الدعوة بمراكش للاستراتيجية الجهوية للمحافظة وتطوير المنتزهات الوطنية المغربية

قبل 3 سنوات

دعا المشاركون في ندوة جهوية نظمت، اليوم الأربعاء، بمراكش، إلى جعل الحدائق والمنتزهات والأوساط الغابوية قطبا جاذبا للسياحة الإيكولوجية، وتشجيع الاستثمار في هذا المجال.

وأوصى المشاركون في هذه الندوة، التي نظمتها جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب- فرع مراكش، حول موضوع “الاستراتيجية الجهوية للمحافظة وتطوير المنتزهات الوطنية والحدائق الحضرية والأوساط الغابوية.. أية آليات وأي دور للفاعل الترابي والمدني بجهة مراكش آسفي؟ “، بإحداث مرصد إعلامي بيئي، من بين مهامه رصد ومواكبة تطور هذه الفضاءات، وتقييم مدى تنزيل السياسات والاستراتيجيات المعتمدة جهويا، للنهوض بالمنتزهات والحدائق الحضرية والأوساط الغابوية.

كما شددوا خلال اللقاء، الذي يندرج ضمن فعاليات الأسبوع الأخضر، الذي نظم ما بين 27 يناير الماضي و2 فبراير الجاري، تحت شعار “لنغرس الأوكسجين الذي نحن بحاجة إليه”، على أهمية استحضار بعد المحافظة على المنتزهات الوطنية والحدائق الحضرية والأوساط الغابوية وتطويرها، وذلك أثناء بلورة المخطط الجهوي لإعداد التراب والمخططات التنموية (المخططان الجهوي والإقليمي للتنمية، وبرامج العمل الجماعية).

ودعوا المجالس الترابية إلى دعم مشاريع وبرامج المجتمع المدني الهادفة إلى المحافظة على الفضاءات الخضراء وتطويرها، بالإضافة الى الانفتاح على البحث العلمي، من أجل تعزيز التنوع البيولوجي والحفاظ عليه بهذه الفضاءات، والعمل على تشجيعه ودعم البحوث النموذجية.

وطالبوا أيضا بإعداد دراسة تشخيصية حول الموارد المائية المستعملة في سقي هذه الفضاءات في مقارنة مع الموارد المائية المتوفرة حاليا، فضلا عن العمل على إحداث آلية للتنسيق من أجل إلتقائية البرامج والمشاريع المبرمجة، أملا في تطوير الفضاءات الخضراء والمنتزهات والأوساط الغابوية.

وأكدوا على ضرورة الإسراع في تعميم عملية سقي هذه الفضاءات بواسطة المياه العادمة التي خضعت للمعالجة، والعمل على تقوية قدرات المتدخلين والفاعلين في مجال تدبير هذه الفضاءات، والاستعانة والانفتاح على ذوي الخبرة العلمية والمهنية، لإحداث حدائق ذات هوية، على غرار ما هو معمول به دوليا.

ودعا المشاركون في الندوة، أيضا، إلى السهر على صيانة الأنابيب المستعملة في السقي بالتنقيط للحد من تبذير الموارد المائية، والعمل على إعادة استثمار الأعشاب المحصل عليها من عملية تشذيب الأشجار لإنتاج سماد عضوي، علاوة على تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية من أجل الحفاظ على الحمولة التاريخية لبعض الحدائق الحضرية والمنتزهات.

وأبرزوا أهمية إعداد ورقة ترافعية جهوية من أجل إرساء الإطار والقوانين التشريعية لملاءمتها مع ما يستلزم من أجل المحافظة على المنتزهات الوطنية والحدائق الحضرية والأوساط الغابوية، من ضمنها إعادة تصنيف المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، والتي يناهز عددها 13 موقعا بالجهة، وجعلها ضمن المساحات المحمية، مؤكدين ضرورة تقوية ودعم دور الفاعل الإعلامي البيئي بالتكوين المستمر، خاصة في الجانب العلمي والتشريعي، من طرف القطاعات المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة، والجمعيات ذات الاختصاص.

وتميزت أشغال هذه الندوة، التي شارك فيها خبراء وأساتذة باحثون وممثلو القطاعات المهتمة بالبيئة، بإلقاء مجموعة من العروض، تناولت مواضيع “أي استراتيجية للمحافظة والنهوض بالأوساط الغابوية.. جهة مراكش-آسفي نموذجا”، و”الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة.. أي موقع لتدبير وتطوير الحدائق والمنتزهات الحضرية ؟”، و” أي سياسة ترابية للمحافظة والنهوض بالمنتزهات والحدائق الحضرية والأوساط الغابوية”.

و تناولت أيضا مواضيع “أي دور للبحث العلمي في تطوير المنتزهات الوطنية والحدائق الحضرية والأوساط الغابوية”، و”الحدائق الحضرية والمدرسية.. أي تدخل للفاعل المدني في تطويرها؟”، و”أي دور للفاعل الإعلامي في المحافظة وتطوير المنتزهات والحدائق الحضرية والأوساط الغابوية”.

وتضمن برنامج الأسبوع الأخضر، الذي نظمته جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب- فرع مراكش، بتعاون مع شركائها، ومن بينهم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش- آسفي، والمديرية الجهوية للبيئة والتنمية المستدامة، والمديرية الجهوية للمياه والغابات، ومجلس جهة مراكش- آسفي، والمجلس الجماعي لمراكش، ومرصد واحة النخيل بمراكش، وجامعة القاضي عياض، عمليات تشجير بعدد من المؤسسات التعليمية المستهدفة، ومسابقة أحسن حديقة حضرية مسيرة من طرف جمعيات الأحياء بمدينة مراكش، وذلك إسهاما في تعبئة الجميع، وتحسيسهم بأهمية غرس المزيد من النباتات والأشجار، مع العمل على حمايتها.

و م ع

آخر الأخبار