في ظل فضاء يجمع بين البحيرات الشاطئية والكثبان الرملية، ستكون حوالي مائة امرأة على موعد مع التحدي على مدى أسبوع بمدينة الداخلة ، وذلك في إطار سباق “الصحراوية” الذي سينطلق اليوم السبت.
وفي هذا السياق، قالت السيدة ليلى أوعشي ، رئيسة جمعية “لاغون الداخلة” والمنظمة إلى جانب إدريس السنوسي لهذه المنافسة متعددة الرياضات، التي تجمع أساسا بين رياضة المشي لمسافات طويلة والمسار الليلي وركوب الدراجات والتجديف والجري، إن هذه الدورة الثامنة ستعرف مشاركة نساء من المغرب وفرنسا وإسبانيا والبرتغال والكاميرون ومالي ومدغشقر وجنوب السودان وغانا ورواندا وسانت لوسيا والسنغال وإسرائيل والولايات المتحدة وكولومبيا.
وسواء كن رياضيات متمرسات أو مبتدئات، مناضلات جمعويات، فقد لبى الكثير منهن النداء واقتحمن غمار هذا التحدي الذي يتجاوز الفعل الرياضي المحض، ليلتئمن حول هدف واحد، قوامه دعم الروح التضامنية لسباق” الصحراوية” ويستمتعن بما تزخر به جوهرة الجنوب المغربي من مناظر طبيعية خلابة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت السيدة ليلى أوعشي إن “السباق يضم أكثر من 90 مشاركة. كل هؤلاء النسوة يحملن رسالة واحدة، ملؤها التضامن والسلام في العالم”.
وخلال هذه المغامرة الشيقة والمثيرة التي تستمر إلى غاية الخامس من مارس، سيكون هؤلاء النساء، اللائي يمثلن حوالي أربعين جمعية، حريصات بدافع التضامن والالتزام الاجتماعي، على تحقيق الهدف النهائي لكل واحدة منهن ، وهو الدفاع عن قضية ما .
وأضافت ليلى أوعشي أن “سباق الصحراوية يسعى إلى نشر القيم الإنسانية الكونية، والتضامن انطلاقا من الداخلة. وخلال هذه السنة، اخترنا كشعار لهذه الدورة بمناسبة الاحتفال بيوم 8 مارس، قيم التضامن والسلام في العالم، وهي قيم عالمية تحملها كل امرأة وتدافع عنها بشكل يومي”، مؤكدة أن تجربة “الصحراوية” من شأنها أن تثري حياة كل مشاركة، وذلك بفضل التقاسم والتبادل المثمر مع نظيراتها المشاركات من مختلف بقاع العالم .
وكما جرت العادة في كل عام، تحمل عرّابات السباق بداخلهن روح مبادرة “الصحراوية”. وستحظى نسخة 2022 مرة أخرى برئاسة، عائشة الشنا، رئيسة جمعية التضامن النسائي. وسيتم تكريم هذه المرأة الاستثنائية تقديرا لـ “مسارها الحافل بالإنجازات المتواصلة” بشكل يومي. وإلى جانبها، تتواجد دوما السيدة لطيفة الشريف رئيسة جمعية أصدقاء الشريط الوردي، وأحد الأسماء البارزة في محاربة سرطان الثدي.
وستشهد النسخة الحالية انضمام عرابة جديدة، ويتعلق الأمر بفلورا كوكريل، التي تحمل الجنسية الفرنسية-البنينية، والحائزة على مسابقة ملكة جمال فرنسا لسنة 2014، والشخصية الرئيسية في سلسلة الأفلام الوثائقية “Mon odyssée africaine”. وتلتزم فلورا بتقديم الأعمال الاجتماعية من خلال جمعيتها “كلينا” التي تساعد الأطفال المحرومين في دولة بنين.
ومن المتوقع أن تعرف هذه الدورة العديد من ضيوف الشرف، من قبيل: ميريام سورات، صحفية في قناة “France Télévision”، وجاستين هوتو، مقاولة ذاتية فرنسية بلجيكية، وألفات حيدر، وفانيسا علوش اللائي سيأتين مباشرة من إسرائيل، ليعشن جميعا روح التضامن التي تتبناها “الصحراوية” ودعم معهد يافا، وهو جمعية تعنى بمساعدة الأطفال المحرومين.
وسيكون نكران الذات والتقاسم والتضامن شعار هذه النسخة الجديدة، التي تقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. إنها قيم الإنسانية التي تجد معناها الكامل في سباق “الصحراوية”.
وأوضحت السيدة أوعشي ، التي اتخذت منذ 15 سنة من هذا الفضاء الجميل مكانا للترويج للثقافة والرياضة، “ونحن في الداخلة، أفضل مكان يمكن للمرء أن يحلم به، لا يسعنا إلا أن نستلهم من نساء المنطقة اللائي يتمتعن بإمكانيات غير عادية بسبب ثراء ثقافتهن وانفتاحهن والتزامهن الجمعوي، ومن هنا جاءت فكرة تسمية هذا السباق ب “ريد الصحراوية”، التي أصبحت الآن علامة تجارية عالمية “.
وسينطلق السباق يوم غد الأحد ، برسم المرحلة الأولى، المسماة ب”التمهيدية”، حيث سيتم تقديم لمحة عن المغامرة التي تنتظر هؤلاء النساء المشاركات في سباق اكتشاف الداخلة، وهو نوع من البحث عن الكنز .
و م ع