نجحت الشعيبية بالبزيوي علوي ببراعة في رسم مسار حافل واستثنائي كسيدة أعمال شغوفة ومثيرة للاهتمام، وصنعت لنفسها مكانة متميزة في المشهد الاقتصادي جهويا ووطنيا.
واستطاعت السيدة بالبزيوي علوي، الفاعلة الاقتصادية والمدافعة الشرسة عن التمكين الاقتصادي للنساء، على مر السنين، أن تجعل من شغفها بريادة الأعمال وسيلة لتعزيز جاذبية ومكانة جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وتحسين صورة النساء سيدات الأعمال.
بعد حصولها على شهادة البكالوريا من ثانوية جابر بن حيان بالدار البيضاء، التحقت الشعيبية بتشجيع من جدها الراحل بجامعة الحسن الثاني بنفس المدينة لمتابعة دراساتها العليا حيث حصلت على شهادة الإجازة بميزة في تخصص العلاقات الدولية.
وبالرغم من ذلك، لم تتخل هذه المرأة الشجاعة عن شغفها بالصناعة ومواصلة السعي نحو حلمها، حيث توجهت إلى الديار الفرنسية سنة 2004، وتحديدا بسيفر، لمتابعة دراستها بإحدى المدارس العليا للهندسة بهذه المدينة، تكللت بتخرجها مهندسة في المعادن.
وبعد التحاقها بإحدى الشركات متعددة الجنسيات العاملة في قطاع الصناعة ومراكمتها الخبرة، قررت السيدة الشعيبة سنة 2007 بالمحمدية إنشاء شركة “بي سي إس إس أنديستري” المتخصصة في الصناعة المعدنية والميكانيكية، قبل أن تحط الرحال بمدينة طنجة لأسباب عائلية، وتنشئ سنة 2014 بالمنطقة الصناعية اكزناية بطنجة مقاولة تقدم على الخصوص خدمات في قطاع صناعة السيارات والطيران والميكانيك.
إثر ذلك، بصمت على مسار مهني حافل بالنجاحات والتحديات التي نجحت في رفعها بكل براعة وتميز، بفضل مهنيتها وصرامتها وتفانيها الكبير.
وأوضحت السيدة بالبزيوي علوي بنبرة افتخار “لم يكن من السهل علي في البداية فرض نفسي في قطاع لطالما اعت بر على أنه حكر على الرجال، لكن بفضل العمل الجاد والمثابرة والصرامة والتحلي بالإيجابية، نتمكن من تحقيق الأهداف التي نطمح إليها”.
وترى سيدة الأعمال هاته، التي كان جدها، المناضل السابق عن استقلال المملكة، مصدر إلهام لها، أنه “ليس عائقا أن تكون امرأة، بل على العكس من ذلك فالأمر يشكل مصدر قوة يتعين استغلالها بالشكل الأمثل”.
وتابعت بالبزيوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “ليس بالأمر الهين أن تكوني امرأة في بيئة صناعية، إذ ليس من السهل دائما أن تتمكني من إثبات قدراتك، لكن يتعين إيجاد الوسائل التي تساعدك على إسماع صوتك وإثبات قدراتك”، معربة عن فخرها بكونها على رأس شركة صناعية تشهد تطورا متسارعا، وبدأت في تقديم خدماتها بالسوق الإفريقية.
واعتبرت أن ريادة الأعمال مرادفة للتحديات والتمكين الاقتصادي وخلق الثروات وإحداث فرص الشغل، مسجلة أن التنمية البشرية لأي دولة لا يمكن أن تتحقق دون الإنصاف والمساواة بين الجنسين.
وأكدت السيدة بالبزيوي التي تتقلد لولاية ثانية منصب نائبة رئيس الفرع الجهوي للاتحاد العام لمقاولات الغرب بجهة الشمال، أن ريادة الأعمال النسائية بالجهة تسجل تطورا ملحوظا، مشيرة في هذا السياق إلى تحسن الكفاءات التدبيرية وتوسيع نطاق التشبيك، بالإضافة إلى التنمية الشخصية لسيدات الأعمال، وارتفاع عدد المقاولات المحدثة من قبل النساء.
وقالت إن الاتحاد العام لمقاولات المغرب تمكن، بفضل التزام وتفاني أعضائه، من تعزيز سمعة وصورة النساء رائدات الأعمال، اللواتي نجحن في إيجاد موطئ قدم متميز لهن في المشهد الاقتصادي الجهوي.
وأكدت على ضرورة الانكباب بشكل أكبر على خصوصيات النساء سيدات الأعمال وأخذها بعين الاعتبار في البرامج والمخططات الوطنية والجهوية، بالإضافة إلى إبراز التحديات التي تواجهها النساء، والفئات الأخرى من المقاولين التي لا تحظى بالتمثلية الكافية.
وتابعت “نحن مدعوون، كل من موقعه، للنهوض وتحسيس ومواكبة النساء، وتسهيل وصولهن إلى المعلومات ذات الصلة بالبرامج الجاري تنفيذها على الصعيدين الوطني والجهوي”، مشيدة بالمنجزات المهمة التي حققها المغرب في مجال النهوض بحقوق النساء وتعزيز التمكين الاقتصادي لهن.
من جهة أخرى، أبرزت السيدة بالبزيوي علوي، التي تتولى أيضا رئاسة جمعية النساء المقاولات بجهة الشمال، المبادرات التي اتخذتها الجمعية لتحسيس ومواكبة النساء، في مجال التمكين الاقتصادي، والمقاولات التي تديرها النساء، بالإضافة إلى تمكين المستفيدات من تكوينات في عدة مجالات، من بينها المجال المالي والتسويق والرقمنة.
وحققت السيدة علوي عدة منجزات من بينها الميدالية الذهبية لأفضل خطة عمل في المؤتمر الدولي لرائدات الأعمال المسلمات، الذي نظمته مؤسسة المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولية سنة عام 2010 بماليزيا، وجائزة أفضل مقاولة نسائية بجهة الشمال بمعرض “معرض المقاولين للاستثمار وإحداث المقاولات” الذي استضافته مدينة طنجة سنة 2013.
كما أن السيدة الشعيبية عضو مؤسس لمجموعة المقاولات الصغيرة جدا والمتوسطة بطنجة لقطاع صناعة السيارات (المنظومة البيئية متعددة الجنسيات/ مقاولات محلية) ، التي ترعاها وزارة الصناعة في إطار مخطط التسريع الصناعي، وعضو فدرالية صناعة السيارات، ومجلس جامعة عبد المالك السعدي، ومجلس المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بتطوان، علاوة على كونها عضوا نشيطا بمشاريع دولية لجامعة عبد المالك السعدي.
كما تناضل رائدة الأعمال المتميزة هاته، باستماتة وبشكل متواصل، من أجل تعزيز تنافسية مقاولات جهة الشمال، وترويج صورة النساء المقاولات، متحدية بذلك الصور النمطية حتى تحظى النساء بمكانة متميزة في المشهد الثقافي.
ولم تخف السيد علوي سعادتها بما حققته وافتخارها بتقاسم تجربتها من أجل إلهام وتشجيع النساء على الإيمان بقدراتهن ومواهبهن والمضي قدما في تحقيق أحلامهن.
وتابعت بالقول “قطعت وعدا على نفسي بمواكبة جميع النساء وتقاسم تجربتي معهن، حتى يتمكن من الثقة بأنفسهن وتطوير مشاريعهن”.
ودفعها شغفها بالبحث والابتكار إلى التسجيل سنة 2018 بسلك الدكتوراه بالمعهد الملكي للتكنولوجيا بالسويد، لتحضير أطروحة دكتوراه في الهندسة المعدنية. وترمي من خلال هذه التجربة إلى تعزيز وتنمية معارفها وتطوير قدرتها على الابتكار والإسهام في تقوية علامة “صنع في المغرب”.
وتلتزم السيدة بالبزيوي علوي، صاحبة قصة نجاح ستلهم الكثير من النساء الراغبات في ولوج مجال ريادة الأعمال، بالدفاع عن تحسين الظروف السوسيو اقتصادية للنساء من أجل نمو اقتصادي شامل.
رسالة الشعيبية للنساء، بمناسبة عيدهن السنوي، هي الآتية “تخلصن من الأفكار المسبقة، فأنتن قادرات على إنجاح مشاريعكن. ضعوا ثقتكن بأنفسكن، وامضين في تحقيق أحلامكن وستصبح حقيقة”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.