المرأة في السينما المغربية .. بين النمطية و التجديد

قبل 3 سنوات

شغلت قضايا المرأة العديد من السينمائيين، ودفعتهم لكتابة وإنتاج وإخراج أفلام ترتبط ارتباطا وثيقا بها، والأمثلة كثيرة عن الأعمال السينمائية المغربية التي قدمت مواضيع متنوعة ومتعددة تعكس نظرة المجتمع على مر السنوات لقضية المرأة.

فقد تميزت كل فترة زمنية بإنتاجات سينمائية ترصد أوضاع النساء داخل المجتمع، وتحاكي طبيعة الظروف الاجتماعية والتحديات المطروحة أمامهن، الشيء الذي ساهم في وجود أفلام تتعامل مع قضايا المرأة من زوايا ووجهات نظر مختلفة.

وحول هذا الموضوع، قال الناقد السينمائي محمد شويكة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، إن السينما المغربية تعاملت مع المرأة كما هي في المجتمع “فهناك بعض الأفلام التي نقلت صورة المرأة في القرى، حيث سلطت الضوء على مواضيع كعدم المساواة والجهل بالحقوق أو التبعية المطلقة للرجل أو تحمل النساء لمسؤوليات خارج البيت كالعمل في الحقول وتربية الماشية والتكفل بكل ما يمكن أن تقوم به المرأة في القرية، والدليل على ذلك الكثير من الأفلام التي تم تصويرها في البادية المغربية”.

ومن جهة أخرى، يضيف الناقد السينمائي، هناك أفلام نقلت صورة المرأة في المدينة وهي صورة مختلفة نوعا ما، حيث ركزت على بعض المشاكل التي تعاني منها النساء، كاشتغالها أحيانا في ظروف سيئة أو ظاهرة تشغيل الفتيات كما عكسه على سبيل المثال فيلم “الطفولة المغتصبة” للمخرج حكيم النوري.

وأضاف شويكة أن أعمالا سينمائية أخرى طرحت قضية المرأة من خلال مواضيع ذات طابع سياسي وحقوقي كالدفاع عن حقها في المساواة، وما يعكس ذلك هو عدد من الأفلام المغربية التي تناولت قضايا تتبناها الجمعيات الحقوقية وجمعيات الدفاع عن النساء في المغرب والعالم العربي والعالم بصفة عامة، كالوقوف ضد تعنيف المرأة، والدفاع عن وصولها لبعض المناصب التي كانت في الماضي حكرا على الرجل، مشيرا إلى أن القضايا التي طرحتها السينما المغربية لا تخرج عن السياقات السياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمع المغربي.

وبخصوص صورة المرأة في السينما المغربية، اعتبر محمد شويكة أن هناك بعض الأفلام التي لم تستطع تجاوز الصور النمطية حول المرأة، وفي المقابل هناك أفلام طرحت أسئلة جريئة تدافع من خلالها المرأة عن ذاتها مثل فيلم “آدم” للمخرجة مريم التوزاني وفيلم “أنديغو” لسلمى بركاش، وفيلم” نساء الجناح ج” لمخرجه محمد نظيف وعدد من الأعمال السينمائية الأخيرة كفيلم “مرجانة” لجمال السويسي وفيلم “أناطو” للمخرجة فاطمة بوبكدي.

وأبرز أن هناك أفلاما جريئة حاولت أن تخرج عن ما هو متداول وتكسر ما يمكن اعتباره طابوهات، وسعت بالتالي إلى محو الصورة النمطية حول المرأة التي كرستها بعض الأفلام المغربية.

ومن جهة أخرى، أشار محمد شويكة إلى ضرورة أن يكون هناك وعي تام بقضية المرأة، مبرزا أن الجيل الجديد من السينمائيين المغاربة يحمل هم الدفاع عن القضايا الأساسية للمرأة المغربية.

وخلص إلى الإعراب عن أمله في أن تلعب السينما الدور المنوط بكل السينمات الحاملة لقضايا ذات أولوية في مجتمعات مثل المجتمع المغربي، بغية التخلص من بعض الرؤى الجامدة حول المرأة.

و م ع

آخر الأخبار