ما زال اللقاح المضاد لـ”كورونا” يثير مزيدا من الجدل على الصعيد العالمي؛ فبعد الصراع الذي احتدم بين الدول للحصول على حاجياتها منه، طفا على السطح جدل آخر بعد إعلان دولتين أوروبيتين توجههما نحو عدم تطعيم المسنين به، بداعي عدم فعاليته عليهم.
وأججت هذا الجدل ألمانيا، بعد أن أعلنت عدم منح اللقاح المذكور، الذي طورته شركة “أسترازينيكا” البريطانية، للأشخاص المسنّين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، معللة قرارها بعدم توفر معلومات كافية حول فعاليته على هذه الفئة العمرية، وأصدرت توصية بحصر التطعيم به في الفئة العمرية ما بين 18 و64 عاما.
وسارت إيطاليا بدورها على نهج ألمانيا، حيث أوصت هيئة الأدوية الإيطالية بتطعيم الفئات المتراوحة أعمارها بين 18 و55 سنة بلقاح “أسترازينيكا”، واضعة بذلك من هم فوق 55 سنة خارج دائرة الفئات العمرية التي سيشملها التلقيح، وعللت توصيتها بكون اللقاح المذكور أقل فعالية من لقاحين آخرين وافقت إيطاليا على تطعيم مواطنيها بهما.
وأرخى التشكيك في فعالية اللقاح، الذي طوّرته شركة “أسترازينيكا”، على النقاش الدائر حول التطعيم ضد فيروس “كورونا” في المغرب، على اعتبار أن اللقاح البريطاني هو المعتمد لحد الآن في المملكة، إضافة إلى لقاح “سينوفارم” الصيني، وأصبح المواطنون يتساءلون عن أي اللقاحين أفضل.
وبينما أثار قرار السلطات الصحية الألمانية والإيطالية تساؤلات حول فعالية اللقاح البريطاني، قال الدكتور جمال الدين البوزيدي، الاختصاصي في الأمراض التنفسية، إن التساؤل حول فعالية لقاح “أسترازينيكا” ينبغي أن يسبقه سؤال “أسباب نزول موقف ألمانيا وإيطاليا منه”.
ويرى البوزيدي أن قرار ألمانيا وإيطاليا عدم تلقيح المسنين باللقاح المذكور ما هو إلا رد فعل سياسي على بريطانيا، لأن شركة “أسترازينيكا” أعطت الأولوية لتمكين بريطانيا أولا من حاجياتها من اللقاح، وهو ما أغضب الدول الأوروبية.
وأوضح المتحدث ذاته، أن الوكالة الأوروبية للأدوية رخصّت للقاح “أسترازينيكا” ليشمل جميع الفئات العمرية، ولم تستثن المسنّين.
وبخصوص احتمال عدم فعالية اللقاح على المسنين، قال البوزيدي إنه من المعروف، من الناحية العلمية، أن كبار السن يكون تفاعلهم مع اللقاح أقل مقارنة بالفئات العمرية الأصغر سنا، “لكن هذا لا يعني انعدام ردة الفعل إزاء اللقاح، ومن يقول إنه ليست هناك فعالية تماما للقاح، فهذا الكلام لا يستند إلى أساس علمي”، يضيف البوزيدي.