المغرب والولايات المتحدة : شراكة متينة وآفاق واعدة

قبل 3 سنوات

شكلت جلسة الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، التي انعقدت بالرباط، فرصة للتأكيد مرة أخرى على عمق ومتانة العلاقات العريقة القائمة بين حليفين يتقاسمان رؤى وقيم مشتركة تقوم على الالتزام المتبادل بإعطاء زخم قوي للتبادلات الثنائية التي تشمل جوانب متعددة، وذلك بهدف التصدي للتحديات الإقليمية والدولية.

كما شكل هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار المشاورات المنتظمة بين البلدين، فرصة لتجديد التأكيد على ثبات الموقف الأمريكي الداعم لمغربية الصحراء.

وأوضح الخبير السياسي الأمريكي، كالفن دارك، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء بواشنطن، أن “الريادة المؤكدة للمغرب على الصعيد الإقليمي وعلاقته العريقة مع الولايات المتحدة تجعل من المملكة شريكا مثاليا “.

وسلط الخبير في العلاقات الدولية، في قراءة له لهذه الجولة، الضوء على أهمية ونتائج المشاورات السياسية التي ترأسها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، رفقة نائبة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان.

وتفاعلا مع تجديد المسؤولة الثانية بالدبلوماسية الأمريكية التأكيد على موقف بلادها بشأن قضية الصحراء المغربية ومبادرة الحكم الذاتي، أشار إلى أن “اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء كان خطوة جبارة نحو وضع حد نهائي لهذا النزاع”.

وبحسبه فإن الوقت قد حان بالنسبة للجزائر، وصنيعتها +البوليساريو+، “للعودة إلى طاولة المفاوضات” تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف تسوية هذا النزاع على أساس المخطط المغربي للحكم الذاتي.

وقال الخبير الأمريكي إنه ” يتعين على إدارة بايدن مواصلة موقفها عبر اتخاذ إجراءات بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، باعتباره الهيئة التي يمكن فيها حل هذا النزاع الذي استمر لعقود بشكل سلمي ونهائي”.

وبخصوص ” الشراكة الحاسمة ” في مجال الأمن والدفاع التي تربط واشنطن والرباط وتذكير السيدة شيرمان بـ”الدور الريادي الذي يلعبه المغرب في الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين”، أشار السيد دارك إلى أن “الشراكات الأمنية مثل تلك القائمة بين المغرب والولايات المتحدة تعتبر بمثابة أسلحة ضرورية للتصدي للإرهاب وعدم الاستقرار”.

وأشار الخبير في قضايا المنطقة إلى أن “التهديدات التي تواجهها منطقة الساحل وغياب التعاون من طرف الجزائر في الجهود المبذولة للحفاظ على المنطقة تتطلب، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إرساء شراكات استراتيجية بين البلدان الملتزمة بصدق بإيلاء الأولوية للأمن”.

وأضاف أن الولايات المتحدة ” تدرك أنها لا تستطيع خوض هذه المعارك بمفردها وأنه يتعبن عليها الاعتماد على حلفاء موثوقين “.

وبخصوص تجديد الدبلوماسية الأمريكية تأكيدها على الدور الريادي الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تنفيذ “أجندة إصلاحات كبرى”، فضلا عن الدور الإقليمي للمغرب في مجال التعاون الأمني، أشار المدير والمؤسس المشارك لمركز أبحاث “آر سي كوميونيكيشنز” ومقره واشنطن، إلى أن ” الريادة المؤكدة للمغرب على المستوى الإقليمي وعلاقته العريقة مع الولايات المتحدة تجعل من المملكة شريكا مثاليا “.

وشكلت هذه الدورة من الحوار الاستراتيجي ين المغرب والولايات المتحدة، التي توجت بإصدار بيان مشترك، فرصة للدبلوماسيين الأمريكيين ونظرائهم المغاربة لاستعراض جملة من القضايا الإقليمية ، بما في ذلك الوضع في منطقة الساحل وليبيا وأوكرانيا.

كما تشمل الأولويات الأخرى للشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين التعاون الاقتصادي والتجاري كمحفز للازدهار والسلام على المسوى الإقليمي والقاري.

ويعتبر هذا التعاون، والذي يعد بمثابة محفز لسلسلة من المشاريع والمبادرات الاستثمارية لا سيما في الأقاليم الجنوبية، وجها آخر للاعتراف التام بسيادة المغرب على كامل أراضيه.

وفي هذا الصدد، أكد المحلل الأمريكي أن منتدى الاستثمار المغربي الأمريكي، الذي انعقد بالداخلة، بالموازاة مع زيارة المسؤولة الأمريكية، هو ” دليل على أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء هو اعتراف مؤكد وليس مجرد كلمات أو دبلوماسية فارغة”.

ولفت إلى أن ” الفاعلين الاقتصاديين من كلا البلدين مدعوون في الوقت الحالي إلى إرساء شراكات وإطلاق مشاريع في الداخلة ” مثل باقي مناطق الصحراء المغربية، في إطار “شراكة رابح-رابح” مفيدة للجميع.

وحسب المحلل الأمريكي، فـ”الأهم من ذلك، هو أن تعود هذه الشراكات الاقتصادية بالنفع على ساكنة المنطقة الذين أصبح بإمكانهم رؤية والاستفادة من الانعكاسات الإيجابية للاستثمارات الدولية المتنامية في المنطقة “.

و م ع

آخر الأخبار