليوم هو لطلاب الدكتوراه الذين يقومون باختراعات يمكن تطبيقها بعد الأطروحة.

وعلى المستوى الوطني، أكد الأكاديمي أن الفريق يطمح في المساهمة، بفضل السم الجيد النوعية، في التخفيف من تأثير التسمم بلسعة العقارب، من خلال المساهمة في إنتاج أمصال عالية الجودة، ومساعدة وزارة الصحة في إقامة مشاريع على مستوى الجهات الأكثر تضررا في المغرب.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.