24 نوفمبر 2024

مؤتمر اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة بالرباط .. مناسبة لمناقشة مشاكل الأمن الغذائي بإفريقيا

مؤتمر اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة بالرباط .. مناسبة لمناقشة مشاكل الأمن الغذائي بإفريقيا

افتتحت، اليوم الاثنين بالرباط، أشغال المؤتمر الثاني لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، تحت شعار “الأمن الغذائي بإفريقيا في ظل تحديات التغيرات المناخية والزيادة السكانية”.

وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، في كلمة خلال حفل افتتاح هذا المؤتمر، الذي ينظم على مدى يومين، والذي يعرف مشاركة ممثلي أزيد من 17 بلد إفريقي، أن موضوع هذا الحدث يكتسي أهمية كبرى على اعتبار أنه يأتي في ظرفية اقتصادية عالمية جد خاصة، وتحت تأثير تغيرات مناخية وعدد من الظواهر التي تشهدها بعض المناطق، ولا سيما إفريقيا، والتي تتجلى أساسا في الجفاف والتصحر والكوارث الطبيعية والنزاعات.

وأضاف السيد صديقي أن ” الهوية الإفريقية كانت، عبر التاريخ، من أهم الخيارات الاستراتيجية للمغرب، كما يعكس ذلك التاريخ الطويل من المبادلات التجارية والثقافية والروحية بين المغرب وبلدان القارة”، مضيفا أن ” الهوية الإفريقية للمغرب اكتسبت بعدا جديدا ونفسا جديدا منذ مطلع الألفية الثانية، باعتبارها جزءا من رؤية طويلة المدى تركز على تطوير علاقات اقتصادية عادلة ومتوازنة بين المملكة المغربية والبلدان الإفريقية “.

وأشار الوزير إلى أن المغرب، وبالنظر لموقعه وخبرته في مختلف المجالات، لم يدخر جهدا من أجل تطوير تعاون جنوب-جنوب ثنائي ومتعدد الأطراف مع العديد من البلدان الإفريقية، مشيرا إلى أن المملكة أبرمت، في هذا الإطار، العديد من الاتفاقيات الثنائية المتعلقة بالتجارة التفضيلية، وتعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة والازدواج الضريبي، بل وحتى اتفاقيات إقليمية تتعلق بالتجارة والاستثمار.

وأضاف أن التعاون المغربي النيجيري في إطار مشروع خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب ومشروع المنصة الجديدة للمنتجات الكيميائية الأساسية يمكن أن يشكلا مثالين ونموذجين لهذا التعاون بين بلدان الجنوب.

ومثل هذا المؤتمر كذلك مناسبة للسيد صديقي للتذكير بالتزام المغرب بتبادل الخبرات ونقل الكفاءات في إطار التعاون الأفقي بين البلدان الأفريقية على أساس مبدأ التضامن، والقطع بشكل كلي مع الازدواجية التقليدية بين المانحين والمستفيدين، من خلال إرساء أسس شراكة متبادلة المنفعة.

وأشار الوزير، في هذا الصدد، إلى إطلاق مبادرة “تكيف الفلاحة الإفريقية مع تغير المناخ (AAA)” في أبريل 2016 على هامش المؤتمر الثاني والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب22) في مراكش، والتي تهدف إلى المساهمة في الأمن الغذائي للقارة الإفريقية من خلال تعزيز الممارسات التي تهدف إلى التكيف مع تغير المناخ، وتعزيز قدرات الجهات الفاعلة وتوجيه التدفقات المالية إلى السكان الأكثر هشاشة.

كما أبرز السيد صديقي أن المغرب أطلق العديد من الأوراش الهيكلية والتنموية الكبرى، من قبيل مخطط المغرب الأخضر (2008-2020) والاستراتيجية الفلاحية الجديدة “الجيل الأخضر 2020-2030″، وذلك بهدف تشجيع الاستثمار وتقوية القطاعات الواعدة ودعم المكون الاجتماعي.

من جهته، قال رئيس جمعية المهندسين الزراعيين المغاربة، عابد اليعقوبي سوسان، إن “أزمة المناخ لم تعد حبيسة تكهنات وانتظارات، بل أضحت واقعا، وللأسف فإن قارتنا الأقل استعدادا هي الأكثر تضررا”، مضيفا أن “الأمر بأيدينا، نحن الأفارقة، لتدبير بيئتنا التي ما فتئت تزداد صعوبة وتعقيدا”.

وأوضح أنه أمام نمو اقتصادي أضعف من المتوقع مصحوبا بنمو ديمغرافي يعد الأكثر كثافة على الصعيد العالمي، فإن الضغوط التي يتعين إدارتها في المستقبل القريب تتمثل في مدى أهمية وإلحاحية النفقات التي يتيعن رصدها للاستجابة للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية على مستوى مختلف البلدان الإفريقية في مجالات أبرزها البنية التحتية، والأمن الغذائي، والتعليم، والصحة، والإسكان، والشغل، والقدرة المنخفضة على الاقتراض بالنسبة للبلدان الإفريقية بالنظر إلى المستوى المرتفع أصلا للديون العامة لدى معظمها، فضلا عن الصعوبات السياسية التي تعرقل تعزيز المداخيل الضريبية.

وأضاف قائلا “إن قدرة البلدان الإفريقية على تدبير هذه الثلاثية سيكون لها تداعيات كبيرة على وضعيتها الماكرو-اقتصادية وآفاق نموها، وبالتالي على قدرتها على مواجهة تحديات الأمن الغذائي مع الأخذ في الاعتبار تغيرات المناخ والنمو السكاني. هدفنا اليوم هو المساهمة في إنشاء منصة مشتركة للتفكير وتبادل الخبرات والحوار بين المهندسين الزراعيين في قارتنا من أجل المشاركة بشكل فعال في تحويل أنظمة الإنتاج الزراعي بإفريقيا، إلى جانب السياسات العمومية”.

واعتبر رئيس جمعية المهندسين الزراعيين المغاربة أن التحدي المتقاطع للأمن الغذائي وتغير المناخ يقتضي مراجعة عالمية للعلاقات بالموارد من أجل بلورة التحولات الملائمة وتنزيلها.

وبالموازاة مع ذلك، ذكر السيد اليعقوبي سوسان بأن جمعية المهندسين الزراعيين المغاربة، التي تم إنشاؤها سنة 1985، تهدف إلى أن تكون منصة للتفكير والنهوض بتبادل الخبرات بين المهندسين الزراعيين المغاربة. وعلى الصعيد الدولي، تعد الرابطة عضوا نشطا في اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، وتتولى في الوقت ذاته، منصبي نائب الأمين العام وعضو المكتب التنفيذي. وفي هذا الصدد، احتضنت بالمغرب مؤتمرين لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب سنتي 2011 و2014 تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، فضلا عن اجتماعين للمكتب التنفيذي لهذا الاتحاد في 2015 و2016.

ويتضمن جدول أعمال هذا المؤتمر التنظيمي الثاني لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة اعتماد النظام الأساسي للاتحاد وتحديد هياكله.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.