استقبل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، السيد أحمد التوفيق، اليوم الثلاثاء بالرباط، الخليفة العام للطريقة التيجانية بجمهورية نيجيريا الاتحادية، سمو الأمير السنوسي السنوسي لاميدو أمينو، الذي يقوم بزيارة للمملكة.
وقال السيد أحمد التوفيق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب هذا الاجتماع، إن هذه الزيارة هي امتداد للعلاقات المشتركة بين أهل نيجيريا والمملكة، مضيفا أنها “تأتي لتعزيز المشترك بيننا من الناحية الدينية والروحية والثقافية”.
وذكر الوزير بأن الإسلام انتشر في غرب إفريقيا وفي نيجيريا انطلاقا من المغرب، مشددا على أن عددا من علماء نيجيريا وغرب إفريقيا لهم أسانيد في المغرب، حيث أخذوا الحديث عن علماء المغرب.
وأضاف الوزير أن المغرب ونيجيريا يشتركان في العقيدة السنية الأشعرية، التي تنبذ كل أسباب الغلو والتطرف، وكذلك العمل بقواعد المذهب المالكي السمحة في ما يخص كل أنواع الاندماج الثقافي للعوائد، مبرزا أن البلدين يشتركان في طريق السلوك وهي التربية على الأخلاق والتصوف.
وأشار إلى أن التواصل والأخذ والعطاء مع المسلمين في غرب إفريقيا يعود لقرون وهذه أمانة لا يمكن تضييعها، مبرزا أن الدليل على قوة هذا التواصل هو فشل الاستعمار والتوجهات السياسية والعقدية والإيديولوجية في محو هذه العلاقة القوية.
كما ذكر السيد التوفيق بأن “النيجيريين وأهل غرب إفريقيا يعرفون أن الشيخ أحمد التجاني ظهر في المغرب حيث عاش ونال ترحيبا وعناية من طرف السلطان مولاي سليمان على الخصوص”، مضيفا أن “تلاميذه ومريديه يوجدون في المغرب، وقد توفي ودفن في مدينة فاس، وهذا إرث وذخيرة للمسلمين جميعا أينما كانوا لا يمكن تضييعه”.
وأكد الوزير أنه يجب شرح التصوف، الذي يقوم على معنى عميق في حياة الإنسانية وهو نبذ الأنانية والتربية على العطاء، وأن هذا التصوف وقيمه، التي تهدف إلى تحرير الناس من الأنانية، تستمد أصلها من القرآن ومن السنة، وأن نشر هذه القيم هي مهمة من المهمات التي من أجلها بعث الرسول الكريم.
وأبرز أن نبذ الأنانية قيمة أساسية في المجتمع وفي الاقتصاد وفي حياة الناس من أجل تحقيق الحياة الطيبة للمؤمنين والمؤمنات.
من جانبه، قال الخليفة العام للطريقة التيجانية بجمهورية نيجيريا الاتحادية، في تصريح مماثل، إن الإسلام والمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية ومختلف الطرق الصوفية التي تنهل من القرآن والسنة، انتشرت، بشكل واسع، في غرب إفريقيا بفضل المملكة المغربية.
وشدد على وقوف المسلمين في نيجيريا على العموم، وشيوخ الطريقة التجانية على الخصوص، إلى جانب المغرب، مبرزا أنهم في نيجيريا يثمنون المكانة الروحية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
يذكر أن الخليفة العام للطريقة التيجانية بجمهورية نيجيريا الاتحادية والوفد المرافق قام بزيارة لضريح محمد الخامس، حيث ترحم على روحي جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما، كما زار معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات والأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى.
يشار إلى أن الخليفة العام للطريقة التيجانية بجمهورية نيجيريا الاتحادية يقوم بزيارة للمملكة، وذلك في إطار توثيق العلاقة وتقوية الروابط بين البلدين.
و م ع