أكد الخبير الجيوسياسي الإيطالي، كارمين دي فيتو، أن المغرب تمكن من بناء “ريادة إقليمية مميزة بفضل سياسته الخارجية المؤثرة والبناءة”.
وأكد المحرر لدى العديد من مجموعات التفكير الإيطالية، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اكتسبت “سمعة قوية، قائمة على الاحترام والثقة، على المستويات الأطلسية، الأورومتوسطية، الإفريقية والعربية”، مشيرا إلى أن المغرب عمل على تعزيز “علاقاته مع العديد من الفاعلين الدوليين، بفضل أوجه تعاون براغماتية وموثوقة، ما مكنه من اكتساب مكانة خاصة في المنطقة”.
وتطرق الخبير في هذا الصدد، إلى تعزيز العلاقات المغربية-الإسرائيلية في إطار اتفاقيات إبراهيم، من أجل سلام دائم في الشرق الأوسط، باعتباره هدفا استراتيجيا في خدمة الأجيال الحالية والمستقبلية.
وبخصوص مقترح المملكة لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية، أشار المحلل في المركز الإيطالي للدراسات الدولية إلى أن “مخطط الحكم الذاتي يعتبر من قبل معظم المراقبين الدوليين أساسا جادا وذا مصداقية”، مسجلا أن هذا الحل “الكفيل بضمان تنمية المنطقة، لقي الترحيب على أعلى مستوى”.
وقال إن المقترح المغربي يقوم على ثلاث ركائز أساسية، هي “الحكم الذاتي، تحفيز التنمية والاستقرار في المنطقة، ما يشكل إطارا عمليا وواقعيا لتسوية النزاع”، مرحبا بـ “بعد نظر وحكمة” المملكة.
من جهة أخرى، استنكر الخبير الجيوسياسي قرار الجزائر إغلاق خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، الأمر الذي “أدى إلى تفاقم الأزمة الطاقية في أوروبا”، مشيرا إلى أن “إسبانيا، المستفيد الأول من الغاز الجزائري، تأثرت بشدة”.
وأبرز أن النزاع في أوكرانيا، أدى إلى تأجيج الوضع، ما يحتم ضرورة تجنب أي “رد فعل غير مسؤول وترجيح الحلول الدبلوماسية لمختلف النزاعات الإقليمية”.
وفي هذا السياق، رحب السيد دي فيتو بقرار المغرب عدم المشاركة في التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأزمة الروسية-الأوكرانية، مؤكدا أن هذا الموقف يندرج “في إطار المسار الدبلوماسي السلمي للتفاوض والوساطة”.
واعتبر أنه “يتعين تشجيع جميع المواقف الدولية الداعية إلى الحوار، السبيل الوحيد لتقليل الأضرار البشرية”، مسجلا أن “المجتمع الدولي عليه تجنب أي استغلال للمواقف، لاسيما مواقف السلام”.
وأضاف أن “العدو الوحيد هو الحرب التي تهدد حياة البشر”.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.