الخارجية الصينية تتحاور مع مستشار الأمن القومي الأمريكي

قبل 3 سنوات

يلتقي يانغ جيه تشي ، كبير مسؤولي السياسة الخارجية في الصين ، بمستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان، اليوم الإثنين في روما. وهو لقاء يرى فيه الخبراء الصينيون “إشارة إيجابية” للعالم في هذه الظرفية التي يسودها قدر كبير من عدم اليقين.

ففي العاصمة الصينية ، تم الإعلان عن الاجتماع في بيان مقتضب للمتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية، تشاو ليجيان ، الذي اكتفى بالقول إن الرجلين سيتبادلان وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

إلا أن الخبراء يعرفون جيدا أن الاجتماع ستهيمن عليه مجموعة كبيرة من القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية القصوى .

ويتعلق الأمر بالخصوص بالأزمة في أوكرانيا والدور الذي يمكن أن تلعبه بكين لاحتواء المشكلة من خلال استخدام نفوذها مع روسيا ، البلد الذي ترتبط معه بشراكة أكثر من استراتيجية.

ويرى الخبراء الصينيون ، الذين تعتبر تعليقاتهم بمثابة دليل لقياس التفكير الرسمي في بكين ، أن اجتماع روما ، الذي يأتي بعد أربعة أشهر من اجتماع المسؤولين لأول مرة في زيورخ ، يظهر أن آلية التواصل على مستويات عليا لا تزال تشتغل بين الولايات المتحدة والصين. وهذه ، حسب رأيهم ، إشارة إيجابية للعالم في ظل الظرفية الحالية.

فبخصوص ملف الأزمة في أوكرانيا ، يؤكد الخبراء أن هذه الأزمة “يجب ألا توظف ” من قبل الغرب لزرع الخلاف بين الصين وشريكتها روسيا. وقال لو شيانغ ، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، إن النزاع الأوكراني يمثل حاليا مصدر قلق كبير لبكين .

وسجل أنه في سياق هذه الأزمة ، التي هي مجرد انعكاس لمواجهة أوسع بين روسيا ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ، من المهم أن تكون لدى القادة الأمريكيين فكرة واضحة عن موقف الصين ، مضيفا أن الصين ،من جانبها ، تحتاج إلى معرفة كيف تنوي الولايات المتحدة التصرف في ظل الوضع الحالي.

وعلى عكس اجتماع أكتوبر الماضي ، يمثل لقاء اليوم بين يانغ وسوليفان “لحظة حقيقة” ، حيث ستكون العاصمتان مدعوتين لبلورة “رؤية أكثر منطقية” لعلاقاتهما الثنائية وعلى المستوى العالمي .

وكانت الصين قد أعربت ، الأسبوع الماضي، عن استعدادها للعمل مع الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي لإرساء السلام في أوكرانيا ، داعية مختلف الأطراف إلى ضبط النفس.

ولطالما امتنعت الصين عن إدانة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا ، على الرغم من الضغوط الغربية.

ولا يفتأ كبار المسؤولين الصينيين ، في مختلف تصريحاتهم بشأن هذه القضية ، يدعون إلى احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية ، مع التأكيد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الانشغالات الأمنية لكل طرف. كما أعربوا عن تأييدهم لإنشاء آلية أمنية أوروبية جديدة تكون متوازنة وفعالة.

وبالنسبة لبكين ، فإن العقوبات ضد روسيا لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع ، ناهيك عن التأثير الاقتصادي على العالم ككل.

وفضلا عن القضية الأوكرانية ، ستدرج قضايا أخرى لا تقل أهمية على جدول أعمال اللقاء بين يانغ وسوليفان. ويتعلق الأمر أساسا بالوضع في شبه الجزيرة الكورية الذي يبدو أنه يزداد توترا إثر اختبارات الصواريخ الباليستية التي أجرتها كوريا الشمالية .

ويعتقد المحللون أيضا أن القضايا الاقتصادية في ظل هذه الظرفية المتسمة بعدم اليقين، والمنافسة بين البلدين، ستكون هي الأخرى موضوع المباحثات بين يانغ وسوليفان.

وتدرك الصين والولايات المتحدة ، أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم ، مدى التأثير الهائل للأزمة الأوكرانية على اقتصاديهما اللذين يحاولان التعافي من تداعيات جائحة كوفيد- 19 .

وبحسب المحللين الصينيين، فإن آفاق النمو الاقتصادي التي تزداد تعقيدا بسبب النزاعات واستمرار تفشي الوباء ، ستدفع العاصمتين إلى إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم بما يسمح لاقتصاديهما باستعادة سرعة نموهما.

و م ع

آخر الأخبار