احتضنت دار الشعر بمراكش، مساء أمس الجمعة، أمسية شعرية، شارك فيها شعراء مغاربة، والشاعر والدبلوماسي السوداني بحر الدين عبد الله، الذي بادلهم الشغف عينه بالكلام الموزون.
وشكل هذا الحوار الشعري المغربي – السوداني، الذي نظم في إطار فقرة “نبض الأبجدية”، التي تروم “الاحتفاء بتجارب شعرية تنتمي لشجرة الشعر المغربي الوارفة واحتفاء ببهاء الحرف وبلاغاته”، “تواطؤا محمودا بين شعراء من بلدين وإن باعدت بينهما الجغرافيا، فإنهما يظلان قريبين وجدانيا”.
وعرفت هذه الأمسية، التي نظمتها (دار الشعر بمراكش)، مشاركة الشعراء المغاربة جمال الموساوي (المنحدر من مدينة الحسيمة)، والذي يمثل أحد أبرز التجارب الشعرية الجديدة في المغرب، وأمل هدازي، التي خطت حوارا شعريا وفنيا ضمن منجزها الإبداعي (الشعر، والأدب والسينما والمسرح)، وأنتجت خمسة دواوين شعرية باللغتين العربية والفرنسية، وكمال أخلاقي الذي أصدر ديوانه الأول عام 2003 بعنوان “أكثر من جبل” والذي فاز بجائزة الديوان الأول التي يمنحها بيت الشعر في المغرب، و”الذين تجمعهم كلهم بلاغات الألم التي وسمت تجربتهم الشعرية ومنجزهم النصي”.
كما شارك في إثراء فقرات الأمسية الفنان ياسين الرازي، الذي توسل بكمانه وقدم معزوفات بديعة شنفت آذان الحضور، بغرض “تأبيد بقاء الفقيد ريان بين ظهرانينا”.
وقال الشاعر السوداني بحر الدين عبد الله إن اللقاء “تحتضنه مدينة مراكش الآسرة التي تنبض في قلوبنا وننبض في قلوبها”، مشيرا إلى أنه قدم من أقصى صحراء السودان للمشاركة في هذا اللقاء الشعري.
وأوضح في تصريح لقناة (M24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “دور الشعر فكرة رائدة”، واصفا العلاقات الثقافية السودانية – المغربية بأنها “عميقة جدا ما تفتأ تتعزز وشائجها”.
واستشهد السيد بحر الدين، في هذا الصدد، بشعراء وأدباء سودانيين اصطفوا المغرب أرضا للعيش، كالشاعر محمد مفتاح الفيتوري، والأديب والروائي صاحب “موسم الهجرة إلى الشمال” الطيب صالح، ومحمد عبد البارئ، وروضة الحاج، مشيرا إلى علاقاتهم الوثيقة والوطيدة مع المغرب.
وخلص الحائز على الماجستير في الأدب المقارن من جامعة كنت البريطانية، إلى أن “المغرب هو القلب الآخر للسودان”.
أما الشاعرة أمل هدازي فأوضحت، في تصريح مماثل، أن مشاركتها في فقرة “نبض الأبجدية” تأتي تبعا لما أرخته جائحة كورونا على الأنشطة الثقافية.
وتجدر الإشارة إلى أن فقرة “نبض الأبجدية”، وهي فقرة جديدة ضمن البرمجة السنوية الخامسة، والتي أطلقتها دار الشعر بمراكش احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، “تأتي في سياق إنساني خاص، حيث اختارت الدار أن يشكل اللقاء حوارا شعريا مغربيا سودانيا، تحت ظلال روح الطفل ريان”.
يذكر أن دار الشعر بمراكش، التي أحدثت، في شهر شتنبر من سنة 2017، بموجب مذكرة تفاهم وقعت بين وزارة الثقافة والاتصال، ودائرة الثقافة والاتصال بحكومة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، تسعى إلى تشجيع الإبداعات الشعرية، وتثمين وتوثيق الشعر المغربي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.