“أردت أن أكون امرأة تعيش من أجل الآخرين. أردت أن أحصل على وظيفة تزاوج بين التقنية والبعد الإنساني”، هكذا تقول الأخصائية الشابة في جراحة التجميل المغربية نورة اللبار، التي شقت طريقها بحب، إرادة وصمود.
فبالنسبة لهذه المغربية الملهمة المقيمة بميلانو، يرجع النجاح بشكل خاص لثلاثة مبادئ: خدمة شغفها، الالتزام بقيمها ومشاطرة معرفتها. هي قصة امرأة جعلت “الجمال” وظيفة لها.
“إراحة الروح من خلال علاج الجسد”، إنه شعار نورة، التي اتجهت بشكل طبيعي نحو طب التجميل، التخصص الذي مكنها من الجمع بين عالم الرعاية الطبية والمجال الاجتماعي.
وتقول الأخصائية الشابة ذات النظرة المشرقة والمتألقة، بكل سعادة وتأثر، إن “طب التجميل يتيح لي الجمع بين الواقعية، العاطفة، التجديد، الاهتمام بالمريض، الإمكانيات المتعددة، وكل هذا، بهدف ضمان رفاهية الأشخاص، هذا يملأني غبطة وسرورا يوما بعد يوم”.
وقبل تعديل شكل ما أو إزالة ندوب قبيحة أو تشبيب وجه ظهر عليه تقدم السن، فهي تباشر نقاشات مطولة مع مرضاها قصد إرساء مناخ من الثقة ومعرفة انتظاراتهم. فهذا الحب للتواصل البشري هو ما حفز اختيار هذه الطبيبة الشابة، التي غيرت اختصاصها بعد عامين من دراسة طب العيون.
وتتمثل محددات توجهها في الاحترام والإنصات إلى كل مريض. وتقول “عندما ألمس وجه أو جسد مريض أو مريضة عهدت إلي به، يكون لدي وعي قوي بأنني ألامس في ذات الآن الجزء العميق من روحه، من علاقته الحميمية والإنسانية… باختصار، من هويته، تضيف هذه المغربية التي تمكنت من التألق وأن تصنع لها اسما ذهبيا في عاصمة لومبارديا، عاصمة الجمال والأناقة والموضة.
وبفضل مقاربتها الإنسانية ورؤيتها العميقة، التي تغذيها حساسية خاصة، فإن الدكتورة الشابة، الجميلة على نحو طبيعي، تعد رائدة في مهنتها وتكسر القوالب الجاهزة “السطحية”.
وأكدت أن “اختصاصنا قد يبدو سطحيا. ولكن الشعور بالألم غالبا ما يكون عميقا”، موضحة أن “ما يثير اهتمامها في هذا المجال هو إسعاد المريض، تحفيز إشعاع جماله الداخلي، جعله يبتسم من جديد، العمل على جعله عندما يرى نفسه في المرآة، يتعرف أخيرا على نفسه لأنها نسخة منه أو منها، والتي تتماهى مع ما كان يبحث عنه”.
وقد مكن تفاني هذه المكافحة الحنونة من استعادة الثقة والسلام الداخلي. حيث قالت بصوت هادئ “لطالما كنت شغوفة بعلم النفس، واليوم أمارسه بطريقتي الخاصة”.
وبقدر ما هي ناعمة على غرار أساليب عملها، ترتبط نورة ارتباطا وثيقا بأخلاقيات مهنتها، وتمتنع عن الجراحة عندما لا يكون ذلك ضروريا وتختار أولا البدائل الممكنة. وتقول بلهجة مختلفة “الجراحة هي الخيار الأخير، الذي غالبا ما أستبعده. لا أستطيع إخفاء معاناتي مع كل جراحة، التي تظل عملا قاسيا”.
ولا يتوقف التزامها عند هذا الحد. فهي لا تتردد في حضور المؤتمرات العلمية بجميع أرجاء العالم لتجديد معارفها، ولكن أيضا لمشاطرة رؤيتها الشاملة والمندمجة لطب التجميل.
وتستمد نورة، التي رأت النور بمدينة فاس، عمقها وأصولها من ثقافتها المغربية الأصيلة، والتي تمتد إلى ما وراء حياتها المهنية. فهي مغرمة بالقراءة، لاسيما الكتب الروحية. وكتبها المفضلة هي “قواعد العشق الأربعون” لإليف شفق، وقوة اللحظة الحاضرة” لإيكارت تولي، الذي “ساعد تعليمه البسيط والعميق الملايين من الناس على التصالح مع ذواتهم والشعور بمزيد من الرضا في حياتهم”.
وتعشق طبيبة التجميل، ذات الشكل المثالي، التواصل مع الطبيعة. وقالت “أمتطي الدراجة في الهواء الطلق طوال الوقت، أمشي كثيرا وأمارس أيضا الرقص، من أجل تنشيط جسدي وروحي”، مشددة على أهمية الرياضة بجميع أشكالها.
وغالبا ما تحب هذه المرأة الشغوفة، من جهة أخرى، بالسفر والمتناغمة من حيث الفكر والذوق، ارتداء اللون الأزرق الملكي، لون التحرر، السلام، الشفافية، ولكن أيضا المعرفة والذكاء.
وبعد تخرجها من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، تابعت نورة دراستها في إيطاليا مع قيامها بالعديد من الدورات التكوينية في فرنسا. ما مكن من شحذ معارفها العلمية التي انضافت لذكائها الفطري.
وعلى غرار غالبية النساء المغربيات، ترتقي نورة عاليا بألوان بلادها. وتقول “فخورة بأصولي. النساء المغربيات بطبيعتهن متبصرات، ذكيات وقويات. إنهن محبوبات في العالم بأسره”.
و م ع