صدر حديثا عن الوكالة الحضرية للدار البيضاء “أطلس التراث المعماري للدار البيضاء الكبرى” الذي يعرض لذاكرة وتاريخ العمران والمعمار للعاصمة الاقتصادية للمملكة.
وحسب ورقة تقديمية للمؤلف، فإن هذا الأطلس الذي صدر في مجلد كبير وبطباعة فاخرة من 377 صفحة، باللغتين الفرنسية والعربية، هو عمل توثيقي من إنجاز كل من المهندس المعماري، جون لوي كوهين، صاحب العديد من الكتب والمؤلفات حول تاريخ العمران والمعمار الخاص بالدار البيضاء، والمهندس المعماري طارق ولعلو، والمهندس بيير توليي، الخبير الدولي في مجال المعمار الحديث والمعاصر.
ويتميز هذا الإصدار الذي ترجمه إلى اللغة العربية الكاتب لحسن العسبي، بمزاوجته بين الوثيقة المصورة والوثيقة الطوبوغرافية والدراسات التحليلية المتخصصة في مجالي التاريخ والهندسة المعمارية، بما يجعل منه مرجعا للباحثين في مجال شكل البناء بالمدينة وتاريخ كافة أحيائها ومرجعيات المدارس الهندسية التي أنتجت اليوم كل هذا الزخم المعماري للدار البيضاء.
ويتوزع هذا الأطلس، حسب المصدر ذاته، على سبعة فصول كبرى تقدم مادة غنية على مستوى الصور والخرائط والمعلومات التقنية الهندسية لأحياء مدينتي الدار والمحمدية (على اعتبار تصنيف المحمدية معماريا كجزء من قصة الدار البيضاء الهندسية والمعمارية).
ويضم المؤلف دراسات تحليلية وتاريخية قاربت تيمات أساليب الكتابة المعمارية الخاصة بالدار البيضاء، وقصة معمار المدينة القديمة وقصة معمار قلب المدينة الجديدة بكافة أحيائها وتاريخ هندستها ومراحل إنجازها وبناءها، وكذا أحياء ما بعد الأربعينات مثل راسين والمعاريف والنخيل ومرس السلطان وبلفدير والصخور السوداء.
ويسلط الأطلس الضوء على معالم مميزة للمدينة مثل منار حي العنق وبناية سوق الخضر القديم ومحطة توليد الكهرباء وغيرها، إلى جانب قصة ميلاد أحياء مدينة المحمدية وتطورها معماريا وهندسيا.
كما يقدم الإصدار جردا مدققا لكبار المهندسين المعماريين الذين اشتغلوا بالدار البيضاء وقصص عماراتهم والتيارات الهندسية التي ينتمون إليها، وتفاصيل أشكال المعمار وأسباب عدد من اختياراتهم الهندسية، مما يقدم دفترا مفتوحا لتفسير شكل البناء بالمدينة ويجعل القارئ يدرك قصة عدد من عمارات فن لارديكو وكذا قصة ميلاد عدد من الأحياء (بما فيها الأحياء الشعبية مثل الحي المحمدي والحي الحسني والبرنوصي وسيدي عثمان وغيرها).
و م ع