انطلقت أشغال الدورة التاسعة والخمسين لمؤتمر وزراء التربية للدول والحكومات الناطقة بالفرنسية اليوم الثلاثاء بالرباط، تحت شعار “اللغة الأم ولغة التدريس : أية استراتيجيات لتسهيل التعلم الأولي والنجاح الدراسي والتعايش في القرن الحادي والعشرين”. وستمكن هذه الدورة، التي ستنعقد على مدى يومين حضوريا وعن بعد، ممثلي أعضاء المؤتمر مناقشة رهانات التربية والتعليم واعتماد قرارات كفيلة بضمان سير عمل هذه المؤسسة. وسلم الرئيس المنتهية ولايته دومينيك كاردي ، وزير التربية وحماية الطفولة في نيو برونزويك (كندا) ، المشعل، خلال مؤتمر عبر الفيديو ، لوزير التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة المغربي شكيب بنموسى ، الذي سيتولى رئاسة المؤتمر لمدة عامين.
وبهذه المناسبة ، أشار السيد بنموسى إلى أنه منذ أكثر من 50 عاما ، لم تدخر هذه الهيئة الفرنكوفونية أي جهد لتطوير أنظمة التعليم في البلدان التي تتقاسم اللغة الفرنسية ، من خلال دعم سياساتها التربوية وتعزيز سياساتها الجهوية والدولية في مجال التربية والتكوين. وقال: “تشكل المؤسسة إطار ا للتفكير والتحليل حول السياسات التربوية وفضاء للحوار والتشاور بين صانعي القرار والفاعلين في مجال التربوية” ، مشيرا إلى أن السياق العالمي الحالي يولي مكانة متميزة للاختلاف والتنوع التكميلي.
وسلط السيد بنموسى الضوء على أهمية قضية الحفاظ على التنوع اللغوي ، معتبرا أن اللغات تشكل “عنصرا أساسيا في الديناميكيات الاجتماعية والثقافية”. وبالفعل، يضيف الوزير ، تمكن اللغات من اكتشاف ثقافات جديدة ، وفهم الغنى الهوياتي والثقافي ، مع إدراك الاختلافات بين كل أمة، مشيرا إلى أن ولوج الجميع إلى التعليم لا يزال ، في العديد من البلدان ، هدفا أساسيا وذا أولوية.
وأوضح أنه في المغرب، بات تعلم اللغات الأجنبية في السنوات الأخيرة يتصدر القائمة الطويلة لأولويات التربية الوطنية. وفي معرض تقديمه لمسلسل إصلاح نظام التربية المغربي ، تطرق السيد بنموسى الى مفهوم “المدرسة المفتوحة” التي ترتكز على ثلاثة أسس وهي: الجودة للجميع ، المساواة وتكافؤ الفرص والارتقاء بالفرد والمجتمع، مؤكدا انخراط جميع القوى الحية في انجاح الإصلاح النظام التربوي ، من أجل تعليم ذي جودة ومنصف”. من جهته ، أبرز الأمين العام للمؤسسة الفرنكوفونية، عبد الرحمن بابا موسى ، أن المؤتمر كان منذ إنشائه عام 1960 ، المؤسسة الأولى للتعاون الاستراتيجي في مجال التربية في العالم الفرنكوفوني. وشدد على أن الدورة الحالية ستتناول إشكالية لغة التدريس في النجاح المدرسي وتعزيز العيش المشترك، مشددا على أنه في غالبية البلدان الأفريقية ، اللغة الأم ليست دائما لغة التدريس. وسلط السيد بابا موسى الضوء على أهمية الازدواجية اللغوية في أنظمة التعليم الفرنكفونية من خلال اللجوء أولا إلى اللغات الأم ، ثم تدريجي ا إلى اللغات الأجنبية.
و م ع