22 نوفمبر 2024

النعم ميارة يبرز دور مجلس المستشارين في الدفاع عن القضايا المغربية الكبرى

Maroc24 | أخبار وطنية |  
النعم ميارة يبرز دور مجلس المستشارين في الدفاع عن القضايا المغربية الكبرى

أكد رئيس مجلس المستشارين، السيد النعم ميارة، أن الدبلوماسية البرلمانية التي تندرج في صلب المهام التي يضطلع بها المجلس، تشكل واجهة للدفاع عن القضايا الكبرى للمغرب وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية.

واستعرض السيد ميارة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، مختلف واجهات العمل الدبلوماسي الموازي الذي تنخرط فيه كافة مكونات المجلس من خلال العديد من المبادرات (مؤتمرات ومنتديات، لقاءات) والحضور الوازن داخل الهيئات البرلمانية الإقليمية والجهوية والدولية، وكذا العلاقات التي تم نسجها مع المؤسسات التشريعية المماثلة في مختلف أرجاء المعمور والتي تعد سياسة المملكة الرائدة في مجال التعاون جنوب -جنوب إحدى دعاماتها الرئيسية.

وفي هذا الإطار، توقف السيد ميارة عند المسار المتميز للعلاقات التي تجمع البرلمان المغربي وبرلمان أمريكا اللاتينية والكرايب (البارلاتينو) الذي يحظى فيه المغرب بعضوية ملاحظ، مشيرا الى أن عمل مجلس المستشارين مع هذه الهيئة التي تضم 23 دولة، توج بافتتاح مكتبة محمد السادس بمقر (البارلاتينو) بجمهورية بنما، والتي تعتبر منارة للمغرب في دول أمريكا اللاتينية والكرايب.

وأبرز أن الوضعية المتميزة للمجلس في هذه المنطقة تجسد سياسة التعاون جنوب-جنوب التي يقودها المغرب بخطى ثابتة طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

ومن هذا المنطلق، يقول السيد ميارة، امتدت هذه العلاقات إلى برلمان وسط أمريكا (البارلاسين) الذي كان يحظى فيه مجلس المستشارين بصفة ملاحظ قبل أن يتم منحه وضع “شريك متقدم”، “وهو ما يعكس العمل الدبلوماسي المهم الذي يقوم به المجلس “.

وأكد السيد ميارة أن زخم العمل المبذول على مستوى أمريكا اللاتينية أثمر سحب عدد كبير من بلدان المنطقة اعترافها بالكيان الوهمي ، مبرزا في السياق ذاته، أن الدبلوماسية البرلمانية تعمل أيضا على جعل المغرب بوابة لبلدان هذه المنطقة نحو إفريقيا، “وهو أمر يكتسي أهمية كبرى في ما يخص التبادلات الاقتصادية”.

وسجل أن الفترة الفاصلة بين الدورتين التشريعيتين تميزت أيضا على مستوى الدبلوماسية البرلمانية باحتضان مجلس المستشارين لأشغال المؤتمر الـ11 لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي (أسيكا)، والذي شكل محطة مهمة جدا، من حيث الحضور حيث شارك فيه 31 وفدا و19 رئيسا لمجالس الشيوخ والمجالس المماثلة، “مما يدل على الثقة التي يحظى بها المغرب من لدن هذه الدول والهيئات”.

وثمن السيد ميارة المقررات القيمة الصادرة عن هذا المؤتمر والتي تطرقت بشكل أساسي إلى حق كل دولة في الدفاع عن سيادتها وحماية وحدتها الترابية ونبذ الارهاب والعنف والتطرف.

وأضاف أنه موازاة مع مؤتمر رابطة “أسيكا” التي يتولى المغرب رئاستها، انعقد “منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب” لمجالس الشيوخ والمجالس المماثلة بإفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية والذي توج بإعلان الرباط عاصمة للتعاون جنوب- جنوب، “وكان له صدى كبير لأنه منبثق من إرادة ممثلي الأمة في كل هذه التجمعات الاقليمية”.

ويمهد هذا الإعلان، حسب السيد ميارة، للمرحلة القادمة المتمثلة في إطلاق منتدى الحوار البرلماني بين دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا إلى جانب العالم العربي “الذي سيشكل منصة أخرى لنسج علاقات حقيقية ينعكس مردودها ليس على المستوى التشريعي فحسب، بل نأمل أن يتطور إلى برامج مشتركة وتعزيز علاقات التكامل الاقتصادي بين بلدان الجنوب”.

كما تطرق السيد ميارة للزيارة الهامة التي قام بها رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “سيداو”، محمد تونيس، للمغرب والتي شملت الأقاليم الجنوبية ، مبرزا أن الأمر يتعلق بأول زيارة لرئيس برلمان هذا التكتل . وسجل أن المهم في هذه الزيارة هو وقوف رئيس برلمان (سيداو) على حجم التنمية الاقتصادية في المناطق الجنوبية للمملكة والأمن والسلم الذي يعم المنطقة .

وعلاقة بمستجدات قضية الصحراء المغربية، التي تقع في صلب العمل الدبلوماسي لمجلس المستشارين، توقف السيد ميارة عند الموقف الجديد للحكومة الإسبانية الذي اعتبرت فيه مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف.

وأكد في هذا الصدد، أنه يمكن مقارنة هذا الموقف من حيث الأهمية بالموقف الأمريكي “الذي أتى في سياق دبلوماسية يقودها جلالة الملك، وأثمرت الاعتراف بمغربية الصحراء”.

وقال إن إسبانيا “تضع اليوم نفسها في موقف تاريخي يحسب لها” ، مثمنا في هذا السياق أداء الدبلوماسية الرسمية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس بخصوص ملف الصحراء .

واستحضر السيد ميارة، في هذا الإطار، مضامين الخطاب الملكي السامي في الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء الذي “كان واضحا في التأكيد على أن الضبابية في المواقف لا يمكن أن يقبلها المغرب”، مشيرا إلى أنه “سيتم التعامل مع البرلمانات الأخرى على هذا الأساس “.

وسجل رئيس مجلس المسنشارين أن أهمية الموقف الإسباني تنبع من كون هذا البلد الجار “هو جزء تاريخي من الصراع وأحد الأطراف التي تتم استشارتها من قبل الأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء”.

وقال في هذا الصدد: “حين تعترف إسبانيا بأن الحل هو الحكم الذاتي، فإن المجتمع الدولي سيستوعب كثيرا من الأمور التي كانت لديه مغالطات بشأنها في ما يخص قضية الوحدة الترابية”، موضحا أن إسبانيا اقتنعت بعد أكثر من أربعة عقود بأن “الحل الوحيد الممكن لقضية الصحراء هو الحكم الذاتي”.

وخلص إلى القول إن موقف إسبانيا لاتحكمه “مصالح ظرفية”، بل يتعلق الأمر ب”قناعة راسخة عبرت عنها الحكومة الاسبانية وستعبر عنها مجموعة من المكونات الإسبانية الأخرى”، مضيفا ” نحن بحاجة إلى حلفاء وأصدقاء يقنعون أطرافا أخرى بأن ما تقوم به لا يخدم مصلحة المغرب العربي أو المنطقة ككل كما أنه ليس الأنسب للوصول إلى حل للنزاع المفتعل”.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.