وكالة المغرب العربي للأنباء تدمج الإذاعات الموسيقية الموضوعاتية في تطبيق واحد

قبل 3 سنوات

قامت وكالة المغرب العربي للأنباء، مؤخرا، بتجميع، في تطبيق واحد قابل للتحميل، كل إذاعاتها الموسيقية الموضوعاتية على شبكة الإنترنت التي أطلقتها في إطار مقاربة فريدة لتنويع منتجاتها الثقافية بما يتماشى مع النص المؤسس لها ومع الطابع التعددي والغني للتراث الوطني والتقاليد المغربية.

ويوفر التطبيق الجديد، المتاح للتحميل على “بلاي سطور” و”آبل سطور”، باقة من الإذاعات الموضوعاتية تأخذ كل واحدة منها المستمع في رحلة إلى عوالم موسيقية خاصة.

وبما أن الاختلاف يعد من السمات المؤسسة للفن، فإن الباقات الموسيقية التي يضمها التطبيق، تكرس هذا الاختلاف وتحرص في الوقت ذاته على الاحتفاء بالإنسانية في وحدتها وحبورها وكرمها.

كما تتيح سلاسة التعامل مع التطبيق هي الأخرى تجربة موسيقية مركزة ومنظمة وسهلة الولوج.

وبالإضافة إلى الإذاعة الإخبارية المتخصصة والتي تبث على مدار الساعة التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء www.rimradio.ma، تضم الباقة الإذاعات الموسيقية الإحدى عشر الخاصة على شبكة الأنترنت للوكالة وهي “إذاعة الطرب العربي”، و”إذاعة الطرب المغربي”، و”إذاعة الأندلسيات”، و”إذاعة الطرب الأمازيغي”، و”عالم العيطة”، و”راديو السماع”، و”ديب راديو”، و”إذاعة الطرب الحساني”، وإذاعة الملحونيات”، و”إذاعة أم كلثوم”، و”إذاعة الحال” (الصوت الغيواني).

وتقدم “إذاعة الطرب العربي” الأغاني العربية الكلاسيكية، هذه الأغاني الخالدة التي بلغت أوج مجدها منذ سنوات الثلاثينات في زمن كانت فيه مدينة واحدة ترمز لهذه النهضة الموسيقية، وهي مدينة القاهرة. مدينة واحدة وطرب واحد لكن مع شخصيات متنوعة ومواهب متعددة قدمت من مختلف الآفاق لتمنح هذا الفن كل عظمته.

لا يتعلق الأمر في هذه الإذاعة بمجرد نوستالجيا، وإنما بنقل للأفكار والعواطف والنصوص والأحلام إلى جميع الأجيال القادمة بما يمكن من تقاسم دائم للذائقة الفنية العربية.

من جهتها، تهدي “إذاعة الطرب المغربي” رحلة عبر الأغاني المغربية الخالدة التي هي ثمرة الإبداع والخيال الفني الذي أضاء المخيلة المغربية منذ أربعينيات القرن الماضي. هذه الأغاني التي تمنح لـ “الطابع المغربي” للإبداع معناه بطريقة بارزة. وقد انخرط جيل كامل من الفنانين والملحنين والشعراء الغنائيين في هذا المنجز الهائل الذي حمل الأغنية المغربية إلى أرقى مستوياتها.

وتحتفي وكالة المغرب العربي للأنباء، من خلال “إذاعة الأندلسيات”، بالموسيقى الأندلسية التي تظل متفردة في تنوعها، والغنية بفروقها الدقيقة الممتدة من المحيط إلى الخليج، بما يجعل منها تراثا عالميا فريدا.

وتسعى الوكالة عبر هذه الإذاعة إلى إشاعة هذا المزيج المتنوع، بما يبرز ثراءه الباذخ. من تطوان إلى الرباط، ومن تلمسان إلى قسنطينة، ومن فاس إلى الجزائر، ومن تونس إلى دمشق، من طرابلس إلى الصويرة، وفي كل مكان، يجري الاحتفاء بالأغنيات الأندلسية ببراعة فائقة.

كما لم يفت وكالة المغرب العربي للأنباء الاحتفاء بالتراث الموسيقي الأمازيغي، هذا الإبداع المحلي الذي يعتبر بمثابة رؤية للعالم، وجزء أساسي من الثقافة الإنسانية.

ففي “إذاعة الطرب الأمازيغي”، للأغاني الأمازيغية متسع فريد ومضياف وبالغ الفخامة. وستجد كل تجليات الموسيقى الأمازيغية مساحة لها حيث سيتم تقديمها والاحتفاء بها بوصفها عاكسا لتراث ثقافي لامادي لا جدال فيه.

من جهتها، تسلط إذاعة “عالم العيطة” الضوء على أغاني السهول الأطلسية المغربية التي ترتبط بالمطر والحصاد والحرث والعشق وبذخ الطبيعة السخية التي تعطي عطاء لا يعرف النضوب. لكرم الطبيعة يغني رجال ونساء ينضحون بالسعادة. تختلف هذه الترنيمة اختلافا كبيرا من منطقة إلى أخرى، ولكنها دائما ما تصطبغ بذاك الطابع القروي السعيد. وحين تقتضي الضرورة ذلك، تتحول العيطة إلى أغنية تناضل ضد الظلم وتدعو إلى تمكين الرجال والنساء.

من جانبهم، سيجد عشاق موسيقى “السماع” في “راديو السماع” التابع لوكالة المغرب العربي للأنباء مجموعة من الأناشيد والأمداح، المعبرة عن المحبة الصادقة لله تعالى ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

ففرحة الفؤاد هي أن يولي المرء وجهه، في جو من الصفاء الروحي، شطر لقاء الباري عزت قدرته عبر الابتهالات والتأمل والخلوات والإنشاد وذكر الله والصلاة على المصطفى. وتقدم هذه الإذاعة مساهمات أساسية يجد فيها عشاق هذا المسار مرادهم.

وبخصوص موسيقى اليوم، تلك الموجهة للشباب، فلها حضور كامل مع “ديب راديو”، الذي يحتفي بمواهب الشباب المغربية المبدعة في المجال الموسيقي.

وتقدم إذاعة “ديب راديو” موسيقى الراب، وكذا تعبيرات أخرى تعد بمثابة “قصة نجاح” حقيقية بالمغرب.

أما عشاق الموسيقى الحسانية فسيجدون في “إذاعة الطرب الحساني”، محطة تحتفي بفن مهيب وعميق تشكل بفضل غنى ذاكرة مملكته. لقد اكتسب الشعر الحساني كلماته النبيلة منذ عصور، كما أن موسيقاه واكبت التطور وجميع التأثيرات لتجعل منه لونا فنيا مكتملا. إنه فن أبدع في التعبير عن كل ما له علاقة من قريب أو بعيد بالروح الإنسانية.

أما راديو ” الملحون ” فهو عبارة عن رحلة في قلب الأصالة. ففن المحلون اكتسب شرعية مزدوجة بفضل الصناع التقليديين المغاربة بالمدن العتيقة. ويتعلق الأمر بموسيقى تتألف من كلمات نستعملها في معيشنا اليومي، كلمات ليس حكيمة ولا عارفة، ولا حتى عالمة، بل هي بساطة الدارجة الساحرة. كل شيء يرشح منها.. الحب والنساء والطبيعة والجواهر والربيع والطبخ والآلام والمعاناة والسعادة والإيمان وغيرها.

فالكل يوزن بميزان المتع والملذات. إن الملحون هو عالم مفتوح وفضولي ومسالم، ومتفرد بشكل خاص. مكناس وفاس وسلا ومراكش والجزائر وتلمسان وغيرها… كلها مدن ما زالت تصدح بموسيقى الأخوة والحب هذه.

من جهة أخرى، يمثل صوت الغيوان، “إذاعة الحال”، رحلة إلى سنوات السبعينات، التي طبعت المغرب بهذا اللون الموسيقى ، وعلى نطاق واسع. وقد أطلق هذا اللون الموسيقي الجديد، ثلة من الفنانين.

وبالتالي، فإن “راديو الحال” لوكالة المغرب العربي للأنباء يحتفي أيضا بموسيقى تتحدث عن حياة الشباب، في ذلك الوقت، وعن رغباتهم وإحباطاتهم وآمالهم. نجد هناك فرق ناس الغيوان، وجيل جيلالة، ولمشاهب والسهام، ومسناوة، وتكادة وغيرها، والتي حررت الكلمة لتنتشر في ما يشبه ربيع عربي موسيقي قبل الأوان.

وبالنسبة لأولئك الذين يتملكهم الحنين إلى الموسيقى الشرقية الأصيلة سيجدون في “راديو أم كلثوم(الطرب العربي)”، المحطة المناسبة للاستماع، لمطربة عربية بصمت تاريخ الأغنية العربية، امرأة ذات شخصية وقوة وتأثير.

ويتيح “راديو أم كلثوم” الاستماع إلى كوكب الشرق التي قدمت، من خلال أزيد من مائة أغنية، نصوصا جميلة، وأشعار وأدب تطور في جميع البقاع العربية وخارجها. من أحمد شوقي إلى أحمد رامي ، غنت أم كلثوم الحب بكل أشكاله ، عن الوطن والطبيعة والمشاعر الإنسانية بكل تنوعاتها، وألهمت أفضل الملحنين العرب: رياض السنباطي، ومحمد عبد الوهاب ، وبليغ حمدي ، زكريا أحمد ، محمد القصباجي، ومحمد الموجي.

وتسعى وكالة المغرب العربي للأنباء من خلال هذه المنتجات الإذاعية، إلى الاستجابة لكل الأذواق والمساهمة بطريقتها في حماية غنى وتنوع التعابير الثقافية المغربية، مجسدة بذلك على أرض الواقع نص وروح دستور 2011 في ما يتعلق بالتنوع الثقافي.

و م ع

آخر الأخبار