المنتدى الإقليمي الإفريقي للتنمية المستدامة برواندا : المغرب يترأس جلسة رفيعة المستوى
ترأس السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، محمد عروشي، اليوم الجمعة بكيغالي، جلسة رفيعة المستوى حول موضوع “الحياة على الأرض”، نظمت في إطار الدورة الثامنة للمنتدى الإقليمي الإفريقي للتنمية المستدامة، المنعقدة بالعاصمة الرواندية كيغالي.
وضمت الجلسة شخصيات بارزة، من بينها مديرة المراقبة والدراسات والتخطيط في وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، فرح بوقرطاشة، ووزيرة البيئة في النيجر، غاراما ساراتو رابيو، ومديرة مكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة لمنطقة شرق إفريقيا، أنجيل لوه شي، ومسؤول الشؤون البيئية في اللجنة الاقتصادية لإفريقيا، تشارلز أكول.
وأجمع المتحدثون، خلال هذا اللقاء، على الدور الرائد للنظم البيئية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتحول نحو إفريقيا خضراء وشاملة وقادرة على الصمود، مشددين على أهمية وضع حماية التنوع البيولوجي في صدارة الأولويات.
وقال السيد عروشي إن “التنمية الاجتماعية والاقتصادية لإفريقيا، لا يمكن أن تكون مستدامة بدون الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي”، مشددا على الحاجة إلى مقاربة استباقية لحماية النظم البيئية ومكافحة تغير المناخ.
وأبرز في كلمة بالمناسبة، أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يعتمد على الدور الرئيسي الذي يلعبه التنوع البيولوجي والغابات والأراضي الرطبة والنظم البيئية الأخرى في حماية مصادر المياه وضبط الفيضانات والحفاظ على جودة التربة.
من جهتها، شددت السيدة بوقرطاشة على أن حماية النظم البيئية تتطلب تنظيما فعالا وناجعا، وتطوير البحث العلمي وإنشاء نظم معلومات فاعلة في كل منطقة.
وفي معرض تناولها للتحديات التي تواجه النظم البيئية في المغرب، خصوصا اندثار الغابات وتلوث المياه، قالت إن المملكة اتخذت سلسلة من الإجراءات، من بينها تفعيل الجوانب التنظيمية والمؤسساتية، لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على النظم البيئية والتنوع البيولوجي.
وذكرت السيدة بوقرطاشة في هذا السياق، أنه تم إنشاء اللجنة الوطنية للتنمية المستدامة، وتفعيل استراتيجيات التي تعنى بحماية المياه والغابات، إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التنمية المستدامة وحماية البيئة.
من جانبها، تحدثت وزيرة البيئة في النيجر عن تنامي تأثير تغير المناخ في بلادها، مشيرة إلى أن الصحراء احتلت فعليا ثلاثة أرباع النيجر.
وأضافت أن تغير المناخ أدى إلى تسريع تدهور النظام البيئي للغابات والأراضي الزراعية، مما يهدد الأمن الغذائي، مبرزة أن حكومة النيجر اتخذت تدابير لاستعادة الأراضي الفلاحية والرعوية المتدهورة، خصوصا مبادرات إعادة التشجير وحماية التنوع البيولوجي.
أما مسؤول الشؤون البيئية في اللجنة الاقتصادية لإفريقيا، تشارلز أكول، فأكد أن 1.2 مليار منصب شغل (40 في المائة من إجمالي فرص الشغل في جميع أنحاء العالم) تعتمد بشكل مباشر على الطبيعة الصحية والمستقرة، مستشهدا بدراسة أجرتها اللجنة الاقتصادية لإفريقيا.
وأشار إلى أن الغابات تساهم في المتوسط بنسبة 6 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي في إفريقيا جنوب الصحراء وتوفر طاقة تصل إلى 80 في المائة في بعض البلدان، مؤكدا أن أكثر من 60 في المائة من سكان إفريقيا يعتمدون بشكل مباشر على خدمات النظام البيئي لتلبية احتياجات الغذاء والمياه والطاقة والصحة وسبل العيش.
وبدروها، قالت مديرة مكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة لمنطقة شرق إفريقيا، إن حماية الطبيعة يمكن أن يكون الحل للعديد من المشاكل التي تواجهها البلدان الإفريقية اليوم، مضيفة “لقد علمتنا جائحة كوفيد – 19 أن حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي أمر ضروري للبشرية، ولهذا السبب يجب علينا الآن أن نلتزم أكثر بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وبناء قدرة مجتمعاتنا على الصمود في مواجهة تغير المناخ”.
وكانت الدورة الثامنة للمنتدى الإقليمي الإفريقي للتنمية المستدامة، قد افتتحت أمس بكيغالي، بمشاركة ممثلين عن عدة دول إفريقية، من بينها المغرب، الذي يمثله وفد يرأسه السيد محمد عروشي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.