أبرزت ندوة علمية نظمت نهاية الأسبوع المنصرم في إطار فعاليات موسم مولاي بوعزة 2022، دور الصوفية في النهوض بالرأسمال اللامادي المغربي وتعزيز القيم الأخلاقية والروحية.
وسلط عدد من المفكرين والباحثين الأكاديميين ، خلال هذه الندوة، الضوء على أهمية الصوفية في تطوير والنهوض بالرأسمال اللامادي ومجتمع المعرفة، وأهمية الأبعاد الروحية والأخلاقية للصوفية في تنمية المجتمع والرقي بالفرد.
وأكد المشاركون في هذه الندوة على الدور المركزي لمؤسسة إمارة المؤمنين في استقرار المملكة وتعزيز قيم الإسلام المعتدل والوسطي التي تشكل حصنا حصينا ضد أي نزعة تأويلية خاطئة للتعاليم الدينية السمحة.
وتمحورت المناقشات حول مناقب أبي يعزى ودوره في نشر القيم الروحية ، والدفاع عن البيئة في زمن مبكر ارتكازا على المبادئ الدينية والأخلاقية الأصيلة والفطرية في التربية والوجدان الإنساني، وأثر هذا العالم في تشكل تيار صوفي جديد مطبوع بالخصوصيات الاجتماعية والثقافية المحلية.
وقد عاش الشيخ أبو يعزى دفين جبل إيروجان (80 كلم عن خنيفرة) والذي يعرف مقامه بضريح مولاي بوعزة، طيلة قرن وثلاثين سنة. وكتب عن مناقبه وتصوفه العديد من القدماء والمحدثين، منهم ابن الزيات والصومعي، وعبد الوهاب بنمنصور وأحمد التوفيق وإبراهيم حركات.
وذكر الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف ، خلال افتتاحه فعاليات هذه الندوة العلمية، بأهمية القيم في البناء المجتمعي وما يزخر به المغرب من رصيد ثمين وإرث حضاري رصين راكمه وصانه سلاطين هذا البلد الأمين وعلماؤه وصلحاؤه حتى قيل “إذا كانت بلاد المشرق أرض الأنبياء فبلد المغرب بلاد الأولياء”.
من جهته ، قال رئيس جماعة مولاي بوعزة، إبراهيم معروفي، إن هذا الموعد الديني والفكري ، يشكل اليوم مفخرة للجماعة والمنطقة ، مبرزا أن موسم مولاي بوعزة يعد رافعة للتنمية المحلية ونقطة انطلاق مثالية لاكتشاف الطبيعة الساحرة بجبال الأطلس المتوسط كوجهة سياحية تزخر بتراث لامادي غني ومتنوع.
يذكر أن فعاليات الموسم الروحي لـ “أبي يعزى يلنور” ، الذي ينظم كل سنة بالجماعة القروية والجبلية لمولاي بوعزة (77 كلم من خنيفرة) ، كانت قد انطلقت الأسبوع الماضي تحت شعار “قبائل بوحسوسن ، فضاء للإشعاع الروحي والثقافي، ودعامة للتراث اللامادي”.
وعرفت فعاليات هذا الموسم السنوي برنامجا متنوعا شمل، علاوة على ندوة علمية، تنظيم ليال لفني المديح والسماع ، ومعرضا للمنتجات المحلية والصناعة التقليدية (العسل الحر، الزي التقليدي، الزرابي، المصنوعات الخشبية …) وحفل ختان للأطفال وعروضا في فن رماية الصحون ، ودوري في كرة القدم ، فضلا عن عروض وسباقات في الفروسية التقليدية “التبوريدة” بالإضافة إلى سهرات كبرى بمشاركة وازنة لفنانين ومجموعات فنية ، أمازيغية و شعبية.
وتتوخى الجهات المنظمة لهذه التظاهرة الثقافية والسياحية، خلق دينامية سياحية واقتصادية، تجعل منها رافعة أساسية للتنمية بالمنطقة التي تشتهر بهذا الموسم الديني السنوي ، وإبراز المؤهلات الطبيعية والبيئية، التي تزخر بها منطقة بوحسوسن بفعل مقوماتها التاريخية، ورصيدها الثقافي الأمازيغي المتنوع.
ويشكل تنظيم هذا الموسم الروحي المشترك لثلاث جماعات، رافدا حيويا للإسهام في الترويج للصناعات والحرف التقليدية المحلية ، وخلق أنشطة مدرة للدخل، وإنعاش الحركة السياحية الداخلية التي تجذب السياح والزوار، مما يساهم في تنمية هذه المناطق على حد سواء.
ويكتسي موسم الولي الصالح أبي يعزى يلنور، بمنطقة مولاي بوعزة بإقليم خنيفرة، بالنسبة لأهالي المنطقة، في هذه الفترة من السنة، أهمية كبرى بالنظر لدوره في تحريك عجلة التنمية ، وخلق حركية اقتصادية، وإنعاش رواج تجاري للأنشطة المدرة للدخل للساكنة المحلية.
و م ع