تم، يوم أمس الجمعة بمقر عمالة سطات، تنظيم لقاء تشاوري، خصص لتدارس سبل النهوض بالتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وذلك من أجل الاستجابة لتطلعات وانتظارات مختلف الجهات المعنية من أساتذة جامعيين وطلبة، والمنتخبين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين.
ويندرج هذا اللقاء، الذي نظمته جامعة الحسن الأول بسطات، في إطار التحضير للمناظرة الجهوية حول التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، المزمع تنظيمها يوم 29 مارس الجاري، والتي ستشكل أرضية للتشاور وتبادل وتقاسم وجهات النظر، وتعبئة وتحفيز الذكاء الجماعي، من أجل إعادة التفكير في نموذج جديد للتعليم العالي، وترسيخ بعده الجهوي استجابة لتطلعات وانتظارات مختلف الفاعلين بالجامعة والجهة.
وفي كلمة بالمناسبة، قال عامل إقليم سطات السيد ابراهيم أبوزيد إن هذا اللقاء يشكل فرصة لتقديم بعض الاقتراحات الهادفة إلى جعل الجامعة منفتحة على محيطها المجالي والترابي ومكوناته السوسيو ثقافية، مبرزا في هذا السياق، أنه “يتعين تشجيع البحث العلمي، وتوجيه الطالبات والطلبة في إنجاز الدراسات الأكاديمية المرتبطة بمجالات القطاعات الحيوية وذات الأولوية، خاصة في ما يتعلق بالقطاعات التي تشكل رافعة لتنمية البلاد.
واعتبر السيد أبوزيد أن الدور الأساسي للجامعة لا يقتصر في الوقت الراهن على تزويد المجتمع بالخريجين، بل يتعداه إلى اعتماد وتبني المعرفة العلمية كمحور أساسي للبحث العلمي، مما يقتضي التمكن من المفاهيم الأساسية والمناهج العلمية لدراسة الواقع المعاش بكافة خصوصياته الطبيعية والبشرية.
وأضاف أن هذا الدور يكمن أيضا في “تمكين الجيل الجديد من اكتساب المعرفة، وتعزيز ثقافة الابتكار والإبداع، وفسح المجال أمام التخصصات العلمية الدقيقة، من أجل استغلال المؤهلات والثروات التي تزخر بها بلادنا، لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأبنائنا، وذلك انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية”.
كما شدد عامل الإقليم على أهمية الجامعة في ترسيخ خيار الجهوية الموسعة واللاتمركز الإداري، من خلال انخراطها الفعال في إيجاد الحلول المبتكرة للمشاكل والقضايا ذات البعد الجهوي والمحلي، سواء على مستوى التكوين أو الابتكار أو البحث العلمي.
وأكد على ضرورة خلق شراكات بين الفاعلين الاقتصاديين المحليين والجامعة، مما سيضمن لهذه الأخيرة مصادر كافية لتمويل البحوث العلمية من جهة، والشركاء الاقتصاديين في تطوير مواردهم ومجالات انشغالاتهم من جهة ثانية.
ومن جهتها قالت رئيسة جامعة الحسن الأول، السيدة خديجة الصافي، إن هذا اللقاء التشاوري يندرج في إطار اللقاءات التي سبق للجامعة تنظيمها مع الفاعلين الجامعيين، والتي تهدف إلى خلق فضاء للتقاسم والإنصات لمقترحات وانشغالات مختلف الأطراف على صعيد الإقليم، في ما يخص هذا القطاع الحيوي.
كما يأتي هذا اللقاء، حسب السيدة الصافي، في أفق انعقاد المناظرة الجهوية، التي ستعقد في 29 مارس الجاري، مذكرة في الإطار نفسه، بالأهداف المتوخاة منها، والتي تتماشى وأهداف النموذج التنموي الجديد، الذي دعا إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والأهمية البالغة التي يكتسيها البعد الإيكولوجي في هذا الصدد.
وشهد هذا اللقاء، الذي عرف حضور رئيس المجلس الإقليمي لسطات والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية والفاعلين الاقتصاديين وممثلي المجتمع المدني، تنظيم ثلاث ورشات، ويتعلق الأمر بورشة الفاعلين السياسيين، وورشة الفاعلين الاقتصاديين، وورشة الشركاء الاجتماعيين.
كما انكب المشاركون على دراسة المقترحات التي جاءت من خلال العروض المختلفة التي تم تقديمها خلال هذا اللقاء والتي همت على الخصوص، العرض التكويني بجامعة الحسن الأول.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.