أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، الشرقاوي الروداني، أن الأزمة في أوكرانيا قد تؤدي إلى تغييرات عميقة قادرة على زعزعة النظام الدولي، وإحداث ديناميات جديدة لتعزيز القوة والتقارب وبروز تحالفات عسكرية وسياسية واقتصادية جديدة.
وشدد السيد الروداني، في تعليقه حول الصراع الدائر في أوكرانيا، على أن “هذا الصراع العسكري سيخلق ديناميات جديدة لتعزيز القوة والتقارب وظهور تحالفات عسكرية وسياسية واقتصادية جديدة”.
وأضاف أن هذه الحرب تخفي إعادة تنظيم للنظام العالمي حول أوروبا الغربية وحوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وآسيا؛ مبرزا أن هذه الفضاء الفسيح، الذي يعتبر ضمن التصور الجيوسياسي الأمريكي محيطا عالميا، يشكل أحد المؤهلات الكبيرة.
وأشار إلى أن تفاقم وتمدد هذه الأزمة، أو استمرار فرض وتشديد العقوبات ضد روسيا، والتي أصبحت مرجحة بعد الهجوم العسكري الروسي على الأراضي الأوكرانية، سيكون له تأثير كبير على الأسواق والأسعار والمنتجين والمستهلكين في مجال الطاقة.
ويرى الخبير أن الهجوم الروسي ليس إلا مظهرا من مظاهر الواقع الذي تتنافس فيه العديد من الإديولوجيات الجيو-سياسية بغية السيطرة على هذه القارة العملاقة التي تضم القارة الأفريقية، والأفرو-أوروآسيوية، والتي تعتبر في التمثل الجيوسياسي الأمريكي “جزيرة عالمية”.
وبالنسبة لحلف شمال الأطلسي، فهو يعتبر أوكرانيا جزءا أساسيا في إعادة التوازن الاستراتيجي، إذ تغطي مساحة تزيد عن 60 مليون كيلومترا مربعا بين المحيط الأطلسي، في اتجاه الغرب والجنوب، والمحيط الهادئ إلى الشرق. بالإضافة إلى الاتحاد الأورو-آسيوي الذي أخضعته روسيا من أجل وقف الشراكة الشرقية الناتجة عن اتفاقيات الشراكة الجديدة بين بعض دول المعسكر الشرقي والاتحاد الأوروبي، فوجدت أوكرانيا نفسها وسط جبهة جيو-سياسية.
وأشار السيد الروداني إلى أنه من لشبونة إلى الأورال، كانت أوكرانيا على الدوام، على الرغم من سيادتها السياسية، وحدة مشتركة بين روسيا وحلف الناتو، بل منطقة عازلة في سياق مواجهة جيو-سياسية.
وخلص المتحدث إلى أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، “تعتبر هذه المرة الأولى التي يدخل فيه البلدان في حرب تقليدية داخل أوروبا، مع ما واكبها من تغيرات هائلة وديناميات على مستوى القوة بالنسبة لكل من روسيا والقوى العظمى الأخرى المتمثلة في الولايات المتحدة والصين”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.