إيسيسكو ..انعقاد اللقاء الأول من سلسلة حوارات المستقبل بالرباط

احتضن مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اليوم الثلاثاء بالرباط، اللقاء الأول من سلسلة “حوارات المستقبل”، التي ينظمها مركز الإيسيسكو للاستشراف الاستراتيجي، لطرح ومناقشة تصورات مفكرين وعلماء دوليين مرموقين حول مستقبل العالم الإسلامي.

وانعقد اللقاء الأول من هذه السلسلة، التي تنظم بشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور، بمحاضرة قدمها المفكر السنغالي سليمان بشير ديان،وذلك بحضور عدد من الباحثين والمتخصصين في المجال.

وتطرق المحاضر، في هذا الاطار، لمفهوم فلسفة الزمن في الثقافة العربية الإسلامية، مستشهدا بمفهوم وعناصر كلمة “الدهر”، التي لها دلالة في الفكر الإسلامي، مستعرضا بعض الاقتراحات للتركيز على القضايا الكبرى من أجل تنمية العقل وتوحيد الأفراد تحت مفهوم الزمن.

وتناول بالتفصيل دلالة الثقافة الاستشرافية في العالم الإسلامي، مؤكدا على ضرورة فهم الواقع الحالي والمستقبلي للعالم، وضرورة تفادي القطيعة بين الأجيال بغية مواصلة الربط بينها والاستفادة من تجارب بعضها البعض.

كما أبرز أن الوضع الاستشرافي يحتم عدم تكرار أخطاء الماضي، حيث أن تحقيق النجاح في هذا المضمار لن يتم إلا من خلال بناء قدرات الأجيال الناشئة عبر التربية والتعليم، وتدربيها على مهن الغد، والعمل على احترام التعددية الثقافية، على اعتبار أن العالم متعدد الأعراق واللغات والديانات.

واعتبر المفكر الإسلامي أن إطلاق سلسلة “حوارات المستقبل” يعد من بين آفاق واستراتيجيات منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، مضيفا أن هذا الملتقى “يتوخي التفكير حول المستقبل، والآليات الكفيلة بمواجهة التحديات المسقبلية التي تواجه الأمة الإسلامية، بغية بناء الغد المنشود”.

وسجل أن الفكرة الجوهرية لهذه اللقاءات تكمن في إبراز الأفكار التي من شأنها تغيير المستقبل من خلال سلسلة من الحلقات النقاشية، وهي المبادرة التي تتماشى وأهداف عمل مركز الاستشراف الاستراتيجي.

من جهته، أكد سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، في كلمة افتتاحية خلال هذا اللقاء،أن مبادرة حوارات المستقبل تهدف إلى الربط بين المفكرين والعلماء والمؤثرين، لاكتشاف وجهات نظرهم، ومناقشة أفكارهم المبتكرة حول المستقبل.

وأضاف أن منظمة الإيسيسكو تهدف من خلال السلسة إلى استقبال علماء من مجالات مختلفة، من بينها الأنثروبولوجيا، والفلسفة، وعلم الاجتماع، ومجالات التكنولوجيا الحديثة، منوها بأن سليمان بشير ديان من أبرز الشخصيات التي لها تأثير كبير في العالم الإسلامي وإفريقيا، من خلال تصوراته وأفكاره.

بدوره، قدم مدير مركز الإيسيسكو للاستشراف الاستراتيجي، قيس الهمامي، نبذة عن المسار الفكري والأكاديمي للمفكر السنغالي سليمان بشير ديان ديان، الذي يشغل منصب أستاذ لمادتي اللغة الفرنسية والفلسفة بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يهتم بمجالات متعددة من بينها المنطق، وتاريخ الفلسفة، والأدب، والفلسفة الإسلامية والإفريقية.

و م ع